د.قطـبى المهـدى لـ(الصحـافة) :لا يمـكن المغامـرة بسيـادة البلـد مقابل وعـود كـاذبة

حملت صحف الخرطوم خلال اليومين الماضيين اخبارا شددت على رفض الحكومة للقوات الاممية ، واخرى تناولت اصرار المجتمع الدولى على امضاء القرار1706 وبينما دعت بريطانيا قادة دول العالم للاعداد لقمة دولية تهدف لحل الازمة فى دارفور رفضت الحكومة هذا الامر، بينما دعا مجلس الشيوخ لتعليق عضوية السودان فى الامم المتحدة وفرض عقوبات مالية واقتصادية ، وحذرت وزيرة الخارجية الامريكية من عقوبات قد تفرض على الخرطوم ، اذا استمرت فى رفضها لنشر القوات .. وقد نقلت الزميلة«الرأي العام» امس الاول ان يان برونك المبعوث الخاص للامم المتحدة وجه دعوة لقادة الاحزاب السياسية المعارضة للاجتماع الاسبوع القادم لاجراء مشاورات حول امكانية تحريك عملية السلام فى دارفوروبحث امكانية اجراء تعديلات على اتفاق ابوجا بحيث يستوعب بقية الفصائل..الصحافة التقت د.قطبى المهدى مسؤول شئون المنظمات بالمؤتمر الوطنى ومحجوب حسين الناطق الرسمى لحركة تحرير السودان «الجناح الموقع للاتفاق» وسألتهما عن تطورات الأزمة فى دارفور وامكانية شمول الاتفاق لبقية الفصائل والموقف من القوات الدولية وغيرها وخرجت بالأتى

[B]حاورته:صباح احمد

تتزايد الضغوط الدولية على الحكومة للموافقة على نشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة فى دارفور فى وقت تصر فيه الحكومة على رفض نشر هذه القوات ..ماهو المخرج؟
- هذه الضغوط ليس مقصودا منها حل الأزمة فى دارفور انما هى هجمة استعمارية على العالم الثالث والسودان ، فالسودان اصبح فى النظام العالمى الجديد مستهدفا لاسباب كثيرة ..فهو بلد له امكانياته الكامنة ووضعه الاستراتيجى واذا ترك يمكن ان يكون لوحده قوى اقليمية مؤثرة. وبالتالى ماحدث فى الجنوب والغرب والشرق ويمكن ان يحدث فى اقاليم اخرى الغرض منه صياغة البلد من ناحية دستورية ومن ناحية هويته وارادته السياسية الحرة التى لا تنسجم واستراتيجية الدول الغربية ومصالحها لذلك المعركة ليست بغرض البحث عن حل ، انما هى صراع حضارى حقيقى بين بلد يرغب فى الاحتفاظ بسيادته واستغلاله ومصالحه وقوى طامعة.
* تحدث نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه مؤخرا عن امكانية افتراع طريق ثالث ما بين رفض الحكومة واصرار المجتمع الدولى على نشر قوات اممية فى دارفور..ماهى حظوظ هذا الطريق الثالث؟
- لا اعتقد ان القضية قضية طريق ثالث..لقد اختاروا لنا طريقا معينا رفضناه بالصورة التى طرح بها وتركنا الباب مفتوحا لاى عمل دبلوماسى لا ينتقص من سيادة البلاد وكرامة شعبها.
*الدبلوماسية الغربية تتأرجح ما بين الحوافز والعقوبات..اذ ان المبعوث الامريكى الجديد لدارفور اشار الي ان استراتيجيته ستشمل بعض الحوافز فى تعامله مع الرئيس البشير فى وقت حذرت فيه وزيرة الخارجية الامريكية ومجلس الشيوخ الامريكى من عقوبات قد تفرض على الخرطوم اذا استمرت فى رفضها لنشر القوات..ما رايك؟
- ما ينتهك سيادتنا بأىة صورة هو اقتراح رخيص ومرفوض، اما بخصوص الحوافز لن نصدقهم لان اهدافهم ابعد من دارفور ..لقد جربناهم فى نيفاشا قدموا لنا نفس الجذرة فوقعنا على اتفاقية مذلة اعطت التمرد كل ما طلبه دون شروط فلم يحدث شئ..ثم انه لا يمكن لنا المغامرة بسيادة البلد واستقلالها ووحدتها مقابل وعود كاذبة اما بالنسبة للعصا التى يرفعونها فنحن امام خيارات كلها سيئة ، سيان ان نرفض العقوبات او نقبلها ومن الافضل لنا ان نحافظ على كرامتنا ونموت ونحن واقفين..
* تتحدث حركة تحرير السودان «الجناح الموقع على اتفاق ابوجا»عن مشاورات وحوارات مع بقية الفصائل الدارفورية لالحاقها بالأتفاق..هل تظن ان هذه الجهود ستفلح؟
- الساحة فى دارفور بها اكثر من حركة والمشكلة الاساسية ان هذه الحركات تتسابق لنيل الجزء الاكبر من الكيكة او الاستمرار فى الحرب..
«سكت قليلا»..
حصل اتفاق سياسى فى ابوجا اذا كان امر دارفور يعنيهم لماذا لم يوافقوا عليه حتى لو لم يجدوا شيئا؟..هذا يوضح لك ان همهم هو نيل المكاسب..
* الناطق باسم حركة تحرير السودان حذر من ان اتفاق ابوجا فى خطر والمطلوب هو سياسة رشيدة لدى كل الاطراف للخروج من الأزمة.. هل تظن ان اتفاق ابوجا فى خطر؟
- نعم..الاتفاق فى خطر طالما الحرب مستمرة وطالما لم نستفد من الاتفاق شيئا..لكن يمكن انقاذ الامر باستيعاب الفصائل الاخرى لضمان تأييدها للاتفاق وقد شرعت الحكومة فى ذلك منذ فترة..

*قام الاتحاد الافريقي بتمديد مهمة قواته لمدة ثلاثة اشهر اخري..هل هذه الفترة كافية لحل الازمة في الاقليم وتجنيب البلاد شر دخول القوات الاممية؟
- الشئ الوحيد المفيد فى هذا الامر هو ان تتمكن الحكومة والاطراف الاخرى من حل المشكلة بناء على اتفاق ابوجا ..اذا نجحنا فى ذلك يكون للتمديد معنى .. الى جانب ذلك جعل الاتفاق من الاتحاد الافريقى شريكا فى تنفيذ الاتفاق خاصة فى الجانب الامنى وهذا يتيح فرصة لان يجد طريقه للتنفيذ عدا ذلك بقاء قوات الاتحاد الافريقى امر خطير لان اسهل طريقة للتدخل الدولى هو تحويل هذه القوات لقوات اممية ووقتها ستكون حصان طروادة.

up