مزاد باسم الحب..

رندا عطية

ـ ده شنو الضعف ده!
ـ ده ابتزاز عدييل كده .. الناس دي ما عندها كرامة!!!
ـ وهم ذاتم الغاصبهم على جنس ده شنو؟!
هذا هو تعليق الكثيرين منا ما ان يسمعوا بانه فلان وفلانه ديك البيحبو بعض اتصالحو ورجعو لبعضهم بالرغم من الموقف المشهود اللي حصل بيناتم, لحدي ما الناس قالوا ياهو ده الفراق.
و عليكم الله ده منو فينا البيشتغل بكرامته وقت يحس انه ح يفارق من يحب في اي لحظة, فالفراق يمكن يكون فقدانًا لمن نحب اختطافاً كان او سفراً, انفصالاً عبر اتفاقيات سلام او موتاً لا نستطيع له ردا.
وامكانية الفقدان هده هي ما جعلتني اكتشف سر ذاك الابتزاز العاطفي الذي يخضع له المحب ويجعله لا يلقي بالاً لنواقص من يحب وان كثرت, بل و يسعى لايجاد الاعذار له ان غلط فيه! , كيف لا فهو يرى فيه ما لا نراه نحن عبر تلك النظرة الطويلة التي تتسمر فيها العين في العين, تاملاًًً هو في حقيقة الامر نقشًاً لملامح من احب على جدران ذاكرة الوجدان, حتى اذا ما غلبه الحنين تجسد امامه نابضاً وحياً.
عشان كده كان شيء عادي انها تتحسس وجهه بيديها بحنان ومحنة, و تمرر اصابعها على تقاطيعه برفق وحنية, لكن الما عادي انها لمن نحتته قدرت تصور ملامحه بدقة يحسدها عليها المبصرين , آه معليش لاني نسيت اقول ليكم اني بتكلم عن حبيبة المغني ليونيل ريتشي العمياء في ذاك الفيديو كليب.
لاجدني اتمتم سمح .. كان عذرناها لمن قامت تتحسس تقاطيع وشو وقلنا عليها عميانة و ما بتقدر تشوفو, انتي قعادك وسكاتك فوق شنو بعد ما عرفتي انه يمكن يفارقك (تقرير لمصير) بات قاب قوسين منك او ادنى, يعني لو ما حبيتيهو حسع ح تحبيهو متين؟!), عشان كده ومن الليلة وجاي قررت استثمر كل لحظة من عمري في تامل ملامح من احب.
ولو في زول هز راسه وقال باستهجان: البت دي مجنونة؟ هي دي حالة و الا وقت يحبو فيهو؟! .. نحنا فاضيين من الحرب الكل ما نطفيها بجاي تولع لينا بقادي! عليكم الله نحنا في شنو و هي في شنو .. ؟!
ساجيبه: بركة الجات منك, انت ما سمعت بمقولةانه اكثر وقت بيزدهر فيه الحب هو وقت الحروب).
وباين انه جنس الازدهار ده راجع لادراك المتحاربين كم ان الحياة جميلة و .. قصيرة, واللي نحنا لو دايرين نتذوقها ونستمتع بجمالها, ونحافظ على ازدهارها ما على كل واحد فينا الا انو يغمض عيونو لمدة خمسة دقائق يحاول يسترجع فيها ملامح احب الناس ليهو, ولو لقى صورتهم جاته مشوشة ما عليه الا انه يسيب الفي ايدو و يرجع طوالي لبيتهم, ليتامل ملامح امه, وكيفن وشها بيتكرفس وقت قشيرها للتوم, وكيفن عيوناتها بييبقن صغار وقت بوخ الحلة الحار يباغت وشها, وبالرغم من ده فهي ما ان تكتحل عيناها بطلعتك الا وستلاحظ باستغراب كيف ان ذات الملامح قد انبسطت في لحظة وكانه في سحابة صيف زارت مطبخها وقبل ان تدرك انك سر هده الانبساطة تجدها تطلب منك ان تفتح خشمك لتملاه لك طعاما بيدها, مع العلم ان نفس هذا (الخشم) مطالب بان يقفل اثناء قراءتها ل(عبث اقدار) نجيب محفوظ فيما هي تعدل من وضع نظارتها!.
ولو كنت متزوج فتامل ملامح زوجتك لتجد بصرك يعيد نفسه كرتين ما بين ملامحها ووجه اولادك كيف لا فانت قد اكتشفت للتو ان اولادك ما هم الا ملامحك ممزوجة بملامحها.
وان كنتي اختا فستكتشفين ان ليس بالضرورة ان تكونوا بلابل لتصبحوا اخوات احباء!.
لادرك يا عمو (حيدر الحلاب) ان الحبيب يمكن ان ياخذ ملامح (حي ودالبنا), وامدرمان, والسودان, وهذا الاخير والذي للغرابة عندما بدا ياخذ ملامح الحبيب وجدت عقلي يهمس بقلق لقلبي المصغي له بترقب مرتعش ولكن انت بتقدر تحبهم وتشيلهم الاتنين, انت نسيت داك اللي لمن بديت تستوعب بدهشة انو ملامحه ملامح وطن لقيتو قاعد متحكر فوق عرشك, وكمان خالف رجل على رجل؟!).
عشان كده اول ما قريت انه شامل باساييف اللي دوخ المخابرات السوفيتية وتزعم المقاومة الشيشانية قد كانت لديه (زوجة) اطمان قلبي, ليتقافز قائلا:
( الحمد و الشكر ليك يا ربي يا سيدي), كيف لا فهو قد ادرك حينها ان طاقته ستمكنه من ان يشرع في نقش ملامح (الوطن الحبيب) ويستمتع باسترجاع ملامح (حبيبه الوطن) في آن واحد.
لكنه ما ان بدا بنقش تلك الملامح على جدرانه الا وقال لي ناصحًا بان ادعوكم لنقيم (مزاداً باسم الحب), وقلبي معاه حق, لانه هي دي منو فينا اللي بتقدر تشب وتتب حباً في مليون ميل مربع براها؟!.
مع العلم انكم متى ما اغمضتم اعينكم واسترجعتم ملامح اي واحد فيهم ستجدون انفسكم ضمن المزايدين باسم الحب.
كده ما تجربوا وتغمضوا..

الأستاذة رندا ..
التحايا والحب ..

Quote: سر ذاك الابتزاز العاطفي الذي يخضع له المحب ويجعله لا يلقي بالاً لنواقص من يحب وان كثرت, بل و يسعى لايجاد الاعذار له ان غلط فيه

في رواية القلعة الحصينة تحدث بطل القصة عن الحب والمحبوبة بما معناه :

الحبيب كما الوطن تماما ..
نحبه بكل عيوبه ونواقصه ..
فالمرء يحب الوطن برماله وبساتينه ..
بجدبه واخضراره ..
بصيفه وربيعه ..
بخيرانه وأنهاره ..
بصباحه وليله ..
نحب الوطن كما هو ..

والمحب لا يسأل عن أسباب حبه ، ولا يعلل ذلك ..
واللحظة التي يتسآل عن ذلك فهذا معناه أنه لا يحب ..
ومن لا يحب لا يبدع ..
من لا يحب عدوان شرير يجب أن يحسم ...

والحـب فـي ذاتـو مـبرر كـافـي !!!

مـع الـود ...

العزيز حسين
كيف الحال

شكرا على المداخلة, وعلى كلمات الرواية المحبة اللي بتدعونا لاشاعة قيمة الحب


بيناتنا, سواء كان حب الوطن ام الحبيب, اللي علينا تقبله زي ماهو, بسخانته وابتسامته الغيمه


, بصرة وشه و شوقه المتدفق مطر .


مع خالص محبتي

تسجيل حضور
واعجاب بإسلوب السرد



شكرا رندا

الاخ عمر الماحي

باشكرك على المتابعة والحضور

مع خالص محبتي

العزيزه
رندا


باسم الحب

ارسل ليك

ت
ح
ي
ت
ي
منعم.