محمد المرتضى حامد / صالح الضى بلبل الغرب الغريد - إليك

محمد المرتضى حامد / صالح الضى بلبل الغرب الغريد - إليك


09-06-2006, 03:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1157511376&rn=0


Post: #1
Title: محمد المرتضى حامد / صالح الضى بلبل الغرب الغريد - إليك
Author: الطيب شيقوق
Date: 09-06-2006, 03:56 AM

الاستاذ احمد حماد إدريس



اندهش ادريس البنا - كبير ضباط الإعلام- عند زيارته لمدينة الابيض وجد كل الفنانين المحليين يرددون اغانى الحقيبة فقدم لهم نصيحة غالية بان التقليد ليس ابداعا وعليهم الاعتماد على الارث الغنائى المحلى الجميل بدءا بالجرارى فظهرت جحافل الاغنية الكردفانية بلونها الجديد وازدانت الساحة الفنية بثوب قشيب من فن راق وكان عبد القادر سالم وعبد الرحمن عبد الله وابراهيم موسى ابا وظهرت اصوات نسائية شجية ام بلينا السنوسى وظهر فى سماء الغنائى ولاول مرة ثنائى نسائى خديجة وزينب خليفة واطلق عليهم الموسيقار الفنان رئيس تحرير هنا امدرمان الملحن الكبير محمد الحويج ثنائى النغم ومن منا لم يطرب –اليلة والليلة دار ام بادر يا حليلة بريد زولى –زولا شرق شرقا وخلى الجبال غربا خليني اشوف دربا ، الزارعنو فى البورة والبورة ممطورة بريد زولى –وبالمناسبة كان الحويج هو الضلع الثالث لثلاثى العاصمة ابراهيم ابو دية والسنى الضوىء انهم ثلاثى العظمة وقد مات الحويج وهو صغيرا رحمه الله- واخيرا كان صالح الضى نجم كوكبة الاغنية الكردفانية –وبهذا يكون الاستاذ ادريس البنا قد قدم خدمة جليلة للاغنية السودانية ورفدها بالحان شجية وموسيقى حالمة –
عفوا اخى ود المرتضى للمقدمة الطويلة والمملة ونأمل ألا نكون خرجنا من الموضوع –صالح الضى الفنان المبدع المتفرد احد اعمدة الغناء السودانى ومحطة لايمكن تجاوزها فى مسيرة الفن الغنائى الحديث اعطى بكل الصدق والتجرد الى مسيرة الفن السودانى والموسيقى والشعر الغنائى مما يوصف بانه اضافة متميزة ولبنة متماسكة فى بناء الصورة الحديثة للاغنية السودانية –
صالح الضى من ابناء مدينة الابيض الحميمين الفة وتالفا شفافة ورهافة خلقت شخصية محبوبة وسط اهله واقرانه واصدقائه وجمهوره العريض –يجذبك اليه منذ الوهلة الاولى عند لقائه او الاستماع اليه لاحساسك بالدفء والالفة متواضع وكريم رقيق الاحاسيس وعظيم التهذيب لماح وذكى مع خفة فى الروح – كان مشاركا فى افراح الناس يشبع البهجة والفن والانس والمرح والتطريب دون اجر او مال فى الحفلات العامة والخاصة مما اسهم فى سعة مساحة حب الناس له واولهم ابناء عروس الرمال وهم يتذكرونه فى بواكيره الاولى يملا ليالى المدينة نغما ودفئا –اوعك تخلف الميعاد تزيد على الالم بستناك وبترجاك وانت عارف شوقى كم –تتراقص على ايقاعاته الساحات وتتمايل مع موسيقاه الرؤوس والاجساد وتموج امامه الجموع تجاوبا وتفاعلا وتواصلا مع صوته القوى والحانه المنتقاة بعناية وكلماته السهلة المعبرة ذات المعانى وروحه المرحة الخفيفة –هاجر الى عاصمة الفن والشهرة ام درمان ومن العادات السيئة لمدينة امدرمان انها لا ترحب بالغرباء ولم يطب له المقام فيها وشد الرحال شرقا الى حورية السودان مدينة بورتسودان المتالقة يومئذ فاحتضنته المدينة واحسنت استقباله فابدع صالح فى مجال مهنته الاساسية الموبيليا ووجد صالح تشجيعا ومساندة للبقاء فى بورتسودان من قائد منطقة بورتسودان العسكرية العقيد عبد الماجد حامد خليل وقضى ازهى حياته هناك ولكن سرعان ما انقرض سوق العمل فى بورتسودان وفى كل السودان بسبب ازدراء النظام المايوى للانسان وسيطرت المافيا ت المعلنة على المؤسسات وعلى مال الناس وعلى المستقبل وانصرف السياسيون وكعادتهم الى صغائرهم وبدا الجو العام فظا ورديئا وبلغت العطالة نسبة ليست فاضحة بل قاتلة وفى هذه الأجواء ضرب صالح فى الارض وشد الرحال هذه المرة الى ارض الكنانة وقد قابلته شخصيا فى عام 1977فى القاهرة ووجهه خريطة للازمات التى يعيشها كانت ابتسامة فاترة وحزينة طوله اقرب للهزال كانه فى حاجة لالتهام غزال –كتفاه منحيتان قليلا للامام كانه فى لهفة الى طرح سؤال او كانه فى ادب فى انتظار جواب اذا تكلم فهو هامس اذا حاور فهو جاد-وفى منتصف ثمانينات القرن الماضى حملت انباء القاهرة موت صالح صاحب الصوت الندى الجميل الحلو دم الشربات الما اتكملوا – واختفى والى الابد صوت لايموت رحم الله صالح كان مستعجلا لم يعش طويلا---

احمد حماد ادريس - الدمام