للنهوض بالوطن (5) منظمات المجتمع المدني

بسم الله الرحمن الرحيم

منظمات المجتمع المدني هي الجمعيات ، الاتحادات والنقابات المهنية والطالبية والاحزاب ، وهذه الاخيرة سنتحدث عنها بالتفصيل لا حقا
ولمنظمات االمجتمع دور كبير في عملية الحراك الاجتماعي حيث انها البوتقة التي تتفاعل فيها افكار وطموحات المجموعات المنضوية تحتها فتنعكس على المجتمع في شكل افعال او توصيات او اعمال لتحريك او استحداث قوانين يكون لها الاثر الايجابي في تقدم المجتمع
النهضة الاوروبية قامت على اكتاف الجمعيات التعاونية بتسويقها ورعايتها لما كان يعرف بال cottage Industry والتي كان لها اكبر الاثر في الارتقاء بالانتاج
حزب الخضر نشأ كجمعية طوعية للحفاظ على البيئة ونشط جدا في هذا المجال واستقطبت عددا كبيرا من الاعضاء المهتمين للبيئة وصار لها تاثيرها الاقتصادي وبالتالي السياسي حتى نضجت وصارت حزبا سياسيا.
اي ان الاثر السياسي لمنظمات المجتمع المدني هو نتيجة وليس هدفا في حد ذاته، وهنا تكمن العلة المزمنة في منظمات المجتمع المدني السوداني فهي واقعة بين مطرقة التسييس وسندان الطموح الشخصي السافر لقيادات هذه المنظمات ، وبدلا من ان تكون آلية من اليات الحراك الاجتماعي والتي تقوم بتوجيه الحكومة كجهاز تنفيذي لمؤسسات الدولة اصبحت هذه المنظمات الية من آليات الحكومات االمتعاقبة في السودان تحركها لاستطالة بقائها في الحكم ولمحاولة كسب قواعدها فان النقابات والاتحادات اتجهت الى محاولة تحقيق مكاسب مادية سريع وتحسين اوضاع افرادها بالضغط على الادارات والحكومات لزيادة الرواتب ن ونسبة لان موارد الدولة محدودة والخزينة العامة تعاني من انيميا السيولة ، بدأت كل نقابة بابراز مواطن قوتها وانها افضل من النقابات الاخرى فظهرت في المجتمع اولى علامات امراض التمييز العنصري ، وهو التعنصر الفئوي ومازال يستقوى حتى كتابة هذه الاسطر والذي انعكس نفسيا على سلوك المجتمع وطموحه وتطلعاته. علما بان كل النقابات والاتحادات هي في نهاية الامر منظومة واحدة ، وتحسين اوضاع افراد هذه الاتحادات يكون تبعا لزيادة الدخل القومي ولا يزيد الدخل القومي الا بتحسن الانتاج كما وكيف ولايتحسن الانتاج الا بتوفير البيئة الانتاجية الصالحة التى تحميها القوانين والنظم التي من ورائها دولة قوية تقوم بتنفيذ مهامها حكومة نزيهة من خلفها قانون نافذ مستمد من دستور قوي يحكم مسارها من الاعوجاج

up

up

رفع الله قدرك ومقامك