الايام:حرية الاعلام بين الشمال والجنوب

حرية الاعلام بين الشمال والجنوب


بدأت في الخرطوم بالامس ندوة حول الحريات الصحفية والتعديلات القانونية المطلوبة لحمايتها على ضوء اتفاقية السلام والدستور الانتقالي وينظم الندوة مركز الخرطوم لحقوق الانسان وتنمية البيئة بالتعاون مع منظمة المادة 19 وهي منظمة دولية معنية بحرية التعبير والمنظمة العالمية لدعم الاعلام ومنظمة العون الشعبي النرويجي وشارك فيها لفيف من رؤساء تحرير الصحف والصحفيين العاملين من الشمال والجنوب كما شارك فيها لفيف من العاملين في إطار منظمات المجتمع المدني.
وحضرها السفير محمد ادم اسماعيل ممثلا للامين العام لوزارة الاعلام والقى فيها الكلمة الافتتاحية.
الظاهرة الملفتة للنظر ان الصحفيين الجنوبيين اخذوا زمام المبادرة في هذا الجانب وعُقد مؤتمر مائدة مستديرة في مدينة رومبيك بحضور ممثلي خمس عشرة مؤسسة اعلامية و منظمة مجتمع مدني في الجنوب وبمشاركة من حكومة الجنوب ممثلة في نائب رئيسها الدكتور ريك مشار ووضعوا جملة مقترحات ليتضمنها مشروع قانون الصحافة القومي الذي ينبثق من الدستور الجديد ثم جاءوا للخرطوم للمشاركة في اجتماع مشابه مع الصحفيين الشماليين على امل الوصول الى رؤية مشتركة تطرح على المسؤولين الحكوميين وعلى المجلس الوطني في الخرطوم والقوى السياسية حتى يأتي القانون الجديد مواكبا للمتغيرات الجديدة والتحول الديمقراطي.
والتوصيات التي عرضها الجنوبيون هي الآن محل نقاش من الصحفيين السودانيين بدأ بالامس وسيتواصل اليوم حتى يصل الى اتفاق حول الضمانات التي يتطلبها العمل الاعلامي عامة في المرحلة الجديدة بدءا من تحرير مفهوم اصدار الصحف من قيود الترخيص المتعسف وانتهاء بتحرير الاعلام الالكتروني المتمثل في الراديو والتلفزيون وقد سعى اجتماع رومبيك لتشمل توصياته كافة الضمانات التي حددها المجتمع الدولي لضمان حرية الاعلام وتعدديته ودعم حرية التعبير والشفافية كما تطالب احدى التوصيات بالغاء مفهوم الترخيص الحالي ونظام قيد الصحفيين واصدار قانون حرية تمليك الاعلام وتحرير ملكية محطات الاذاعة والتلفزيون وان يقتصر دور الدولة على توزيع الموجات الاذاعية .
ومن المنتظر ان تعقد مطلع الاسبوع القادم ندوة مشتركة بين الشمال والجنوب بغية الوصول الى رؤية مشتركة حول القضايا المطروحة وستكون هذه اولى المحاولات لتحقيق هذه الغاية الهامة.