عفواً.. أتموتُ الأوطـــان؟!:- شعر (الفاتح حمدتو) في رثاء الفقيد الزعيم (محمَـد إسماعيل الأزهري)

سوداء*.. تسابق في الريح
حطَـت من ركـن الشيـطــان
عمياء.. تقـود الى الموت
فـي عتمة ليـل الأحـــزان
صمَـَـاء.. تـدار بـآليــة
لا تعـرف قـدر الشـجعــان
رقطـاء.. وقد نفخـت فيها
روحٌ.. مـن صنـع الإنســان
قـد جـاءت تسعـى جــاهدةً
فـي.. غفلـة كل الأزمــان
تطـوي الطرقات ولا نــدري
ما كان القدر بحسـبـــان
وتجوب الأرض وقـد دخلـــت
من باب الموت بلا استئذان
لتجـدد ليـل فجيعتنــــا
وتشتِت قـدر الإمـكـــــان
وتفرق شمـل جمـاعتنــــا
لتعيـد زمـان الخســـران

***********************

أوََاه الدمعــة لا تكفـــي
فالدمـع تقاطـر أطنـــان
والليــل يخيـم فـي نسـي
والفجـر حزيـن قـد كــان
فـي الصبـح تنادت أفئـدة
مـن كـل فجـاج ومكــــان
الشـؤم تناثـر يقتلنـــا
ويزعــزع فينـا الإيمــان
الـروض تلاشـت نضـرتــــه
ذبلـت أزهـار البسـتــان
الفـل يفـارق رونـقــــه
والـورد يعـزي الـريحـان
وأطـلَ زمـان النكبــــات
منكـوبٌ أنـت الســــودان
مـا جـاء زعيـمٌ للنـــاس
إلا وتكـالـب طغيــــــان
يـا ليـل الحـزن بنا رفقاً
مـا عـاد يفيـد النسيـان
فـالفقـد عظيـمٌ يـا وطني
والخطـب يهـزُ الوجـــدان

***********************

مـا بيـن الساعة والأخـرى
فجعـت وانشطـرت أركـــان
وتبدَل صبـح الاشــــــراق
وهجـاَ مـن حمـم النيـران
وانـداحـت روح طـاهـــرة
فـي الأفـق تجوب الوديـان
وتطـوف ديـاراً غـاليـــة
كانت للقلـب الشريــــان
قـد عـاش محمـد في بلـدي
قبسـاً مـن نـور الـرحمـن
وتـلألأ نجمـا فـي الدنيـا
وتدفـق سحـراً وبيـــــان
في الشـدة كـان هو السند
في اللجـة كان الربـــان
في السلـم يجادل بالحسنى
للثـورة صـار البـركــان

***********************

مـن قـال محمـد قـد مـات؟
أيمـوت الفكـر المــزدان؟
مـن قـال محمـد قـد مـات؟
أيمـوت نضـال الفـرســان؟
مـن قال محمـد قـد مــات؟
أيمـوت سليلـك أمـدرمـان؟
مـن قال محمـد قـد مــات؟
أزمـان السـاعة قـد حـان؟
من قال محمـد قـد مـــات؟
مهـلاً.. أيمـوت الفنـــان؟
مـن قـال محمـد قد مــات؟
قـد كـان الصـوت الرنـَان
مـن قـال محمـد قد مــات؟
فمحمـد بيننـا كــان الآن
مـن ظـن محمـد في الموتى
قد ضـلَ طريـق البرهـــان
من عـدَ محمـد في الموتـى
يفتقـر لبعـض التبيـــان
من حسـب محمـد في الموتى
قسمـا.. للوحدة قـد خـان
فمحمـد روحٌ تجـمعـنــــا
قـد عاش بحـب الســـودان
ومحمَـد صـار لنـا وطنــا
عفـواً.. أتمـوت الأوطــان؟!
عفـوا.. أتمـوت الأوطــان؟!

قصيدة معبرة من شخص شفيف

عن شخص مارس الفن بصدق والسياسة بحب واخلاص وحذاقة

رحم الله محمد واطال عمر الفاتح

وشكرا لك يامحمد مصطفي

علي ايرادك هذا الحزن النبيل

كنت أعلم يا "عود صندل" الفن السوداني، أن (محمَـد إسماعيل الأزهري) لن ينصفه أحد أكثر ممن ينصفه الفنانون في حسهم وذوقهم وثقافتهم وأدائهم...

لك كل الحب يا سفير فن "عـــازة"، ولك كل الإعجاب والأدمع الجاريات بفعل صدق مشاركتك ونبلها...


د/ الطاهر محمَد م. حســـن

الحزب الاتحادي الديموقراطي -الموحَـد-،
دولة الإمارات العربية المتحدة

مذا نفعل مع ارادة الرحمن ياعزيزي والله لقد كان محمد ازهري نموذجا حقيقيا للقيادي
متشعب المعارف الثقافية وكنا في مسيس الحاجة اليه وبقدر ما كان سيكونه من قيادة شعبية خلاقة كان سيكون منصفا للفن واهله

افتقدناك يامحمد ولا راد لارادة الله

الاوطان لا تموت

ومحمد كان وطناً فينا



سوف تبقى دائماً فينا وحادينا

وتاجاً قد صنعناه بأيدينا

فإن ضاقت بنا ارض فأنت الارض تأوينا

وكما قلتي شقيقتي انعام...

أبتاه سلامٌ وتحية،
من جرح الأحزان اللاعق،
من سهد الليل قضية،
من أصغر أطفال السودان،
في أقصى..أقصى الأركان،
عاشوك نشيدا أبديا،
يقرع جرس الحبس مرار.. حين تولى الجيش حطب القمة،
وانتحرت... في ليل الخرطوم الحرية.


ستبفى دائما فينا... وحادينا،
وتاجا قد صنعناه بأيدينا،
من الجرح الذي يمضي،
على الجرح الذي فينا،
فإن ضاقت بنا الأرض،
فأنت الأرض تأوينا