من وحي الملاريا..قصة قصيرة...

من وحي الملاريا..قصة قصيرة...


08-28-2006, 11:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1156803509&rn=0


Post: #1
Title: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: عصام أحمد
Date: 08-28-2006, 11:18 PM



هذيان

أظنه منتصف الليل..وما زلت أناضل
من أجل الوصول إلي مرحلة النوم. لامست يدي
عنقي بحركة لا إرادية.و..آآآآآآآآآه !!
إنها الحمي اللعينة, ما زالت تعبث بي
و......
أخذت تحلق فوق أذني علي إرتفاع منخفض
مصدرة صوتها المزعج, ولكن وبما أنني
قد حطمت الرقم القياسي باستضافة ( طفيل البلازموديوم )
–مرة شهريا- فلم أكترث لها كثيرا.
بل خاطبتهابصوت مرتفع :- ابحثي عن شخص آخر,
فأنا لست بالشخص المناسب.
وبعوضة بمثل حجمك أظنها ستبدد وقتها لا أكثر.
لم أنتظر منها ردا, ولكنني أصبت بالدهشة حينما
تحول طنينها إلي صوت هامسا في أذني بحذر:-
إنني أحمل لك رسالة هامة..من جلالة الملكة شخصيا.
أصبت بالدهشة وترددت كثيرا قبل أن أسألها
في محاولة مني للتأكد من أن الصوت الصادر هو صوتها
هي وليس ذو مصدر آخر, سائلا: وهل لدينا ملكة في هذه البلاد؟
أجابت بسرعة:- إنها ملكة البعوض, أنت إنسان محظوظ
لأنها تود مقابلتك, هل تذهب معي؟

وقبل أن تستمع إلي أمرتني بأن أغمض عيناي, وما أن فعلت
حتى وجدت نفسي بالقرب من بركة عظيمة جدا ينتصب في وسطها علي الماء
الراكد عرش عظيم وتجلس فوقه أكبر وأجمل بعوضة رأيتها في حياتي..!
ومن حولها تحلق الآلاف من البعوض في أشكال منتظمة.

همست مرافقتي في أذني: أنحن أمام جلالة الملكة, وبسرعة البرق
نفذت مطلبها وما أن رفعت رأسي حتى رأيت الملكة علي كرسي العرش
مقتربة مني حتى أصبحت علي بعد خطوتين, ثم مدت يدها مصافحة,لحظتها
شعرت بدمائي تتجمد , وتصبب عرقي كأغزر ما يكون, فأنا طيلة حياتي
لم يصافحني وزير أو والي أو حتى مدير, واليوم تصافحني ( ملكة )!!
قابلتني بإبتسامة رائعة وهي تقول ممسكة بيدي:- مرحبا بك ,
لقد كنت في إنتظارك, ماذا يشرب ضيفنا؟؟
- آآآ..آ ,أي شراب ..أي شراب شكرا
اشارت بأصبعها إلي حوالي ألف بعوضة إشارة فهمت إنها تدل علي إحضار الشراب.

ثم طلبت مني الجلوس علي الكرسي الفخم , وأحضر الشراب ذو اللون الأحمر ,
ترددت كثيرا وأنا أمسك بالكأس فسألتها قائلا:- ما نوع هذا الشراب يا مولاتي؟
أجابتني بفخر:- إنه أجود مشروباتنا ...دم ..أممم..دم سوداني , مشروبنا المفضل,
حينها أفلت الكأس من يدي وسقطت علي السجاد الفخم ولم أحس إلا وأنا أثور في وجهها
صارخا بغضب :- لقد دمرتم شعبنا ,
قتلتم الآلاف منا ..
أوقفتم حياتنا تماما.. إرحمونا يا مولاتي ..
قرأت في عينيها حيرة ودهشة سرعان ما أخفتهما

وهي تسألني : - من أي شعب أنت؟

أجبتها بنفس الغضب:- من شعب الملاريا .

-أممم ..أمم أنت سوداني إذن؟

- نعم يا مولاتي.

- ولكننا كنا نظن أنكم تحبوننا !!

فلماذا توفرون لنا كل ما نحتاجه لحياة شعبنا؟

ولماذا توجد لديكم أجمل المياه الراكدة في العالم؟

لماذا لا تقتلوننا؟؟

أظن أن الأمر بيدكم وليس لنا فيه قول.

قاطعتها:- نعم يا مولاتي , ولكن ينبغي أن ترحلوا عنا ,

نحن لم نستطع إجباركم علي الرحيل.

إنحدرت الدموع من عينيها بعد ما عرفت الحقيقة ثم قالت :-

إننا ممتنون لكم كثيرا ,اعدك بعد أن علمت الآن الحقيقةأن نرحل

لكن بعد إتمام المراسيم .

فوجئت لحظتها بكلمة ( المراسيم ) هذه لذا سألتها بقلق :-

وماهي هذه المراسيم يا مولاتي؟

أجابت:- حضور ملككم لوداع شعبنا.

قاطعتها متسائلا:- و..وهل ستخبرونه بنفس الطريقة التي إتبعتمونها معي؟!

ردت بنفس الحزن السابق:- لا. .المراسيم تقتضي تحميلها لإنسان بشري من نفس النوع,

وأظن أنه ليس هناك أحدا غيرك هنا و..

قاطعتها قائلا:- ولكن- يا مولا...قاطعتني هي الأخرى بحزم هذه المرة:-

هذا أمر , ثم أشارت بيدها لإحدي تجمعات البعوض الهائلة ,

ثم بعد فترة ليست بالقصيرة وصمت رهيب أمرت من جلالة الملكة بإغماض عينيي

وما أن فعلت ذلك حتي وجدت نفسي ممددا علي سريري وبجانبي أفراد أسرتي ,

إلتفت ناحية أبي آمرا إياه :- قل لرئيس الجمهورية أن يذهب حالا لوداع شعب البعوض.

لم يكترث والدي لحديثي , بل إلتفت ناحية أمي وأخوتي وهو يهمس لهم:-

الأفضل أن ننقله حالا إلي المستشفي,ولحظتها إنفجرت أمي باكية


Post: #2
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: أبوبكر عبد القادر العاقب
Date: 08-29-2006, 03:21 AM
Parent: #1

الأخ الكريم عصام،
هذه أجمل هضربة أسمعها في حياتي ، سرد ممتع لواقع معاش

Quote: فلماذا توفرون لنا كل ما نحتاجه لحياة شعبنا؟

ولماذا توجد لديكم أجمل المياه الراكدة في العالم؟


وإذا أبدنا طفيل البلازموديوم، فكيف نبيد غيره من الطفيليات؟


Quote: لم يكترث والدي لحديثي , بل إلتفت ناحية أمي وأخوتي وهو يهمس لهم:-

الأفضل أن ننقله حالا إلي المستشفي,ولحظتها إنفجرت أمي باكية


ونهاية السرد فاجعة مضحكة،

واصل فأنا أنتظر المزيد وسأقطع عنك الكلوروكين حتى تظل محموما فتهذي بالمزيد
دمت

Post: #3
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: عصام أحمد
Date: 08-29-2006, 07:53 AM
Parent: #2

الغالي أبوبكر

يا ليتك كنت معي ساعتها..

إنها الجمال بأم عينه..ولا أحلي!!

كثيرا ما كنت اشتاق لها.. (حمتها)
حينما تطيل غيابها, كنت أسائل نفسي
أتراها بخير؟..أم لعلها تتلذذ بشوقي وهيامي
في بعادها.

حمتها اللذيذة..بتلك الإرتعاشة المميزة
محال لمدمن مثلي أن تنقطع أفكاره عن الدوران
في فلكها..

Quote: واصل فأنا أنتظر المزيد وسأقطع عنك الكلوروكين
حتى تظل محموما فتهذي بالمزيد


هو حلم مهدر آخر من ضمن أحلامك التي
أعادتك الي الماء والنيل
إذا فليكن اللقاء بالجروف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأت قبل قليل قراءة أحلام مهدرة (قصة قصيرة). سأعود لك مساء ..دمت طيبا...وأديني ( حبتين هسه)






Post: #4
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: عصام أحمد
Date: 09-01-2006, 05:43 AM
Parent: #3


Post: #5
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: عصام أحمد
Date: 09-01-2006, 07:07 AM
Parent: #4

دخلا غرفته بينما كان يغط في نوم عميق..
إقتربا منه بحذر شديد..
وقبل أن تلامس أيديهما جسده حتي وإستيقظ من منامه
مذعورا .

ثم وقف سريعا بعيدا عنهما وهو يصيح:- من أنتما؟!!

وماذا تريدان؟

وكيف دخلتما هنا؟

أين الحراس؟

وقف كلاهما بعيدا عنه بمسافة كافية .
بينما واصل هو صراخه:-

اعرف أنكما تريدان قتلي ولكني لن أترككم أبدا
وهذه ليست المرة الأولي التي تحاولون فعل ذلك!!
لمن تتبعون أنتم؟

أعلم أن أعدائي كثر ولكن.. لماذا يسعون لقتلي؟!!

و قبل أن أحاسبكم أريد أن أخبركم من أنا

وكيف أن أعدائي يحاولون النيل مني دائما
وما أنتم سوي أدوات لأولئك الأعداء.

في هذه اللحظات كان الرجلان قد إتفقا بلغة الإشارة
وبطريقة خبراءأن يهجما عليه ثانية .
و بعد أقل من دقيقة واحدة كانا قد سيطرا عليه تماما

كان أحدهما قد أمسك يداه خلف ظهره .بينماالآخر كان قد
ضغط عليه من وسطه ولكن برفق.
وسرعان ما علا صوته هذه المرة كأعلي ما يكون
وهو يصيح:- يا حراس إنهم يهاجمونني..إقبضو عليهم!!

إقتاداه بصعوبة في ممر طويل ,ثم فتح أحدهما بابا لغرفة
في نهاية الممر ومازال هو يصرخ وينادي الحراس
لإنقاذه. وما أن أصبحا بالداخل حتي وسألهما رجل أشيب يرتدي
نظارة طبية كان داخل الغرفة :- لماذا تأخرتما؟
رد أحدهما:- لقد قاومنا مقاومة عنيفة.
الرجل :- حسنا أرقداه هنا. وأشار الي سرير
أبيض علي جانب الغرفة الأيسر.
ثم حقنه الرجل الأشيب -الذي كان مستعدا- بحقنة مخدرة سرعان
ما نام بعدها صاحبنا.

ثم نظر الرجل الاشيب ناحية النافذة وهو يردد:- نتمني أن تتحسن حالته.
وكانت تقبع تحت تلك النافذة بركة مياه راكدة تحط فوقها بعوضة سوداء

Post: #6
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 09-01-2006, 08:18 AM
Parent: #5

dear isam
i hope all the ingaz gang will get chronic malaria which can cause
them to disappear from this earth
people like you should never get malaria because we need you to continue the struggle for our new Sudan

Post: #7
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: عصام أحمد
Date: 09-01-2006, 11:51 AM
Parent: #6

الغالي د.مصطفي محمود

شكرا علي مرورك الأنيق

Quote: people like you should never get malaria because we need you to continue the struggle for our new Sudan



أتمني أن لا يكون موتي علي إبرة بعوضة صغمبوتة..

وتسلم يا غالي.


عصام

Post: #8
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 09-01-2006, 05:11 PM
Parent: #7

قال الشاعر الكبير نزار قباني
حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ
ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ
فلا يثورونَ ولا يشكونْ
ولا يغنّونَ ولا يبكونْ
ولا يموتونَ ولا يحيونْ
تحترقُ الغاباتُ ، والأطفالُ ، والأزهارْ
تحترقُ الثمارْ
ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه
أذلَّ من صرصارْ

Post: #9
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: عصام أحمد
Date: 09-01-2006, 05:21 PM
Parent: #8

هذه هي الحقيقة

Quote: تحترقُ الغاباتُ ، والأطفالُ ، والأزهارْ
تحترقُ الثمارْ
ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه
أذلَّ من صرصارْ

Post: #10
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: عصام أحمد
Date: 09-21-2006, 07:53 PM
Parent: #9

*

Post: #11
Title: Re: من وحي الملاريا..قصة قصيرة...
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 10-06-2006, 04:26 PM
Parent: #10

we are all isam Ahmad here
up ustaz isam
we will all work together
until the fall of the corrupt ingaz gang

down with
the sugar dollars suckers
and the petrol dollars thieves

the parasites who feed from the poor sudanese blood
the islamist fascist ingaz gang mafia
dr mustafa mahmoud