Post: #1
Title: رسالة في ليلة التنفيذ
Author: Gaafar Ismail
Date: 10-06-2006, 08:37 PM
أبتاه ماذا قد يخط بناني*** والحبل والجَـلاّ د يبنتظرانِ هذا الكتاب إليك من زنزانة***مقرورة صخرية الجدران لم تبق إلا ليلة أحيا بها***وأُحس أن ظلامها أكفاني ستمر يا أبتاه لست أشك في***هذا وتحمل بعدها جثماني الليل من حولي هدوء قاتل***والذكريات تمور في وجداني ويهدني ألمي فأنشد راحتي***في بضع آيات من القـرآن والنفس بين جوانحي شفافة***دبّ الخشوع بها فهز كياني قد عشت أُومن بالإله ولم أذق***إلا أخيرا لذة الإيمان والصمت يقطعه رنين سلاسل***عبثت بهن أصابع السجان ما بين آونة تمر وأختها***يرنو إليّ بمقلتَيْ شيطان من كُوّةٍ بالباب يرقب صيده ***ويعود في أمن إلى الدوران أنا لا أُحس بأي حقد نحوه***ماذا جنى فتمسه أضغاني هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي***لم يبد في ظمأ إلى العدوان لكنه إن نام عني لحظة***ذاق العيال مرارة الحرمان فلربما وهو المروع سحنة*** لو كان مثلي شاعرا لرثاني أو عاد - من يدري -إلى أولاده***يوما تذكّر صورتي فبكاني وعلى الجدار الصلب نافذة بها***معنى الحياة غليظة القضبان قد طالما شارفتها متأملاً***في السائرين على الأسى اليقظان فأرى نجوما كالضباب مصوراً***ما في قلوب الناس من غليان نفس الشعور لدى الجميع وإن هم***كتموا..وكان الموت في إعلان ويدور همس في الجوانح: ما الذي***بالثورة الحمقاء قد أغراني؟ أولم يكن خيراً لنفسي أن أُرى***مثل الجموع أسير في إذعان ما ضرني لو قد سكتُ وكلما***غلب الأسى بالغتُ في الكتمان هذا دمي سيسيل يجري مطفئاً***ما ثار في جنبيّ من وجدان وفؤادي الموّار في نبضـاته***سيكُف من غده عن الخفقان والظلم باقٍ..لن يحطم قيده***موتي ولن يودي به قرباني ويسير ركب البغْيِ ليس يضيره***شاة إذا اجتثت من القطعان هذا حديث النفس حين تشف عن***بشريتي وتمور بعد ثوان وتقول لي:إن الحياة لغايةٍ*** أسمى من التصفيق للطغيان أنفاسك الحَرّى وإن هي أُخمدت***ستظل تغمر اُفقهم بدخان وقروح جسمك وهو تحت سياطهم***قسماتُ صبحٍ يتقيه الجاني دمع السجين هناك في أغلاله***ودم الشهيد هنا سيلتقيان حتى إذا ماأُفعِمت بها الربا***لم يبق غير تمرد الفيضان ومن العواصف ما يكون هبوبها***بعد الهدوء وراحة الربان إن احتدام النار في جوف الثرى***أمر يثير حفيظة البركان وتتابع القطرات ينزل بعده***سيل يليه تدفق الطوفان فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا*** أقوى من الجبروت والسلطان أنا لست أدري هل ستُذكر قصتي***أم سوف تعدوها رحى النسيان أو أنني سأكون في تاريخنا***متآمراً أم هادم الأوثــان كل الذي أدريه أن تجرعي***كأس المذلة ليس في إمــكاني أهوى الحياة كريمة، لا قيد، لا***إرهاب ، لا استخفاف بالإنسان لو لم أكن في ثورتي متطلبا***غير الضياء لأُمتي لكفـاني فإذا سقطْتُ ، سقطْت أحمل عزتي***يغلي دم الأحرار في شرياني ________________________________________________________ الشاعر هو(هاشم الرفاعي)ولد في مصر وتعلم في المعهد الديني في الزقازيق وكلية دار العلوم بالقاهرة ، وقد قُتل غيلة عام 1959م . (سـاواصـل )
|
Post: #2
Title: Re: رسالة في ليلة التنفيذ
Author: Gaafar Ismail
Date: 10-07-2006, 09:23 AM
Parent: #1
نواصــل
أبتاه إن طلع الصباح على الدنا***وأضاء نور الشمس كل مكان واستقبل العصفور بين غصونه*** يوما جديدا مشرق الألوان وسمعت أنغام التفاؤل ثرة*** تجري على فم بائع الألبان وأتى يدق - كما تعود - بابنا*** سيدق باب السجن جلادان وأكون بعد هنيهة متأرجحا*** في الحبل مشدودا إلى العيدان ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما *** صنعته في هذي الربوع يدان نسجوه في بلد يشع حضارة*** وتضاء منه مشاعل العرفان أو هكذا زعموا وجئ به إلى*** بلد الجريح على يد الأعوان أنا لا أريدك أن تعيش محطما *** في زحمة الآلام والأشجــان إن إبنك المصفود في أغلاله*** قد سيق نحوالموت غير مدان فأذكر حكاياتٍ بأيام الصبا*** قد قلتها لي عن هوى الأوطان وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى *** تبكي شبابا ضاع في الريعان وتكتم الحسرات في أعماقها***ألماً تواريه عن الجيران فأطلب إليها الصفح عني إنني*** لا أبتغي منها سوى الغفران ما زال في سمعي رنين حديثها*** ومقالها في رحمة وحنان : أبُنَيّ.. إني قد غدوت عليلةً*** لم يبق لي جلد على الأحزان فأذِق فؤادي فرحة بالبحث عن*** بنت الحلال ودعك من عصياني كانت لها أمنية ريانة *** يا حسن آمالٍ لها وأمانٍ والآن لا أدري بأي جوانحٍ *** ستبيت بعدي أم بأي جنان **** هذا الذي سطرتها لك يا أبي*** بعض الذي يجري بفكرٍ عان لكن إذا أنتصر الضياء ومُزِّقت *** بيد الجموع شريعة القرصان فلسوف يذكرني ويُكبِر همتي*** من كان في بلدي حليف هوان وألى لقاءٍ تحت ظل عدالةً*** قدسية الأحكام والميزان ***********************************************************
|
|