ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !!

ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !!


10-11-2006, 07:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1160548925&rn=5


Post: #1
Title: ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !!
Author: خالد عويس
Date: 10-11-2006, 07:42 AM
Parent: #0

منقول من موقع (كيكا) للزميلة والصديقة الشاعرة جمانة حداد

من الضفّة الأخرى

جمانة حداد


-1-

"تقصيرٌ" في أسوج



تأففت صديقتي الشاعرة الأسوجية (السويدية) الشابة، التي تنعس الشمس بين خصل شعرها القصير، وقالت لي في لحظة تعبٍ وبوحٍ مكتوم: "لا تستطيعين أن تتخيلي صعوبة أن يكون المرء أسوجياً يا جمانة!". أجبتها بتعجّب: "حقاً؟! لطالما اعتقدتُ أن وطنكم هذا من أكثر الأوطان احتراماً لشعبه وتأميناً لحاجاته واستباقاً لمتطلباته!". فأسرّت لي جيني بـ"حرقة": "أبداً يا عزيزتي. هذه محض أوهام، خصوصاً في ما يتعلّق بنا نحن الكتّاب. فالكاتب في هذه الأرض يعاني كثيراً". آنذاك سألتها بفضول، وبتعاطف من يعرف تماماً معنى معاناة الكاتب: "كيف ذلك؟". فشرحتْ لي أصل العلّة بغضب وإحباط: "حكومة بلادنا لا تدعم الكاتب كما يجب". "أفيضي أفيضي"، حرّضتُها بلهفة، فأفاضت: "تصوّري أن الراتب الذي تخصصه الحكومة للكتّاب والشعراء لا يسدّ حاجاتهم"...

للوهلة الأولى، لم أفهم كلام صديقتي الشاعرة الأسوجية. لسببٍ ما، بدت جملتها سوريالية. كأنها تسقط عليَّ من عالم وزمان آخرين. استوضحتها:

- أتخصص الحكومة عندكم "راتباً" للكتّاب والشعراء؟!

- نعم، هذا طبيعي. يعمد الكاتب هنا، بعد أن يكون أصدر عملين أو ثلاثة، الى التقدّم بطلب للحصول على راتب من الحكومة طوال سنة، أو ثلاث سنوات، أو حتى مدى الحياة كلّها، لكي يتفرّغ للكتابة. لكن هذا الراتب ليس "مبحبحاً"، صدّقيني، وهو بالكاد يكفي لتسديد ايجار البيت وتكلفة التنقلات ولدفع فواتير الكهرباء والهاتف والمياه والتدفئة والخليوي...

- يا للعار، هذا معيب حقاً! رددتُ، وحاولت أن أواسيها بكل التضامن المتخيّل الذي أوتيت.

- ليس هذا فحسب، بل تصوّري أني تقدّمتُ اخيرا بطلب لتمويل رحلة الى نيويورك للإقامة فيها مدة سنة للعمل على ديواني الجديد، كونه سيتمحور حول تلك المدينة، فلم يعطوني من المال سوى ما يكفي لسد حاجات ستة اشهر فقط!

- باطل ثم باطل! بئس هذه البلاد وحكومتها المجحفة! انجرفتُ وصرختُ باستنكار يكاد يكون صادقاً، استغربته من نفسي.

"لا تستطيعين أن تتخيلي صعوبة أن يكون المرء كاتباً أسوجياً"، قالت لي صديقتي الشاعرة الشابة، التي تنعس خصل شعرها القصير في الشمس. ثم تداركتْ أن شكواها استأثرت بالجلسة، فبادرتني بتهذيب: "وماذا عنكم في لبنان؟ هل الرواتب التي تخصصها الحكومة لديكم للكتّاب تكفيهم شرّ العيش وهمومه؟"...

غيّرتُ الحديث طبعاً وسريعاً، ثم سألتها عن الطقس.

***



-2-

قالت لي ماريلين



التقيتُ بها في "متحف مايول"، في الدائرة الباريسية السابعة، في شارع غرونيل تحديداً. كنتُ على موعد معها من خلال 59 صورة بالأبيض والأسود، معلّقة بحنان ذكيّ وشاعر على جدران ذلك المتحف الصغير. 59 صورة من أصل 2571 كان التقطها المصوّر الأميركي الشهير برت سترن للأميرة الشقراء الحزينة، في جلستين متتاليتين في فندق "بيلير" في لوس أنجلس، قبل ايام من انتحارها عام 1962. 59 صورة تُعرض للمرة الأولى، تبدو الفنانة في معظمها بين العري والإيحاء به، حائرة بين سرير وكأس من الشمبانيا، تكشف جسدها في مدّ وجزر إيروتيكيين وراء مجموعة من الغلالات الحريرية الشفافة.

منذ الصورة الأولى، رأيت ماريلين مونرو كأني لم ارها يوماً من قبل. حقيقيةً كانت، كحقيقية من يعرف أن ذهابه بات وشيكاً فخرج للتوّ من الواجهة الى الشارع، وانسحب من أضواء الوهم الى وحل الحياة. عصفورة عالقةً على سلكٍ شائك، بينها وبين حريتها كسرةُ سماء. إنسانةً من لحم ودم رأيتُها، لا نجمة قدرية صعبة المنال ولا تُخترَق. امرأة منكسرة، متعبة، ملعونة، ينهشها قدرها النازف، لا فنانة معبودة ووجهاً ورقياً فائشاً على الملصقات وأغلفة المجلات. مرعوبةً مستقيلةً مستغيثةً رأيتُها، ورأيت على أعلى بطنها جرحا عميقا هو من آثار عملية جراحية حديثة العهد: جرح "عدوانيّ" جارح، أبى المصوّر أن يلغيه بالرتوش. جرحٌ نقلها من عرش الى عرش، وجعلني أحبها أكثر.

منذ الصورة الأولى، افترّت شفتا ماريلين عن ابتسامة يائسة. قالت لي: "أنا سجينة الإطار. أجيء دائماً متأخرة. أنا أمّ القهقهة والدمع، أتلألأ مصلوبة على أسطورتي. أمشي طريقي، وطريقي يبدأ ورائي. قلبي سرير في فوضى، ونظراتكم تتناوب على أوجاعي. من سرق نهديّ؟ من سرق وجهي؟ من سرق فمي؟".

"أنا وحيدة الصورة، أنقذيني، قولي لهم ان يدعوني أموت"، همستْ لي ماريلين. ونامت على زند حلمها.

Post: #2
Title: Re: ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !!
Author: عصام أحمد
Date: 10-11-2006, 06:07 PM
Parent: #1

Quote: تقصيرٌ" في أسوج



تأففت صديقتي الشاعرة الأسوجية (السويدية) الشابة، التي تنعس الشمس بين خصل شعرها القصير،
وقالت لي في لحظة تعبٍ وبوحٍ مكتوم: "لا تستطيعين أن تتخيلي صعوبة أن يكون المرء أسوجياً يا
جمانة!". أجبتها بتعجّب: "حقاً؟! لطالما اعتقدتُ أن وطنكم هذا من أكثر الأوطان احتراماً لشعبه
وتأميناً لحاجاته واستباقاً لمتطلباته!". فأسرّت لي جيني بـ"حرقة": "أبداً يا عزيزتي. هذه محض
أوهام، خصوصاً في ما يتعلّق بنا نحن الكتّاب. فالكاتب في هذه الأرض يعاني كثيراً". آنذاك سألتها
بفضول، وبتعاطف من يعرف تماماً معنى معاناة الكاتب: "كيف ذلك؟". فشرحتْ لي أصل العلّة بغضب
وإحباط: "حكومة بلادنا لا تدعم الكاتب كما يجب". "أفيضي أفيضي"، حرّضتُها بلهفة، فأفاضت:
"تصوّري أن الراتب الذي تخصصه الحكومة للكتّاب والشعراء لا يسدّ حاجاتهم"...

للوهلة الأولى، لم أفهم كلام صديقتي الشاعرة الأسوجية. لسببٍ ما، بدت جملتها
سوريالية. كأنها تسقط عليَّ من عالم وزمان آخرين. استوضحتها:

- أتخصص الحكومة عندكم "راتباً" للكتّاب والشعراء؟!

- نعم، هذا طبيعي. يعمد الكاتب هنا، بعد أن يكون أصدر عملين أو ثلاثة،
الى التقدّم بطلب للحصول على راتب من الحكومة طوال سنة، أو ثلاث سنوات،
أو حتى مدى الحياة كلّها، لكي يتفرّغ للكتابة. لكن هذا الراتب ليس "مبحبحاً"
، صدّقيني، وهو بالكاد يكفي لتسديد ايجار البيت وتكلفة التنقلات ولدفع فواتير
الكهرباء والهاتف والمياه والتدفئة والخليوي...

- يا للعار، هذا معيب حقاً! رددتُ، وحاولت أن أواسيها بكل التضامن المتخيّل الذي أوتيت.

- ليس هذا فحسب، بل تصوّري أني تقدّمتُ اخيرا بطلب لتمويل رحلة الى نيويورك للإقامة
فيها مدة سنة للعمل على ديواني الجديد، كونه سيتمحور حول تلك المدينة، فلم يعطوني
من المال سوى ما يكفي لسد حاجات ستة اشهر فقط!

- باطل ثم باطل! بئس هذه البلاد وحكومتها المجحفة! انجرفتُ وصرختُ باستنكار يكاد يكون
صادقاً، استغربته من نفسي.

"لا تستطيعين أن تتخيلي صعوبة أن يكون المرء كاتباً أسوجياً"، قالت لي صديقتي الشاعرة
الشابة، التي تنعس خصل شعرها القصير في الشمس. ثم تداركتْ أن شكواها استأثرت بالجلسة،
فبادرتني بتهذيب: "وماذا عنكم في لبنان؟ هل الرواتب التي تخصصها الحكومة لديكم
للكتّاب تكفيهم شرّ العيش وهمومه؟"...

غيّرتُ الحديث طبعاً وسريعاً، ثم سألتها عن الطقس.

***





الغالي / خالد عويس


وأنا ايضا أراني أغير دفة الحديث معك ..

وأسألك:- أمورك كيف؟؟

إنشاء الله بخير؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي مرحلة أظن انها متقدمة جدا بالنظر لما نعانيه نحن..أظنني إستوعبت رسالتك هذه.

Post: #3
Title: Re: ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !!
Author: Adil Osman
Date: 10-12-2006, 05:06 AM
Parent: #1

كتابة جمانة حداد كتابة مختلفة وتضج بالحيوية والذكاء والسخرية اللطيفة. شكرآ يا خالد عويس على اشراكنا فى قراءة جمانات جمانة حداد. كم اتمنى ان اكون شاعرآ او كاتبآ من السويد! كان سوف يكون لى كوخ فى العزلة البيضاء، وغرفة ساونا لغسيل الروح والبدن. يا روح البدن!


جمانة حداد بريشة مارون الحكيم

Post: #4
Title: Re: ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !!
Author: welyab
Date: 10-12-2006, 05:11 AM
Parent: #3

وانا قلت ايه الى ودا خالد هناك
تسلم اخويا من الغربة الى ذي ديك

Post: #5
Title: Re: ما أصعب أن تكون كاتبا أو شاعرا في السويد !!
Author: شهاب الفاتح عثمان
Date: 10-12-2006, 02:58 PM
Parent: #4

مصاعب قوم عند قوم ترف!.

ودنيا.