تحليل المشهد السياسي ..

تحليل المشهد السياسي ..


10-05-2006, 05:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1160023639&rn=0


Post: #1
Title: تحليل المشهد السياسي ..
Author: Nazar Elawad
Date: 10-05-2006, 05:47 AM



السؤال الذي مفترض أن يكون دائراً في الاذهان ... لماذا الاستهداف المباشر وغير المباشر للصحف .. بدءاً من الرقابة القبلية .. وأنتهاءاً باعتقالهم وجرهم إلى ساحات المحاكم في قضايا تتعلق بحرية التعبير .. ومحاولة فك طلاسم قضايا الرأي العام .. وتعدي مؤسسات الدولة ذات النفوذ والسلطة (المطلقة) .. علي الحق المدني للمواطن ... لذا يوميا ً.... يكتب الصحفيون (الأحرار)... منبهين الشعب.. لما يقترفه النظام الحاكم ... سوى كان عبر حكومة وحدة وطنية أو غير وطنية قد لاستطيع لوم الشركاء فى تحمل تبعات ما أقترفه الشريك(الآثم)...قبل الشراكة الثنائية(المتمومة عدداً)..بمخلفات السياسة الشائهة لعقود خلت...!
فشلت( الإنقاذ)...سياسياً فى خلق أطار بنيوي موحد للحكومة إزاء التمترس فى المواقف والتشبث فى السلطة بدون أي إصلاحات على كافة المستويات السياسية والتنفيذية والدستورية والتلاعب بالثروة لرسم وجه مقبول للشمطاء العجوز الماكرة (الإنقاذ الوطنى).
ويومياً تظهر الدلائل واضحة بائنة عن فشل الحكومة الوطنية على مستوى الشريك الاساسى (المؤتمر الوطنى), والذي يعبث بشركاته مع الحركة الشعبية بوضع العراقيل..وقتل روح اتفاقية السلام وعدم تنزيل الدستور المستنبط من تلك الاتفاقية على أرض الواقع من خلال التعديلات المطلوبة في النصوص القانونية الواجب تعديلها ومحاولة كسب الوقت وإعلاء العنصرية والجهوية التي أصبحت تمتلك صحفاً لوجوه لا تنفصل أبدً عن مؤامرة المشروع الحضاري الموجه لشعبنا المسكين خلا المنتسبين للتيار المتحالف (إسلاميين وراديكاليين وتكنوقراط ولصوص وسماسرة حروب وعملاء) وهم للأسف منضمون تحت لواء (المؤتمر الوطنى) .
و يومياً...يظل المواطن السودانى مرهقاً ..لمحاولاته المستميتة لإيجاد الحلول للمعيشة أولاً والفهم ثانياً، وتقوده الأحداث اليومية لأن لا يأبه لمسالة الفهم هذه و ثم تتوالى عليه المصاعب والدولة المحترمة تتسلل إلى ما يؤسسه من أجل معيشته ، فيظل المواطن وان سكن بقلب الخرطوم مهمشاً يحاول الخروج من دائرة التوهان والعبث بمعيشته وفهمه.
أطراف الوطن مهددة بانفصال (جنوباً)، و عبر مواثيق و اتفاقيات دولية ( اثر فشل محتمل لمشروع الجذب الوحدوي) لن يجدي معها العودة للمربع الأول كما يسعى تيار عريض داخل المؤتمر الوطنى...فالجيش لن يستطيع أن يجد مواقعه الإستراتيجية بعد عام من استقرار قوات الحركة الشعبية ووجود الآلاف من القوات الأممية في حالة نقض الاتفاقية التي تمت برعاية دولية على مستوى محترم...وأيضا لتحجيم مليشيا النظام(الدفاع الشعبي) ، وعدم الترحيب بها من قبل الجيش الشعبي خلال عام من الاتفاقية، وتوجس المجتمع الدولى منها ومن استمرار وجودها ، وظهر ذلك جلياً بعد افساح المجال لها بعد أزمة الحكومة مع الامم المتحدة ومجلس الأمن وارهاصات بلجوء النظام للعودة لمربع الإنقاذ ... ولا يمتلك (المؤتمر الوطنى) كوادر جهادية كما السابق ...إذ فسدوا إزاء انغماسهم فى (اكسسوارت) السلطة وبالكاد يتحركون من مكاتب وثيرة وعربات (مفخمة) مظللة إلى أماكن الطعام ( النظيف) المنتشرة فى العاصمة ومثيلاتها فى مدن السودان المختلفة وهم كذلك وانتهى فيلم (الجهاد) بإحاطة قوات أجنبية بنا شرقاً بعد قاعدة أريبا العسكرية وجنوباً مع قوات حفظ السلام وفى جبال النوبة والاتحاد الافريقى فى دارفور...و...و....
والشعب لن يلدغ من الجحر مرة أخرى ...بعد أن قدم أبناءه فداء لجهاد مزيف أفضى بمن حاربه أبناءهم فى القصر الجمهوري ...والوزارات....وعلى جنبات الأرصفة فى طرقات العاصمة وفى أطرافها ...بكامل عتادهم...
نظام الحكم الان تسنده الشراكة ويسنده ما يود فهمه (أغبياء السلطة)...الخوف من تشرذم ..وطن...!!!!
والأخطر من هذا...وذاك أن ( المؤتمر يون) تعودوا أن يحترموا من يختلف معهم وهو مدجج بالسلاح ففاوضت فى دارفور والشرق ..وفاوضت فى الجنوب ولكن هل سيكون الشمال لقمةً سائغةً فى ظل اختلاف التيارات الفكرية فيه وتعدد الو لاءات والتى ستعول عليها الأحزاب ذات الصبغة الطائفية ...والتى اعتقد أنها تملك ما تملك لنظام الحكم الضعيف ...ولكن الجميع عندما ينقض على النظام فى الخرطوم لن تكون هناك أجندة ستعجب أهل الوسط والشمال ..والسبب لأنهم عزل....!! ولن يستطيع احد أن يقنعهم بحماية نظام عمل على قهرهم وإذلالهم...وسرقتهم ..نكتب هذا والتهديد بحدوث الفوضى داخل الخرطوم من مسلحي دارفور واحتشاد جماعات مسلحة بدأت تكشر عن أنيابها وتظهر وجودها وقوتها .. ومفاوضات الشرق التي تسير بخطى بطيئة مع كامل السرية والغموض الذي يتمتع به المؤتمر الوطني .
النظام الأن محتكر من فئة قليلة من الأفراد ستلجأ إلى مقرات أكثر أمناً حين يحدث ما لانوده ،واعتقد أن الحكومة فى طريقها أن تحول سخط الناس إلى صراع مسلح فى قلب الخرطوم ..ولم يتعود أهلها ذلك على مثل هذه أحداث.