لماذا بوش بهذا الجنون .. أولمرت بهذه القسوة .. نجاد بهذا التعصب .. والإنقاذ بهذا الإنحطاط؟

الإجابة في كلمتين:

خلط الدين بالسياسة.

جنونا أو قسوة أو تعصبا أو سؤ طوية أو كل ذلك معا.

السلطة السياسية المتدثرة بالدين ترى أنها على الحق مطلقا وأن معارضها إنما يعارض رغبة الإله. لهذا لا يرى البشر منها سوى الجنون والقسوة والتعصب والإنحطاط. وذلك بغض النظر عن الدين الذي تتكئ عليه.

بوش قال إن الله قد خاطبه.

قال يا جورج، إذهب واسقط هذا الطاقية في العراق. ففعلت.
قال يا جورج، إذهب واعط الفلسطينيين دولتهم وإسرائيل أمنها. ووالله إني لفاعل.

أولمرت ينظر في التوراة فيرى أن الله قد أمر جده داؤود بإفناء الكنعانيين، بشرا وزرعا وضرعا. وأنه داؤود هذا الزمان.

نجاد يرى أن واجبه أن يهيئ الأرض لعودة المهدي المنتظر ويعد من القوة ورباط الأسلحة النووية ما يرهب به (الشيطان الأكبر).

البشير يرى أن العالم (قاصدو في دينو) ولا بد من الجهاد ضد العالم الكافر.

في كل الازمنة.
في كل الدنيا.
في كل المجتمعات.

توجد هذه الفئة المعادية للنور والتقدم والعلم والحياة.

المنغمسة في أوهام الماضي.

الكافرة بالفعل التغييري الحتمي للزمن.



لكن قليلة هي الشعوب التي تسلم أمرها لهذه الفئة.

.... وعندما يصل المتعصبون الدينيون إلى مواقع السلطة يحيلونها تسلطا.

..... وعنما يتناسلون أنظمة فليبشر العالم بالخراب.

والمتعصبون الدينيون من كل الملل ورغم ما بينهم من عداء وحروب يسفكون فيها دماء الابرياء كما تفعل اليوم حماس وكاديما، وبوش وبن لادن، نقول رغم ما بينهم من عداء، فإنهم يدعمون وجود بعضهم البعض في البقاء في مركز السلطة.

لولا بن لادن لما أعيد انتخاب بوش. ولولا الليكود لما وصلت حماس للسلطة.

هل تستطيع القاعدة وآيات إيران والجهاديون والتكفيريون وإسلاميو السودان الذين ليسو لهؤلاء ولا لهؤلاء، هل يستطيعون إعادة تمثيل ما حدث في عصر الفتوحات الإسلامية ويعيدون بناء الإمبراطورية التي صارت جزءا مضيئا من التاريخ؟

لا أحد يقتنع بذلك سوى المحافظين الأمريكان الجدد والمحافظين البريطانيين وبؤر الجهل المركب في العالم العربي والإسلامي.

المحافظون الجدد في أمريكا والقدامى في بريطانيا ينافقون ويكذبون على الناخب البسيط في بلدانهم. يقولون له: نحن فقط القادرون على خوض (الحرب الصليبية) وإيقاف جيوش (الفاشست الإسلاميين) عند حدها. وإلا فأنهم سيعيدون دولاب الأيام إلى الوراء.

أي أن المتعصبين الدينيين من المحافظين الغربيين، يستخدمون المتعصبين الدينيين في العالم الإسلامي لإخافة الناخب ليظلوا في السلطة في بلدانهم.

وبين وهم هؤلاء وخبث هؤلاء تسفك دماء آلاف الأبرياء وتعطل المسيرة الحضارية لبلدان بكاملها.