Post: #1
Title: الموت بالد.د.ت.. في أدغال أفريقيا (خير) من الموت بالملاريا
Author: mo
Date: 09-16-2006, 03:05 AM
.. في ستينات وسبعينات القرن الفائت كانت هناك مصلحة كاملة في السودان تسمي بمصحلة الجمسكين السودانية وتختصر ب(م ج س)ولا أدري لأي وزارة كانت تتبع .. كان نشاط تلك المصلحة يتجلي بوضوح في قري الاقليم الشمالي وهي مسألة أقترنت بطفولة الكثيرين هناك مع الحملات السنوية المنتظمة التي كانت تصطجب معها (جحا) النوبي ..الحجة سيد تلول الذي غيبه الموت قبل شهر ونيف ..ربما كان الناس ينتظرون مجئ تلك الحملات لمجرد الاستمتاع بنوادر ونكات سيد تلول الذي أشتهر بحضور البديهة وخفة الروح وظلت نوادره حكما تسري بين الناس.. ذلك الجمسكين او تلك المصلحة التي ضمتها غابت برمتها من ديوان الحكم في السودان وأختفت من حياة الناس هنك .. بعدما كانت تلك المادة من أهم الموجودات في البيت النوبي فكن النسوة (يغمرن) التمر فيه قبل تخزينه في (الشونة..القيسوبة ) ليقاوم آفة التسوس وكنا كأطفال ننفض تلك المادة من علي التمر ونتاوله حتي من دون غسله ..باعتبارها مادة (صديقة) وفضلا عن ماتقوم به حملات رش تلك المصلحة تجود بشئ منه لمن يطلبه حتي يستخدمه علي مدار العام كمبيد قاتل لشر الدواب من عقارب وزواحف سامة ...والحق يقال بأن المصلحة لم تفلس او طالها (شبح الفساد والرمرمة ) غير أن العالم كان قد اصدر تحذيرات بخطورتها ومنعت من الاستخدام ..وبعد موجة السرطانات التي انتشرت بصورة مروعة في الشمال النوبي توجهت أصابع الاتهام مشيرة لسببين .. الاعتقاد الأول بأن النميري (باع أهله ) ودفن النفايات النووية في أرضهم وتلك الاشعاعات هي التي تقضي عليهم بالقطاعي من جراء داء السرطان اللعين حيث تؤكد الدراسات الطبية في السودان بأن تلك المنطقة هي من أكثر مناطق السودان وباءا بذلك الداء حمانا الله واياكم منه ..وفي ظل عدم (أعتراف ) النميري بجريمته وغياب الادلة العلمية علي وجود تلك النفايات فان التهمة الثانية تتوجه الي الد د ت (الجمسكين ) المادة المحرمة دوليا والتي أستخدمت بصورة واسعة النطاق لاكثر من عقدين من الزمان .. غير ان منظمة الصحة العالمية لها رأي أخر إذ أنها عادت (وحللت ) بل وبرأت الجمسكين من أي تهمة في التسبب لامراض خطيرة ..وقد اجازت بل امرت بأستخدام تلك المادة لمحاربة وباء الملاريا ولاحظ بأنه مرض عالمثالي مستوطن تجلبه بعوضة لعينة تعيش في المستنقعات ومياه الامطار الراكدة في دول لاتملك اي مجالا للصرف الصحي وعلي رأسها عاصمتنا الحضارية ..فمع أول زخة يتكاثر البعوض سريعا ثم يطير في اسراب ليلية تطن وتتغذي علي دماء (الابرياء) لاتفرق في ذلك بين طفل وليد او شيخ هرم ويؤدي الي ملايين الوفيات سنويا في غابات افريقيا الاستوائية ومدنها (الحضارية) مرورا بغابات الامازون واحراش اسيا ..وظلت تلك الجرثومة البغيضة تقاوم كل العقاقير والمضادات التي اكتشفت في سبيل القضاء عليها .. وهو الشئ الذي ربما ادي ألي أن تطالب المنظمة الدولية باعادة استخدام الجمسكين في القضاء عليها باعتبارها مادة فعالة ..وفي اول رد فعل علي ذلك القرار انتصب بروفسير كيني وهو مواطن في دول حزام الملاريا مفندا الاضرار البالغة التي تسببها تلك المادة ليست علي المدي القريب بل علي المدي البعيد كما أنها تؤثر في نمو الاطفال ..غير أن بروفسيرا اخر من كندا يقول بأن كل الاتهامات التي وجهت للمادة من قبل هي مجرد تخمينات لم تثبت بأي دليل بانها مسببة للسرطان او اي امراض اخري ويبرر ذلك بأنه كباقي العقاقير لايخلو من المحذور مضيفا القول بأن مريض السرطان لابد له في مرحلة ما من مراحل العلاج أن يخضع للعلاج بالاشعاع ا لذري وهو خطر ولكنه قد ينقذ...ويبقي السؤال بعد ذلك .. هل يعيد السودان مصلحة الجمسكين مرة اخري .. وكيف سيتم اعادة استخدام هذه المادة .. اهي رش يومي (كالفليت ) في حيطان المنازل أم انها حملات سنوية علي البركة والمستقنعات التي (تنتج ) المرض ...وتبقي المهمة الاسمي وهي القضاء علي الملاريا .. ومن أجلها تحلل المحرمات والموت البطئ في ظنهم افضل من الموت السريع الذي تؤدي اليه تلك الحمي والتي بها (حياء ) كما سماها المتنبئ من قبل www.nilna.com
|
|