هكذا كان جميلاً ...

هكذا كان جميلاً ...


09-10-2006, 02:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1157853415&rn=3


Post: #1
Title: هكذا كان جميلاً ...
Author: مجاهد عبد الرحمن
Date: 09-10-2006, 02:56 AM
Parent: #0

وُُلد بمدينة الحب والجمال، في زمان كانت الحياة فيه تقبل القسمة على الجميع، والجميع يجمع بينهم قاسم مشترك واحد، مما أدى إلى تشكيل عبقرية ضيفنا العزيز كسائر أبناء المدينة في تلكم الفترة الرائعة اليانعة المترعة بالجمال والعاطفة السامية.
لم ينل حظاً من التعليم كشأن العديدن من أبناء جيله الذين لم يحرصوا على هذه التجربة إما للظروف الإجتماعية أو الإقتصادية آنذاك أو لعدم الإحساس بأهمية الأمر، ولكن لوحدوية القاسم المشترك الإجتماعي وقابلية الحياة القسمة على الجميع كان الجميع يعيشون بمستوى فكري متقارب الشئ الذي يجعل من الصعب التمييز بين المتعلمين وغيرهم .
ومن هنابدأت عبقرية هذا الرائع الجميل الذي بزغ نجمه وبدأ في الإئتلاق في عالم الكتابة الشعرية الرصينة، وذاع صيته على صهوة أقوى آلية إعلامية في زمانه ألا وهو الفنان الطروب إبراهيم الكاشف، الذي إستطاع وبصوته القوي الجميل أن يجعل الجميع في موقف المتأمل لهذه العبقرية الشعرية الجديدة، ذات الأسلوب المتفرد والإحساس المتجدد.
حينها كانت هناك لجنة نصوص لها كل الصلاحيات في إعتماد أو إلغاء الشاعر من ساحة الكتابة الشعرية الغنائية، هذه اللجنة لم تكن تستند على أيّّ شرعية دستورية ولكنها فقط على الشرعية الإبداعية والإجتماعية التي خلقوها في وجدان الشعب السوداني الفنان.
وعندما ضج الزمان والمكان بصوت الكاشف الفريد وصيت الشاعر الجديد، إتخذت اللجنة العليا للنصوص قراراً يقضي بالذهاب إلى مدينة ودمدني لأجل الوقوف على حقيقة هذا الشاعر الذي ملأ الدنيا والسمع. كانت اللجنة بقيادة الشاعر الفذ إبراهيم العبادي، وبعد التنسيق مع مجموعة من شعراء ودمدني على أمر زيارته في منزله ومن ثم إختباره بصورة فعلية.وكان أن صادف ذلك اليوم وفي واحد من أحياء هذه المدينة ذات الطابع الصوفي أن تقام ( حولية ) فأتفق الجميع على الذهاب إليها وفي الطريق سوف تتم المعاينة، وقد كان، حيث اقترح العبادي وهم في طريقهم إلى الحوليةأن يرتجل كل واحد منهم أبيات شعر في وصف هذه الحولية قبل الوصول إليها وأن يبدأ المساح، حينها شعر أنه تحت الضوء فأنشدهم قائلاًً:
في الحوليه شفت سوادي
وبى جوز الرمش
ضاربني جو فؤادي
شن تشبه
بلا الظبي السكونو الوادي
لاح برق السنون
عبادي يالعبادي
عندها ضج المكان بالطرب ورتب العبادي على كتفه بقوله ( مساح يالمساح ) ومن حينها أخذ الشارة الخضراء لسبر أغوار دروب الشعر والإبداع الذي أصبح أجمل وأهم محطاته في هذه المدينة الحبيبة بل السودان عامة.

Post: #2
Title: Re: هكذا كان جميلاً ...
Author: مجاهد عبد الرحمن
Date: 09-11-2006, 01:05 AM
Parent: #1

إسمه بالكامل ... علي أحمدانه... وسوف نتطرق إلى سيرته الذاتية لاحقاً
كتب العديد من القصائد والأغنيات الجميلة ذات الطابع المتميز بسعة الثقافة وجزالةالعبارة وعمق المعني والعاطفة الجامحة فكانت ... نغيم فاهك يا أم زين دواي والتي شدا بها إبراهيم الكاشف وآخرين بعده
نواصل

Post: #3
Title: Re: هكذا كان جميلاً ...
Author: ابو جهينة
Date: 09-11-2006, 07:55 AM
Parent: #2

Quote: في الحوليه شفت سوادي
وبى جوز الرمش
ضاربني جو فؤادي
شن تشبه
بلا الظبي السكونو الوادي
لاح برق السنون
عبادي يالعبادي


واصل هذا التوثيق يا مجاهد ..
سآتيك بالتعليق لاحقاً

تحياتي

Post: #4
Title: Re: هكذا كان جميلاً ...
Author: مجاهد عبد الرحمن
Date: 09-12-2006, 05:39 AM

الفنان العزيز أخي جلال داود ( أبو جهينة )
تسلم يا غالي
سأواصل حتى يشهد التاريخ أن هذا الوطن الأسمر به من العبقرية ما يثير الدهشة
فالشاعر علي المساح حالة خاصة من حالات العطاء الإبداعي الجذل مما يجعله يستحق التوثيق فهو مثله مثل الكثيرين من مبدعي وطني الذين لم ينالو حظهم من التوثيق رغم إستحقاقه له بجدارة .
سأواصل لأجلكم
والمساح
شكراً أخي الحبيب

Post: #5
Title: Re: هكذا كان جميلاً ...
Author: مجاهد عبد الرحمن
Date: 09-18-2006, 05:46 AM
Parent: #4

من بواكير عطاءه الإبداعي في مجال كتابة الشعر الغنائي الطروب كانت نغيم فاهك يا أم زين دواي :

نغيم فاهك يا أم زين دواي
شفاي البجبر قواي


أنا سيد الحب والسداد
أنا الحافظ حق الوداد
أنا الهايم والناس شداد
أنا اللابس توب الحداد


يا أم ريداًً رَدَّفْ تواي
كمل صبري وإزداد جواي
رقي رقي جودي بدواي
ظماي بعدك وقربك رواي


طريت النوح ليه يا غراب
صياحك يا فراق يا خراب
ديار أم زين كانن قراب
غِبَنْ بانن تحت السراب


رق جسمي وصابو النحال
على حبك عمد الرحال
من بعدك أنا حالي حال
يالقمرا وصالك محال


أنا الكاتم السر ما حكى
أنا الحامل البلا ما إشتكى
أنا الحجه بحل مشبكا
أنا المساح دمع البكا

Post: #6
Title: Re: هكذا كان جميلاً ...
Author: مجاهد عبد الرحمن
Date: 09-19-2006, 00:57 AM
Parent: #5

وما كان ذلك إلا لأنه نشأ وترعرع في حي المدنيين بودمدني والتي كانت في تلك الأزمنة عبارة عن قرية صغيرة يتميز اهلها بالمحبة والمودة والترابط الذي ساد هذه البقعة حتى الان وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إذ انها تعتبر أسرة واحدة رغم تباين الأعراق والديانات والثقافات والأخلاق لكنهم أحباب واقوى رباط بينهم هو الحب والصدق في العلاقات وإحترام الآخر بكل مكوناته.
في هذا المناخ نشأ عدد كبير من مبدعي هذه المدينة من شعراء وفنانين أمثال الشبلي وعوض الجاك والكاشف ومن بينهم المساح.