|
لماذا نحن المطالبون بصكوك البرائة حين يقدم يسبح الآخرون جهويتهم
|
قبل أن أبدأ حديثي أريد أن أركز على خطورة الدعوات الجهوية في سنين الإنقاذ العجاف وهي تعتبر سقوطاإلى هاوية أسحق من الصراعات الحزبية، بل الصراعات الحزبية أخف وطئاً من تلك الجهوية والعرقية والعنصرية. فالعنصرية هي بلا شاك داء الإنسانية حيث تنتهك باسمها الكثير من المبادئ الإنسانية!!!! ولكن!!!
لماذا دائماً ينظر إلى أبناء الشمال على أنهم هم المطالبون بصكوك البرائة من الجهوية، حين يسبح الآخرون في الجهوية حتى النخاع؟ مع العلم بأن أكثر الناس تمسكاً بمادئ الوحدة والقومية هم أبناء الشمال؟ لماذا هذه التحديدات المكانية الضيقة؟ لماذا لم يصف أحد رياك مشار مثلا بتأسيس حزب استقلال جنوب السودان؟.
لماذا يعيبوا علينا نعي شهيد، كافح في معارك الكلام ولقي الكثير من العناء في رحلة تمليكه للحقيقة للجماهير؟ ألا يستحق هذا الشهيد بياناً مقتضبا من تنظيم صغير من أبناء الشمال؟ أحلال على الآخرين عمل تيارات سياسية فكرية جهوية في دارفور وفي الشرق وفي الجنوب أم حرام على أبناء الشمال أن ينشئوا حتى كياناً صغيرا مثل كيان الشمال؟ لماذا علينا دائماً أن نبدي حسن النية في حين يظهر الآخرون سوء النية في وضح النهار؟ لماذا ينأى أدعياء الهامش عن تهميش الشمال ويعتبرونه متنعماً بنعيم السلطة والثروة؟ لماذا الشمال دوماً هو المتهم والآخرون هم الضحايا؟ يتحدث بعض الناس عن جرائم ارتكبت في حق الجنوبيين، فلماذا لا يتحدثوا عن الجرائم التي ارتبكها الجنوبيون؟ ومن بدأ بارتكاب الجرائم؟ التساؤلات بالبال كثيرة، وهنا في داخل المنتدى الكثير من الأصوات النشاز التي تنادي بالجهوية، وتعيب على الآخرين جهويتهم (غير الموجودة أصلاً). فإذا كان السقوط من الصراعات الحزبية إلى الصراعات الجهوية، فمرحى بالصراعات الحزبية.
|
|
|
|
|
|