مقال عثمان ميرغني: هل صار الأمن.. مسؤولية شخصية؟؟

مقال عثمان ميرغني: هل صار الأمن.. مسؤولية شخصية؟؟


09-07-2006, 05:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1157604547&rn=0


Post: #1
Title: مقال عثمان ميرغني: هل صار الأمن.. مسؤولية شخصية؟؟
Author: خالد عويس
Date: 09-07-2006, 05:49 AM

حديث المدينة
هل صار الأمن.. مسؤولية شخصية؟؟

عثمان ميرغني

[email protected]


*لم يكن مجرد اغتيال.. الكارثة الأليمة التي أودت برأس زميلنا المرحوم محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير وناشر صحيفة (الوفاق).. بل إعلاناً كبيراً أن مرحلة جديدة بدأت.. مرحلة ما بعد انهيار القانون.. *
عندما يصبح القانون مجرد حالة اختيارية.. يفلت من وجدان المواطن رويداً رويداً ثم يصبح في ضميره مجرد أداة حكم عند القوي.. يترك الشريف ويقتص من الضعيف.. وعندها يهلك المجتمع على قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما اهلك الذين قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد..).. وهذا ما حدث ويحدث الآن.. الدولة هي المنتهك الأول للقانون تأخذ منه على قدر مزاجها.. وتصفع به من لا يرتضي سياساتها..*
والسودان ظل رغم ويلات حروبه الأهلية بلداً آمناً من الثأرات والاغتيال.. لكن الأزمة السياسية التي امتد ليلها علمت الناس أن البقاء للأقوى.. اليد الأبطش تستطيع فرض سلطانها.. وتولت الحكومة وزر تعليم الناس هذه الخلاصة.. عندما ركلت القانون بحذائها وطفقت تفرض قانون الأمر الواقع.. تعز من يحمل البندقية وتنكل بمن يرفع صوته أعزل من كل سلاح يهتف بحنجرته، ليس ضد الحكومة بل ضد قرار أصدره موظف تنفيذي بدرجة وزير..
*التوقيت كان ذكياً.. الجناة كانوا يعلمون أن أجهزة الدولة بكل صولجانها مشغولة بإعداد نفسها لقمع الشعب في تظاهرة سلمية ضد قرار زيادة أسعار الوقود.. كانوا يدركون أن عين الحكومة في شارع القصر.. لا في شارع الشعب.. تنتظر الشعب الأعزل الذي يريد أن يعبر عن مجرد رأي غاضب في مجرد قرار حكومي.. في عز لهفة السلطة على السلطة.. أختطف محمد طه من منزله في قلب الحي السكني المجاور لثكنات الشرطة والمنطقة العسكرية.. قبل منتصف الليل وجابت به شوارع الخرطوم إلى أن اخترقت به أكثف أحيائها السكنية.. إلى حيث قُتل.. ولم تكن المحاولة الأولى لاغتياله.. ومع ذلك لم تفطن إليه البصيرة الأمنية وتتحرز لمثل هذه الفاجعة..
*المرحلة الجديدة بدأت.. بالخط الأحمر الذي دشن به خبر مقتل زميلنا محمد طه.. مرحلة البحث عن الأمن (على النفقة الخاصة).. عندما رأى الشعب السيارات المصفحة والسلاح المدجج في الشوارع ظن أن أمواله تنفق في حمايته.. ولكن المشهد ينجلي عن حماية السلطة وترك الشعب في عراء أعزل.. شمخت شرطة قوية لقمع المظاهرات.. حققت إنجازاً جديداً أمس بفض مسيرة سلمية في بضع دقائق.. ليشاء الله أن تشهد دماء محمد طه على خطل نظرية الأمن هذه التي تفترض أن الأمن تحققه القوة.. لا العدل والمساواة وطمأنينة المواطن لمرجعيات وطنه التي تحرسه.. نظرية تفترض أن الانفاق في تخويف الناس أجدى من الانفاق في تثبيت وجدانهم بالإحساس بالمساواة والانصاف..
*مع كل هذا في يدنا أن نلحق بوطننا قبل أن يغرق في جُب الأهوال.. إذا استيقظت الحكومة من غفوتها وأدركت أنها تسير في طريق لاتجاه واحد لإضاعة وتدمير الوطن.. طريق ليس فيه ناج.. فعندما تغرق السفينة لا تبتل ملابس القبطان وحده..

Post: #2
Title: Re: مقال عثمان ميرغني: هل صار الأمن.. مسؤولية شخصية؟؟
Author: lana mahdi
Date: 09-07-2006, 03:29 PM
Parent: #1

يعني كل زول لازم يشيل معاهو مسدس عيار 9 ملم ورشاشة عيار 9 ملم وبندقية كلاشينكوف في البلد دي!