نعم للأفارقة .. لا للدوليين

نعم للأفارقة .. لا للدوليين


09-20-2006, 09:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1158739647&rn=0


Post: #1
Title: نعم للأفارقة .. لا للدوليين
Author: هجو الأقرع
Date: 09-20-2006, 09:07 AM

صحيفة الوطن القطرية
نعم للأفارقة .. لا للدوليين

يفترض أن يؤدي الانتشار العسكري الغربي في دول أغلبها عربي وإسلامي إلى ثني الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن فكرة إرسال قوات دولية إلى دارفور. فالغرب ينهكه اللجوء إلى القوة في العراق من خلال القوات المتعددة، وفي أفغانستان من خلال القوات الأطلسية، وفي لبنان وغيره، من خلال القوات الدولية.

والأغرب أن يتهرب الغرب من حل موجود ومن قوات موجودة في دارفور مطلوب فقط تعزيزها وتقويتها والإنفاق عليها.

وإذا كانت الولايات المتحدة التي صادرت القرار الدولي تريد فقط أن تضع ختمها على كل مشكلة وكل حل في هذا العالم المبتلى بها، فدعوها تفعل ذلك من خلال القوات الإفريقية الموجودة في دارفور والبالغ عددها سبعة آلاف، أما إذا بقي الإصرار قائما على أن تشارك دول أوروبية، بالنيابة عن الشرطي الأميركي في حفظ الأمن ــ أو بالأصح تخريبه ــ في غرب السودان، فإن القضية ستأخذ منحى آخر له علاقة بأمور متداخلة، تبدأ بالاستكبار الغربي وكسر رأس «التمرد» الذي تقوده حكومة الخرطوم، وينتهي بشكوك في النوايا زادته تصريحات بابا الفاتيكان حدة وأدخلت الصراع في دارفور ــ كما في غيره من بقاع العالم ــ مربع الأديان والحضارات.

الكل يذكر أن الولايات المتحدة لم تَسْعَ في البداية إلى التدخل الدولي في دارفور، لكن اليمين المسيحي واللوبي الإسرائيلي قادا حملة ما زالت متواصلة حتى الآن، لوضع دارفور تحت الوصاية الدولية كخطوة نحو فصلها عن السودان. والحجة أن حكومة الخرطوم تمارس الإبادة الجماعية ضد المتمردين وأنها حكومة لا يعتمد عليها ما دامت قد استضافت أسامة بن لادن في السابق.

هذه الخلفية هي التي ساعدت إسرائيل وصقور واشنطن على خلق رأي عام أميركي تحركه صحافة منحازة، تقدم الخرطوم كوكر للإرهاب، رغم تعاون حكومتها استخبارياً مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

لذلك ليس مستغرباً أن يشعر السودان بأن واشنطن خدعته رغم توقيعه الاتفاق المجحف مع الجنوب وإلغائه أحكام الشريعة في ذلك الإقليم ومنحه حق الاستفتاء على الانفصال. فالولايات المتحدة لم ترفع العقوبات عن السودان ولم «تكافئه» على اتفاقه مع الجنوب، بل سعت إلى دفع دارفور لتوقيع اتفاق مماثل.

هذا التوجه الأميركي دمر ثقة الخرطوم بواشنطن ودفع الدولة بقيادة الرئيس عمر البشير إلى التمترس وراء رفض قاطع لإرسال قوات دولية إلى دارفور، وهو رفض مفهوم بل ومطلوب لأن ما حدث للجنوب سيحدث لدارفور من خلال القوات الغربية القادمة بقبعات الأمم المتحدة الزرقاء.

ومثلما يقول الباحث والصحفي البريطاني جوناثان ستيل فإنه لا موضوعية ولا حيادية في الطروحات الغربية الخاصة بدارفور منذ اللحظة التي انفجر فيها الصراع المسلح في الإقليم قبل ثلاث سنوات، فالمذابح ترتكب لكنها ليست حكراً على قوات الحكومة بل هي متبادلة وبذات القسوة وإنْ كانت الصحافة الأميركية لا تشير إليها بهذه الطريقة الموضوعية كي يبقى الرأي العام معادياً للخرطوم ومتعاطفاً مع المتمردين.وحتى الإبادة الجماعية فهي بدعة اخترعتها بعض الفضائيات بتشجيع من واشنطن واللوبي الإسرائيلي، ذلك أن هناك فرقاً بين الحرب الأهلية والإبادة، ودارفور ليست رواندا إلا في نظر الولايات المتحدة التي رضخت في هذا التوصيف لإرادة ذلك اللوبي الذي سعى إلى إظهار الصراع وكأنه حرب بين العرب والأفارقة بينما هو في الحقيقة صراع اجتماعي وسياسي بين المزارعين وملاك الأراضي بدليل أن هناك قرى بأكملها في صف الحكومة وقرى بأكملها بصف المتمردين، كما لاحظ الصحفي ستيل بنفسه.

القوات الغربية لن تدخل دارفور، قول قاطع تماماً مثل القول إن إيران لن توقف التخصيب. الكل يعلم ذلك ويبحث عن بدائل ربما تتبلور خلال الدورة الجديدة للجمعية العامة على شكل حلول وسطية، لعل أهمها أن يبقى العسكر الأفارقة مرابطين في الإقليم السوداني، بمباركة من الأمم المتحدة هذه المرة، وأن يتضاعف عددهم مرتين أو ثلاث مرات للتمكن من الفصل بين المتقاتلين. هذا هو المخرج الوحــــيد الذي يجب مشاورة حكومة السودان لمعرفة شروط موافقتها عليها.

Post: #2
Title: Re: نعم للأفارقة .. لا للدوليين
Author: عصام أحمد
Date: 09-21-2006, 02:57 AM
Parent: #1