معلومة رادعة " للأغنية " الهابطة إياها: راجل ال.. !

معلومة رادعة " للأغنية " الهابطة إياها: راجل ال.. !


09-04-2006, 10:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1157361165&rn=0


Post: #1
Title: معلومة رادعة " للأغنية " الهابطة إياها: راجل ال.. !
Author: Elmuez
Date: 09-04-2006, 10:12 AM

مايهم من إيراد هذه المعلومة هنا هو توضيح الظرف التاريخي الذي نشأت فيه " الفكرة " , البيئة ,و واقع " العلاقات " الإجتماعية السائد آنذاك إلخ .. مؤكد أن القهر, الإفقار, الإنفصام المنهجي للدولة, الخوف , قصر الأيدي و بالتالي البيئة الصالحة لإعادة إنتاج اللامعقول في أثواب جديدة هو السائد الآن والذي ربما لا يختلف عن واقع " الرق " إلا من ناحية إختلاف وسائل "الإسترقاق " .. بالمناسبة, هل نعتبر " الزواج العرفي " شكل من أشكال الإسترقاق ?! ..


تراها دي المعلومة:

الصحافة 06/09/04

أجب على جميع الأسئلة
د. فتح العليم عبدالله
أ- لقد تغنت نساء السودان بأغنية (راجل المرة) قبل «120» سنة من الآن؟ أذكر ما تعلم من براهين ووثائق مدللا ً على صحة هذه المقولة؟
ب- متى وكيف وفي من طُبقت أبشع وسيلة إعدام في القرن التاسع عشر في السودان؟
ج- أين ومتى ولماذا أقيم تمثال الجندي المجهول لأول مرة؟
الإجابة على السؤال (أ)
في نهاية عهد الحكم التركي بالسودان وتحديداً فيما يبين 1875- 1880 قرر القسيس غردون باشا الذي كان يكافح تجارة الرقيق بصورة عنيفة إنشاء (مصلحة الرقيق) وعين عليها كجلر باشا فأشرف عليها هذا الرجل بمعاونة جند الهجانة والمشاة، ثم أنشأ لها فروعاً في أنحاء السودان فانتهز الأرقاء هذه الفرصة وصاروا يتركون أسيادهم ويفدون على هذه المصحلة فتعطيهم تذاكر حرية بختم الحكومة وتقدم لهم الغذاء والكساء وتصرف لهم (الجراية).
وبذلك وقف دولاب العمل في الغيط والبيت كما خصصت الحكومة إندايات لشرب الخمر وكان غرض حكومة غردون أن تستقى معلومات سرية عن الرقيق (لأن السكران يقول أي حاجة) فتفشت الفحشاء وكثر المنكر وعمت البلوى وعظم الخطب وانتشر الفساد.
في استعجال غردون بتحرير الرقيق وقطع مصالح العباد والمساعدة في الإنحراف الذي جرف المجتمع علق الكاتب المؤرخ (سدني لو) بقوله إن الحرب (الصليبية) التي شنها غردون بلا هوادة هي السبب الرئيسي الذي جاء بالثورة المهدية فلولا غردون لما كان المهدي ولولا المهدي لما كان كتشنر... إلخ.
كذلك أوردت جريدة (الأهرام) الصادرة في 1896م مقالاً جاء فيه: أن المرحوم الشيخ علي عبد الله شيخ السجادة القادرية في الخرطوم كتب عريضة إلى الحكمدار غردون باشا يقول فيها إن له زاوية للعبادة أحاطت بها منازل للدعارة وهؤلاء السافلات لا يقتصرن على إرتكاب الفحشاء فقط بل يقلقن منام العباد بما يحدثنه من نقر على الدفوف والضرب على آلات الضرب والرقص والزغاريد والمؤسف جداً أن غردون باشا ردَّ على ذلك الشيخ الورع بعبارات لا يمكن كتابتها ولا قراءتها من شدة ما فيها من بذاءة. أضف إلى هذا أن هؤلاء الجواري كن يخرجن إلى الطرقات ويغنين الأغاني الفاضحة التي فيها الكثير من الكيد للمتزوجات والملتزمات:
مثال:
كندروك كندروك ما بناخد العزبان
بعزل في التلوب رجالة النسوان
نطلع فوق قلوبن ونوقد النيران
ونسقيهن مراير حنضل القيزان
هذه بدون أي شك راجل المرة التي يتغنى بها الناس هذه الأيام.
يا جماعة هذا حقد دفين من حاسد لئيم ذي نية كالحة السواد، بالمناسبة باقي الأغنية فظيع شديد ولو ذكرته لسقط على دار (الصحافة) رجز من السماء يجعلها أثراً بعد عين.
الإجابة على السؤال (ب)
لقد وردت الإجابة على هذا السؤال في مذكرات يوسف بن ميخائيل مليكة القبطي السوداني المودعة بمكتبة كلية الدراسات الأفريقية والشرقية بجامعة لندن، وإليكم الإجابة بتعبير الكاتب نفسه دون أي تعديل: لقد حضرت جوابات في البوستة إلى الخليفة ويعقوب من جملة الأمراء وقالوا فيها إن الزاكي طمل عجبته نفسه بكثرة الجيش وبقصد دخول بلاده التليان أو الحبش، عند ذلك انتخب الخليفة بعضاً من الأمراء أولاد البلد مقدار خمسة عشر راية وأرسلهم إلى الزاكي طمل زيادة على جيشه ووصاهم بطاعته وخدمته وبعد وصولهم حصل له فرح شديد وصار الأمراء يقولون للزاكي إن سيدنا خليفة المهدي مسرور منك ومن بعدها طلبه الخليفة لأم درمان لأجل المشاهدة، قام بكل سرور راكباً على جمال صهب ومعه الخيل والجهادية ووصل أم درمان وقابل الأمير يعقوب لأجل السلام وأحضر له الطعام وأكلوا سوا ومنه توجه لخليفة المهدي وصار الخليفة يمدح فيهو ويعقوب قاعد ليهو بالمرصاد، عندما طلع من الخليفة وصل منزله لأجل الراحة فحضر عنده رسول يعقوب وقال له أحضر حالاً سيدي يعقوب طالبك ويعقوب رتَّب الملازمين بعد دخوله في الحوش الوسطاني يقبضوا عليه، لما حضر دخل الحوش البراني العبيد قفلوا عليه الباب، دخل الحوش الوسطاني قابله عبد الرحمن زوفاً بالحضن كمثل السلام وأخذه على صدره ورماه على الأرض وقبضوا عليهو الملازمين وكتفوه دور دور بالحبل بعد ما أخذوا سيفه وبعدين طلعوا به إلى الساير هنا الزاكي قال (عملتها يا يعقوب قبل ما نعملها؟)، ووضعوا جنزيراً في رقبته وبنوا فوقه طوب زي القبة حتى إنه مات عطشاً وجوعاً بعد أربعة أيام. وصار الأمير يعقوب سعيد بوفاته وقد جعلوا عوضاً عنه أحمد ود علي أميراً على الجيش كافة ووكيله أحمد فضيل.
الإجابة على السؤال (ج)
أودت الحرب العالمية الأولى بالملايين من الجنود فمنهم من سجلت أسماؤهم على ألواح البرونز والمرمر ومنهم من لم يذكر لكثرة العدد وتمزق الجثث وإختفاء معالم التمييز... عليه قررت فرنسا أن تتخير واحداً من هذه الجثث الممزقة لتكرم في شخصه آلاف الجنود الذين زهقت أرواحهم ولم يعرفهم أحد.
بعد معركة (فردان) التي دارت رحاها بين أعظم جيشين في العالم ودامت لشهور طويلة سالت فيها مهج وحصدت القنابل الجنود حصداً جارفاًً، قرر الفرنسيون أخذ ثماني جثث من تلك المبعثرة في ميدان القتال من بين خمسمائة ألف قتيل ووضعت كل جثة في نعش في 10/11/1920م ونقلت النعوش الثمانية إلى حصن (فو) حيث أوقدت حولها الشموع وقام الجنود بحراستها ثم تقدم القائد وأشار إلى أحد جنود الفرقة 132 فخرج الجندي من الصف ودفع إليه الضابط باقة من زهر القرنفل الأبيض والأحمر وأمره أن يدور دورتين حول النعوش الثمانية ثم يلقي الباقة على واحد منها، وما أن ألقى الباقة حتى عزفت الموسيقى نشيد المرسلين ورفع الضباط سيوفهم للتحية.
من تلك اللحظة أصبح الراقد في ذلك النعش مثالا ً للتفاني في حق وطنه، نقل النعش ليلاً إلى باريس وفي اليوم التالي أقيم له احتفال ضخم وموكب مشى فيه الوزراء والقواد وعشرات الآلاف من الناس حتى وصلوا به إلى قوس النصر حيث أقيم ضريحه. على إثر ذلك أصبح الآباء والزوجات والأبناء يحجون إلى هذا الضريح وكل يعتقد أن فيه ابناً أو اخاً أو زوجاً، صار تقليداً كذلك أن أي رئيس دولة زائر لفرنسا لا بد له من زيارة هذا الضريح ووضع باقة زهور عليه (ولو ما عاوز على كيفو إن شاء الله عنو ما وضعها).
حكمتان: الأولى مخيفة ومحبطة والثانية تجعلك تحوم في متاهات يكفيك الله شرها.
الأولى: قيل من أسوأ الناس حالاً؟ قال من قويت شهوته وبعدت همته واتسعت معرفته وضعفت مقدرته (بتعرفوا ليكم زول كده؟).
الثانية: قال الحسن: ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من أمر نحن فيه.

Post: #2
Title: Re: معلومة رادعة " للأغنية " الهابطة إياها: راجل ال.. !
Author: عبد الله عقيد
Date: 09-04-2006, 10:48 AM
Parent: #1

سلام يا المعز


ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من أمر نحن فيه.




شكرا لهذا المقال المليء بالدروس والعِبر


مع التقدير