مقال جدير بالقراءة (علاء الدين بشير وزنقة الرئيس)

مقال جدير بالقراءة (علاء الدين بشير وزنقة الرئيس)


10-02-2006, 01:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1159792074&rn=0


Post: #1
Title: مقال جدير بالقراءة (علاء الدين بشير وزنقة الرئيس)
Author: عبد المنعم سليمان
Date: 10-02-2006, 01:27 PM

رجال حول الرئيس
حواشى ما بين (زنقة) بلير و (خنقة) الانقاذ والوطن
علاء الدين بشير

بين زمنين

حكى اللواء (م) عثمان عبدالله , وزير الدفاع الاسبق والناشط هذه الايام فى مشروع المبادرة الوطنية لجمع الصف الوطنى , لرهط من الذين تداعوا لنداء الصلح , انه فى اخريات ايام الرئيس الاسبق جعفر نميرى كان يشغل حينها مدير فرع العمليات بالقوات المسلحة ولان هذا الموقع من اهم المناصب بالجيش , لذا فقد كان لديه خط تليفون ساخن مع الرئيس نميرى مباشرة , ويضيف اللواء عبد الله ان الجيش الشعبى كان تمكن من الحصول على صواريخ مضادة للطائرات مكنته من اسقاط خمسة طائرات (بافلو) تابعة للقوات المسلحة فى عمليات مختلفة , ولان الامر كان خطيرا فقد سعى اللواء عبد الله للاتصال بالقائد الاعلى للجيش وهو الرئيس نميرى لايام عدة لكنه فشل فى ذلك حيث لم يكن على الخط الساخن الرئيس وانما كان شخصا غيره , مشيرا الى ان التقارير حول حقيقة الوضع على الارض فى الميدان لم تكن مملكة للرئيس كما هى بسبب الحاشية التى احاطت به وقتها وسدت عليه المنافذ الا ما ترفعه هى فقط له .
الواقعة التى حكاها اللواء عثمان تستدعى نفسها فى المشهد الذى يحدق بالبلاد اليوم , والحاشية التى احاطت بالرئيس البشير وزينت له مخاطرة اختيار المواجهة وتحدى العالم دون اعتبار لحقائق القوة و موازينها التى تحكم عالم اليوم .
تبنى الموقف الاقصى فى التعاطى مع العالم كان هو الاسلوب المفضل فى السياسة لدى عراب الانقاذ السابق الدكتور الترابى والذى كان يرى ان الغرب اذا ما تنازلت له قيد انملة فى مواقفك تحت وابل الضغوط فانه لن يكف عن ملاحقتك بصنوف منها لانتزاع المزيد . هذا ما ذهب اليه المحلل السياسى الدكتور حسن مكى الذى تحدثت معه عبر الهاتف امس , من ان التشدد البادى فى موقف الحكومة الان قد يكون موقف تفاوضى فى ذاته , وربما كان هناك خط للتفاوض بين النظام والعالم غير مرئى .
الان خرج الترابى من الحكم نتيجة لهذه الضغوط الغربية نفسها بحسب سفير السودان الاسبق بواشنطن , احمد سليمان المحامى فى حوار اجريته معه بهذه الصحيفة قبل ثلاثة سنوات , ومضت الانقاذ فى مشوار التنازلات الى اماد بعيدة , فجاة صعد الى كابينة اتخاذ القرار والتف حول الرئيس مجموعات تود العودة القهقرى بسياسات الانقاذ الى عهد (شيخ حسن) دون اعتبار للمتغيرات الكبيرة التى حدثت فى الانقاذ والبلاد قاطبة , لكن حسن مكى الذى بدأ عليه الاحباط راى ان تراكم التنازلات ورط البلاد فى كوارث كبيرة من قبل والسؤال هو هل نمضى فى نفس الاتجاه ام بالامكان تخفيف هذه الكوارث ؟ !.

سيناريو الفوضى

الحكومة او (قسم منها) وفى سياق اتباعها لتاكتيك حافة الهاوية هذا ظلت تنذر العالم من مصير مشابه لما تعده (وحلان) له فى العراق اذا ما هو تجرا ووطئ بقواته ارض دارفور وتحذر من ان تنظيم القاعدة قد ينقل عملياته الى الاقليم ويقول مسؤولون فيه بان القاعدة افكار وليست تنظيم وهم لايستبعدون ان تكون افكارها وجدت حاضنة لها فى البلاد , لكن رئيس دائرة المخابرات السابق بجهاز الامن , اللواء حسب الله عمر كان قد قال فى منتدى صحيفة الراى العام قبل اشهر , ان الولايات المتحدة والغرب ليسوا هاربين من القاعدة وانما يجوبون العالم اليوم بحثا عن اماكن تواجدها , محذرا من مغبة اقتناع العالم بان القاعدة تتواجد فى السودان .
اما بخصوص سياسة الفوضى فان ما يعرف ب(الفوضى البناءة) هى احدى نظريات اليمين الجديد فى الادارة الاميريكية والتى يتبعها فى تفكيك بنى الانظمة والبلدان ومن ثم اعادة تركيبها وفق الاسلوب الذى يحقق اجندته , وحيث ان المقارنة بين الاوضاع فى العراق ودارفور وتعامل العالم معها به قدر من التعسف طبقا لللواء حسسب الله , والذى يرى ان قضية دارفور هى قضية اعلامية فى المقام الاول وليست استراتيجية قوى دولية تصرعلى دخول البلاد لاجندة اخرى مثلما حدث فى العراق , موضحا ان دارفور قضية صنعها الاعلام الغربى والمنظمات وشكلوا بها ضغط على حكومات الدول الغربية التى تتحرك تجاهها لاعتبارات سياسية داخلية , وان الحكومة اذا ما نجحت فى اعادة الاستقرار الى الاقليم فى المدة التى حددتها تكون قد اغلقت الباب امام المساعى الدولية لنشر قوات فى دارفور , بينما حدثنا مدير مكتب البى بى سى بالخرطوم الدكتور صفاء الصالح (عراقى) ان اول ضحايا سياسة الفوضى فى العراق كان هو حزب البعث الذى كان مسيطرا على مقاليد الحياة هناك كما هو حال الانقاذ فى السودان , والذى تمت تصفية وجوده وكوادره وعلمائه ومثقفيه تماما فى العراق تحت غطاء الفوضى (المصنوعة) بواسطة قوات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا ولا يتوقع ان تقوم له قائمة بعد الان .

سى اى ايه من الوساطة الى الضغوط

الولايات المتحدة صعدت من لهجتها تجاه الخرطوم وخيرتها ما بين التعامل مع العالم دون شروط او المواجهة , وقد انضمت وكالة المخابرات الاميركية الى بقية مؤسسات الادارة الاميريكية كما جاء فى الانباء . سى اى ايه والتى نشطت فى بناء شراكة استخبارية مع جهاز المخابرات السودانى فى مجال الحرب على الارهاب وارسلت من قبل طائرة خاصة لتقل (زعيم الجاسوسية السودانية) على حد تعبير الصحافة الاميريكية , لاحكام تلك الشراكة , كانت بحسب مسؤولين فى الخرطوم وواشنطن تحدثوا للصحافى الامريكى سيلفر ستين من صحيفة لوس انجلوس تايمز , تعمل على تلطيف العلاقات السياسية بين البيت الابيض والخرطوم , الا ان مسؤول اميريكيا اخبر الصحفى الامريكى ان تلك الشراكة لاتزال من طابق واحد !! .
وكان اللواء الفاتح عروة قد ذكر فى محاضرة له بعنوان (الامن والمخابرات فى ظل المتغيرات الدولية) بمركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا فى فبراير الماضى , ان اكبر متغير فى السياسة الدولية انعكس على اداء اجهزة المخابرات , هو نهاية الحرب الباردة وسيادة قطب واحد على العالم , مشيرا الى انهم كانوا فى السابق يبتزون الولايات المتحدة بانهم سيلجاؤن الى المعسكر الشرقى فتسارع الى مساعدتهم والعطف عليهم , اما اليوم فان العطف على اية دولة هو بمقدار ما تمثله من اهمية لامريكا ومصالحها الاستراتيجية .

محددات الانقاذ وحوافز واشنطن

فى خضم تشدد الخرطوم ازاء المجتمع الدولى ورفضها لقرار مجلس الامن القاضى بنشر قوات دولية فى دلرفور , واعتباره فى خطابها عودة للاحتلال والاستعمار ومحاولة للغزو , وفى المقابل اصرار العالم على ذلك ومضيه فى حشد القوات قدما وتكثيفه الضغوط والوعيد على الحكومة بالعقوبات الشخصية على مسؤوليها , ولان الحط المتشدد يقوده الرئيس البشير الذى يمثل العسكريين فى تحالف الحكم الانقاذى , والذى بدا ان له الكلمة الاولى والاخيرة فى مجريات الامور داخل اللطة الان , فان واشنطن وادراكا منها لتحول ثقل السلطة فى الخرطوم , اعلنت عن حوافز خاصة للرئيس البشير يحملها مبعوث الادارة الاميريكية الجديد الى السودان , اندرو ناتسيوس الذى صرح بان حجج الخرطوم حول استعمار الامم المتحدة لها او غزوها , تبدو غير سائغة ومنطقية للعالم , وانهم يتفهمون ان مخاوف المسؤولين فى الخرطوم ربما تكون نتيجة لاسباب اخرى من بينها اعتقادهم ان القوات القادمة ربما تشارك فى اعتقال متهمين بارتكاب جرائم فى دارفور , لذا فانه يحمل معه حوافز خاصة للرئيس البشير , وطبقا لتحليلات كثيرة فانها ترجح ان المخاوف الحقيقية للخرطوم من هذه القوات تعود الى خشيتها من لعب دور فى ملف انتهاكات دارفور الذى احيل الى محكمة الجنايات الدولية بلاهاى , والذى يشاع ان قائمة الاتهام فيه تضم مسؤولين حكوميين كبار يرجح البروفيسور حسن مكى ان يكون غالبيتهم من القيادات الامنية والعسكرية فى النظام , وتسند المخاوف الحكومية ان قرار مجلس الامن 1706 نص على ان تعمل هذه القوات على محاربة الافلات من العقاب , وكنت سالت مسؤولا اوربيا رفيعا فى الخرطوم حول هذا الاحتمال وما اذا كان هناك امكانية لمساومة لتجاوز الازمة , فاجابنى بانه لا توجد حكومة غربية تغامر بسمعتها من اجل حماية حماية ديكتاتور فى العالم الثالث .
كثيرون يرون انه لامخرج من الازمة الخانقة التى تمر بها البلاد الان , الا بتوحيد الصف واعلان حكومة وحدة وطنية بحق وحقيقة , غير ان المؤتمر الوطنى يرفض اى اتجاه للوفاق ياكل من حصته فى السلطة التى تعطيه 52 % وتوفر له اغلبية تحول دون تمرير قرارات تضعف من قبضته على السلطه وهذا ما كان صرح به مستشار الرئيس مجذوب الخليفة فى حواره مع الصحافة الاسبوع الماضى , لكن الدكتور الطيب زين العابدين يطالب فى مقاله امس الاول بالصحافة من يستصعب دفع مستحقات الوفاق الوطنى من مسؤولى الانقاذ والمؤتمر الوطنى ان يغادر السفينة طوعا حتى يبحر السودان نحو شواطئ امنة وواعدة بالتقدم والازدهار .
وكان الرئيس البشير قد وصف فى مؤتمره الصحفى الذى عقده الاسبوع الماضى , رئيس الوزراء البريطانى الذى ينشط فى حشد الدعم الدولى لارسال قوات الى دارفور , بانه مزنوق زنقة غسال يوم الوقفة . لكن الرئيس وفى غمرة غضبته على الغرب نسى اوتعمد نسيان ان الزنقة ليست حكرا على بلير وحده فقد طالته و الانقاذ وامتدت الان لتشمل الوط
ن باسره .