ما قتلوه ولكن ... الصحافي إبراهيم أرقي يكتب حول الشهيد محمد طه محمد أحمد

ما قتلوه ولكن ... الصحافي إبراهيم أرقي يكتب حول الشهيد محمد طه محمد أحمد


09-19-2006, 03:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1158677253&rn=0


Post: #1
Title: ما قتلوه ولكن ... الصحافي إبراهيم أرقي يكتب حول الشهيد محمد طه محمد أحمد
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 09-19-2006, 03:47 PM

هذا المقال كتبه ودفعه لي الزميل إبراهيم أرقي الذي عمل لسبع سنوات مع الصحافي محمد طه محمد أحمد والذي وإن أختلف معه الناس فلا يستحق ذلك المصير البشع ... إن الذي يقتل إنساناً فكأنما قتل الناس جميعاً ... لا أحد يوافق أن يقتل آخر مهما كان ... وأعتقد أننا بهذه الطريق في ردع الرأي الآخر مهما كان ندخل عهد البشاعة بكامل توصيفاتها وربما يطل السؤال وعلى من الدور؟
هذه كلمات شخص عاش مع طه وعمل معه ... عرفه عن قرب ...

ما قتلوه ... ولكن ... ؟!!!

بكيت لوحدي وفي الغربة بكاء الرجال ليس عيباً فكيف اذا كان البكاء علي إنسان عاشرناه أخا ًوسديقا وموجها في قامة الراحل الاستاد محمد طه محمد أحمد .
وتمنيت ان اكون بين يدي الاخ رحاب او معتصم او بقية الاخوان و الزملاء لاشاطرهم الفاجعة الاليمة التي المت بنا وبكل شرفاء الكلمة والقلم .
ثمان سنوات قضيتها معه في الوفاق فكان لنا بمثابة الاستاد والاخ الاكبر تشربنا برحيق ثقافته الواسعة واسلوبه الرائع في الكتابة حتي صارت اقلامنا تجري علي الورق بنفس نهجه واسلوبه في الكتابة .
ذهبت اليه عند عودتي الي السودان لحضور مؤتمر الاعلاميين السودانيين العامليين بالخارج في الاسبوع الاخير من شهر يوليو في مكتبه وكان وقتها قد تم احضار وجبة الافطار فسلم علي بطريقته المعهودة وأخذني للافطار معه والعاملين بالصحيفة تحت المظلة التي طالما جلسنا تحتها , كان محمد طه في تلك اللحظة ليس هو محمد طه الدي فارقته قبل ستة اشهركان نظره معلق بن السماء والارض يحلق في عوالم اخري وكانت يده تدهب الي الصحن دون النظر اليه وياكل وكانه لا ياكل او كانه يقوم بواجب مفروض عليه تاديته .. لم أشأ ان اقطع استرساله من ذاك العالم المجهول فانسحبت الي المغسلة وخرجت من عنده للحاق بجلسات المؤتمر علي ان اعود اليه في وقت آخر عسي ان اجده عاد الي دنيانا ولكن شاءت ارادة الله ان اسافر دون ان اقابله وكان الخبر الفاجعة ان رحل محمد طه عن دنيا لم يعش ايامها الاخيرة بل لم يتلذذ بها وسجن نفسه خلف كواليس لله والحرية.
واجه الراحل محمد طه " كوم " من المشاكل والمطبات من خلال ما ينشر في الصحيفة واكاد اجزم ان جميعها لم يكن من صنع يده مباشرة بل كانت اخطاء آخرين تحملها هو ودافع عنها وواجه ما واجه من اعتداءات كانت نهايتها ان فدي الجميع بنفسه.
كان الراحل محمد طه انسانا بارا باهله ووالديه واسرته وقد كنت اعلم كما يعلم القريبين منه انه كان يصرف مرتبات شهرية لاشخاص لا يعملون معه ليساعدهم وانه اتي بابناء اهله وغير اهله خاصة من طلبة العلم القادمين من مروي ليعملوا معه في الصحيفة " دون وظائف تدكر" بل خصص لهم سكن داخل الصحيفة كان ياوي اليه كل من انقطع به الطريق او جاء للخرطوم من الشمالية لقضاء حاجة .
والكل يعلم انه منذ ان انشات الصحيفة لم تنقطع الوجبات الثلاثة من مكاتب الصحيفة وكانت متاحة لجميع العالملين بها وغير العاملين بل كان هناك بعض الاشخاص يحضرون خصيصا لتناول الوجبات ولا نعرفهم وكان هو ياكل معهم بكل رضا ودون تقطيب للجبين ولا نذكر انه وجه بحرمان او طرد احد من الصحيفة بسبب حضوره لتناول الوجبات والجميع يعلم ان الوفاق هي الصحيفة الوحيدة ليست بها استقبال وحماماتها ومياهها متاحة للجميع مثل المساجد وعرف عن دار الوفاق انها سبيل "للغاشي والماشي" فالراحل بذلك قدم لاخرته افضل من كثيرين يدعون انهم ظل الله في الارض.
كان الراحل يطلب من شقيقه الاخ معتصم طه المدير العام للصحيفة بان لا يحتد مع الصحفيين و المتعاونين في مسالة الاعلانات لانه كان يقدر ظروف الجميع والاكثر من ذلك كنا نلجا اليه عندما تواجهنا اي مشكلة في اي موقع حتي وان كانت اسرية فنسمع منه حسن القول والتوجيه الراشد.
ان صحيفة الوفاق يجب ان لا تتوقف تخليدا لذكراه و لتكون خنجرا في قلب كل الافكار المسمومة التي يسعي البعض لنشرها في المجتمع السوداني الذي ظللنا نتفاخربه في بلاد الغربة نتفاخر بتسامحنا ووتواددنا وتراحمنا ولم نكن ندري ان بيننا قتلة ومتعطشي دماء يقتلوا انسان يقول لا اله الا الله محمد رسول الله والرسول صلي الله عليه وسلم يقول "من قال لا اله الا الله دخل الجنة" بهذه الطريقة التي ان دلت انما تدل ان هولاء البشر لا دين لهم ولا اصل لهم ولا ملة وان كانوا يعتقدون ان بفعلتهم النكراء هذه انهم انتصروا فهذا وهم كبير يعيشون فيه فالحقيقة لن تموت والحق سيعلو ولا يعلا عليه ودماء محمد طه ستظل معلقة برقبهم الي يوم القصاص الاعظم .
ومن هنا ارسل تعازي لكل الشعب السوداني ولكل الذين ادمنوا كتاباته واعزي اخوانه وزملاؤه وحتي منتديات الخرطوم وندواتها واخص الطلاب الذين سيفتقدوه "وانا لله وانا له راجعون"
إبراهيم أرقي البحرين 0097339660239
[email protected]

Post: #2
Title: Re: ما قتلوه ولكن ... الصحافي إبراهيم أرقي يكتب حول الشهيد محمد طه محمد أحمد
Author: أبوبكر حامد الأمين
Date: 09-20-2006, 05:42 AM
Parent: #1

هى جريمة فى غاية البشاعة ولاتقرها أية شرعة سواء كانت سماوية أو وضعية ، للفقيد الرحمة والمغفرة ولآله الصبر وحسن العزاء ، وتقع المسئولية عن الجريمة على عاتق النظام الحاكم ونهج العنف الدى * أرساه النظام وحزبه الحاكم واكتوى بناره معارضى النظام وامتدت ألسنة اللهب لتطال أعضاء تنظيمهم ، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تاكله ، فيا دعاة الحكم الشمولى ثوبوا لرشدكم فالسودان أكبر من مغامرتكم ونزعاتكم الصبيانية.
خالص العزاء لكم أخى ابراهيم أرقى .
........................
* لدى اشكالية فى حرف ال thal فلكم العتبى

Post: #3
Title: Re: ما قتلوه ولكن ... الصحافي إبراهيم أرقي يكتب حول الشهيد محمد طه محمد أحمد
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 09-20-2006, 02:34 PM
Parent: #1

الحبيب أبوبكر تشكر على المرور
وربنا يبعد البلاد من هذه البلايا

Post: #4
Title: Re: ما قتلوه ولكن ... الصحافي إبراهيم أرقي يكتب حول الشهيد محمد طه محمد أحمد
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 09-20-2006, 11:57 PM
Parent: #1

لقد عرفنا كشعب سوداني أصيل بتعدد الآراء والثقافات وطبقنا المثل القائل ( اختلاف الرأي لا يفسد

للود قضية) لذا نجد في البيت الواحد كل ألوان الطيف السياسي ولم يحدث أن قتل أحدنا الآخر لأختلاف

في الرأي أو المعتقد وليس العقيدة . لقد كانت حادثة اغتيال الصحفي محمد طه محمداحمد منعطفا

خطيرا يقود السودان الجميل نحو كارثة حقيقية ... مهما اختلفت الآراء وتباينت المواقف مع الشهيد

الراحل يظل اغتياله وصمة عار في جبين الأمة التي تنادي بالتعددية ولا تعمل بها..تتشدق

بالديمقراطية وتفتح أبواب السجون لأصحاب الكلمة الحرة ... ألا رحم الله الشهيد رحمة واسعة وأدخله

فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وألزم أهله وذويه وزملائه وأبناء السبيل الذين افتقدوه قبل

أن يفتقده الآخرون الصبر والسلوان فالحزن أكبر من الإستيعاب والفجيعة فاقت كل تصور ولكن لا نقول

إلا ما يرضي الرب إننا لله وإنا إليه راجعون .

Post: #5
Title: Re: ما قتلوه ولكن ... الصحافي إبراهيم أرقي يكتب حول الشهيد محمد طه محمد أحمد
Author: عبد الله إبراهيم الطاهر
Date: 09-21-2006, 02:28 PM
Parent: #1

عواطف إدريس
أتفق معك ... ولا أحد يستطيع أن لا يتفق ...
إن هذه الجريمة لا تشبه الشعب السوداني ... هناك تغيرات كثيرة طالت المجتمع ولا نعلم إلى أين يمكن أن تقودنا ...
هناك كثير من الإشكالات الاجتماعية التي تحتاج إلى دراسات عميقة ... ومراجعات ..

لك التحية