هل يتجه السودان إلى الصوملة؟

هل يتجه السودان إلى الصوملة؟


09-18-2006, 08:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1158565776&rn=0


Post: #1
Title: هل يتجه السودان إلى الصوملة؟
Author: kabashi
Date: 09-18-2006, 08:49 AM

هل يتجه السودان إلى الصوملة؟
هذا السؤال أملته الظروف الحالية التي يمر بها السودان وهو بين مفترق الطرق حيث الصراع على أشده في الداخل بين قوى المعارضة السودانية والنظام الحاكم حيث نجد قوى المعارضة شمرت عن ساعدها لمواجهة النظام وكل حسب أجندته ومن المفارقات أن يتواجه أخوة الأمس وفي معركة ضارية فقد فيها البعض الرشد ولجأ إلى ألد الخصام ، فالمؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي يقود الآن هجوما عنيفا على نظامه الذي جاء به في صبيحة الثلاثين من يونيو 1989م في صراع أنقلب فيه المؤتمر الشعبي حتى على المبادي التي يروج لها حيث أعلن موافقته على دخول القوات الدولية وتحالف مع أمريكا وحلفائها بهدف إسقاط النظام ونسي كل شعاراته في محاربة أمريكا رأس الكفر وهتافات أعضائه ( لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان ) و (يا أمريكا ليك تدربنا وبالله والرسول ليك تسلحنا) إن السلاح عاد الآن إلى صدور التلاميذ الذين اقصوا استاذهم ، وحزب الأمة يقود الآن مقاومة ضارية وكل ذلك يتزامن مع الحملة الأمريكية المغطاة بغطاء الأمم المتحدة ، أما شركاء السلطة الحركة الشعبية وحركة تحرير دارفور ( جناح مني أركو مناوي) فهما من الذين يسوقون للتدخل الدولي حيث أعلنوا ذلك في البيت الأبيض عندما زاراه كل على حده وألتقوا جميعا هناك ومن ثم عاد مناوي ليؤدي اليمين الدستورية كبيرا لمساعدي الرئيس .
أن المخاوف لصوملة السودان ليست في هذه الخلافات بين القوى السياسية فهذا أمر طبيعي بين المعارضة وأي نظام ، ولكن الأمر الذي يؤدي إلى الصوملة هو الوجود الكثيف لهذه الجيوش في قلب العاصمة السودانية ومن دون أي ضابط أو سيطرة ، فشركاء السلطة كل منهم يمتلك جيشه الخاص والذي لا يخضع للدولة أو القوات المسلحة فحكومة عمر البشير لها جيشها الخاص وهو جيش المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لها جيشها وحركة مناوي لها جيشها وهنالك جيوش لكل من السلطان عبد الباقي وفاولينو ماتيب ، وكل هذه الجيوش تتواجد في العاصمة وبين الناس ولا ضابط لها هذا فضلا عن المحاكم المنتشرة في العاصمة ولا تخضع للهيئة القضائية ولا الشرطة السودانية ، فالشعب يتعرض للسجن والتعذيب والمحاكمة من محاكم لا علاقة للهئية القضائية بها وتسلب حقوقه ولا يجد من يشكو له ليرد مظلمته. هذا على الصعيد الداخلي في عاصمة البلاد أما في الأقاليم فتلك مأساة فالحركة الشعبية تتعامل الآن في جنوب البلاد كدولة مستقلة وهذا ما أكده باقان أموم الأمين العام للحركة عندما قال في لقاء له منشور على موقع (سودانيزأون لاين) _ إن وضع جنوب السودان أشبه بدولة مستقلة ونحن لسنا اقليما من اقاليم السودان _ أما الشرق والغرب ففيهما قوة تطالب الآن بحقوق دولة وهنالك حركات مسلحة في كردفان وسواها ،فإلى أين يتجه الوطن في ظل التصعيد الدولي الراهن؟ ، وهناك من يؤيد دخول القوات (الدولية) في الشارع السوداني ؟ أعتقد أن سياسة حسن الترابي التي وضعها للحفاظ على دولته عندما كان حاكما وينفذها تلاميذه الآن والقاضية بربط السودان الوطن ببقاء النظام أو الطوفان تكاد تؤتي أكلها فالوطن الآن يتجه إلى الصوملة والكل يسعى لنيل نصيبه من جثة الوطن القتيل ،فتعالوا نعمل من أجل بقاء الوطن ولتذهب الأحزاب والأنظمة إلى الجحيم.