صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص

صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص


08-28-2006, 01:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1156725292&rn=8


Post: #1
Title: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: Emad Abdulla
Date: 08-28-2006, 01:34 AM
Parent: #0

صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
عبد الله ود البيه

وصلت إلي"موسكو" ..لم تك هذه المرة الأولي التي أزور فيها الاتحاد السوفياتي... فقد مررت به من قبل في طريقي من "زعرب" عاصمة جمهورية كرواتيا لأستقل من "كييف"ماكان يسمى آنذاك بقطار آسيا القاري في رحلة شيقة داخل مقصورة النوم ,تجاوزت في مجمل أيامها الأسبوع الكامل مروراً بأصقاع سيبيريا وعبر هضبة فلادفستك المطلة علي تخوم اليابان وصولاً إلي"بكين"عاصمة الصين . ولا أدري للحين لماذا فضلت وأناأعبيء استمارة طلب تأشيرة الدخول بالسفارة الروسية بالخرطوم الإجابة بالنفى علي مضمون وفحوى السؤال القائل : هل سبق لك وأن زرت الاتحاد السوفياتي من قبل؟
ها أنذا اليوم في "موسكو" وقد حضرت إليها هذه المرة لأتلقي فيها دروساً مسهبة وتدريبات مكثفة في أكثر علوم العصر الحديث تعقيداً والتواء وغموضاْ, حيث أخذت بمجرد خروجي من طائرة "الايروفلوت" داخل سيارة طويلة سوداء كتلك التي تستعمـل في نقل الموتى, نوافذها محكمة الإغلاق وبداخلها جهاز بث والتقاط لم يكف عن إرسال شفرات لاسلكية متقطعة منذ لحظة مغادرتنا قاعة المطار في رحلة من طولها خلتها ضحي يوم كامل حتي وصولنا للمقر المعد, والذي اعتقد جازما بأنه كان يقع علي مشارف ضاحية قصية خارج نطـاق العاصمة المترامية الأطراف, وهو مبنى مكون من طابقين الأعلي منه مجهز للسكن والأرضي خاص بتلقي الدروس وحوله مساحة أرض شاسعة تحدها أسوار عالية فوقها سلك شائك مكهرب, بها منفذان أحدهما للخروج والآخر للدخول يجلس قبالتهما نهاراً حارسان مدججان وعند حلول المساء تطلق بالساحة مجموعة من الكلاب الشرسة المدربة الي طالما ذكرني نباحهما المبحوح بصوت"هاوند الباسكرفييل" أما العم "فانيا" نادل المطعم العجوز كان كتوشيحة قدماء المغول التي لا تسمع ولاترى ولاتتكلم, فقط كان يبحلق ويدندن أحياناً بلحن أوكراني قديم, يبتسم في لحظات نادرة أكثر ما تتجلى حينما يختلي بالطاهيتين "ماريا وتانيا", بعد انتهاء فترة عملهما ليشاركهما وهو متكوم على التخت الخشبي احتساء قدحين من رحيق الفودكا الأصلية أو أكواب من شراب النبيذ المنزلي المعتق , وكثيراً ماكنت أترجم نظراته الخرساء لي حينما يلقاني بغتة في ردهة القاعة الأرضية كمن يلح في سؤالي هامساً "ما دهاك يا بني؟".

خرجت من تحت الأرض من قطار المترو عصر ذاك السبت عند محطة مسرح"البولشوي" أمام منحى ساحة "الكرملين" وأنا أمني نفسي بأشياء عديدة,أقلها إختلاس لحظات سارة أزيح في خلالها ما علق بذهني طيلة أيام الأسبوع المنصرم من تكدس رهيب لمعلومات غزيرة ومتنوعة تفوق في كنهها حد الوصف والتقدير , وقادتني قدماي في تلك المرة إلى مطعم فندق "المتروبول" ودلفت علي عجل لا ألوي على شيء سوى الاسترخاء التام علي طاولة منزوية بركن هادئ بعيد أتناول عليها شريحة من لحم الغزال البري المتبل في عجينة الثوم والليمون وامتص جرعات من عصير البرقوق المجفف علي أنغام إحدى مقطوعات "شايكوفسكي" الخالدة.

"يا إلهي إن بك الكثير من ملامح "بوشكين", هل تسمح لي بالجلوس للحظات معك إن كان هذا لا يضايقك؟" ورفعت راسي بدهشة لأتبين مصدر الصوت الآتي ذاك الناطق بلغة انكليزية رصينة قلما تسمعها في تلك البقاع, كانت أمرأة تبدو في الأربعينات من عمرها, قصيرة نوعاً ممتلئة القد مجدولة الشعر بها مسحة خفيفة من بقايا جمال سابق إلا أن أسنانها كانت علي غير المألوف متراصة وناصعة , واجبتها عن عمد بلهجة روسية دارجة: "تفضلي سيدتي فليس هناك ما يضير", ارتسمت بسمة باهتة علي شفتيها الخاليتين من أي أثر لإصبع الروج وتمتمت: " هذه عبارة طالما درج المراهقون من شبابنا علي ترديدها عندما تسنح اهم الفرصة ويخاطبون النساء ويبدو أنك قديم عهد بموسكو". وقاطعتها دون اكتراث "علي النقيض فإقامتي هنا لم تتعد الأشهر القليلة , ولكنني بطبيعة الحال أجيد اللغات السلافية ككل", وهزت كتفيها معلقة:" وماذا تعمل هنا؟ لا بد أنك أحد الدبلوماسيين؟" وأجبتها وأنا ازدرد قطعة من اللحم: " كلا فأنا ملاح جوي أعمل بطائرات رش المحاصيل وقد بعثت إلي هنا لمزيد من التحصيل والتدريب في كيفية إبادة الآفات الضارة والفاتكة بلوزات القطن ". وصاحت " إذاً فأنت من مصر".

لم أعلق وعمدت إلي تغيير سير الحوار قائلاً:" هل تفضلين هذا النوع من العصير الذي أمامي أم أطلب لك شيئاً خلافه؟" ردت وقد تأهبت للوقوف : "شكراً ياعزيزي فانا كنت قد طلبت أطباقاً من الفطائر المحشوة لآخذها معي لشقتي لا سيما وأنا احتفل اليوم بعيد زواجي" ونهضت وناولتها علي الفور كوباً من الشراب ورفعت كوبي مهنئاً: "لنشرب نخب هذه المناسبة السعيدة " وأجابت بصوت خامل "ليست هي بالسعيدة كما تظن , فزوجي قد توفي غرقاً قبل عامين داخل غواصة نووية بالقطب الشمالي". وأبديت أسفي عبر تقطيبة لملامح وجهي, بينما استطردت هي قائلة: " لا بأس لو تشاركني احتفالي إن كنت غير مرتبط هذا المساء, فأنا لعلمك أقطن لوحدي لا أحد معي سوى هرتي "لوسي" ومكاني ليس ببعيد عن هنا "وباغتها, "ولكن لابد وأنك قد دعوت بعض أصدقائك المفضلين للاحتفال معك ؟". قالت بفتور: "أبداً فأنا قد درجت علي الاحتفال بهذه المناسبة لوحدي دون دعوة أحد, إلا أن هذا لا يمنع من حضورك إن كنت ترغب حقاً في ذلك".

وخرجنا صوب شقتها التي تقع في الطابق السابع من عمارة حديثة البناء وتحدثنا ونحن في خلوتنا تلك في أشياء كثيرة, حدثتني هي عن عملها كموظفة استقبال بإحدى الوزارات وكيف أنها لاتأبه بالفلسفة الاشتراكية وتعشق الحياة الصاخبة, وأنها بطبعها ملولة ولا تحب الأطفال ولا تشرب الحليب ومستخرجات الألبان, وتهوى التبغ الكوبي والعشاء بالسمك والكفيار الأسود, وتكره السباحة ومتابعة برامج التلفاز, تميل إلي قراءة الأشعار والتحدث باللغات الأجنبية, تفضل رقصة التاتغو الهادئة وتربية القطط ولبس بنطال الجينز, لا تفكر كثيراً في الممارسة الجنسية ولا تستهويها الأسفار, ثرثرت وأفاضت وأنا استمع إليها بشرود, وفجأة توقفت عن الكلام وتنهدت وزفرت ثم
واصلت بصوت خافت هامسة: "أنا لا أشك مطلقاً في أن "يوري" زوجي قد مات مسموماً داخل تلك الغواصة, هكذا أرادوا له أن يموت ", وجرعت مشروبها بنهم حتى الثمالة وأجهشت بالبكاء ونامت علي الأريكة بلا وسادة ودون أي غطاء.

ودرجت من ثم علي لقياها كل سبت, وتوطدت علاقتنا رويداً رويداً, ولاحظت فيما لاحظت أنها تجيد بشكل خاص التحدث باللغة الألمانية إذ كانت لديها صديقة ما انفكت تخابرها مراراً في ساعات متأخرة من الليل من مدينة " كولون" تطول المكالمة وأنا لا أفهم مايدور من حوار, كما أنها كانت ولفترات متفاوتة تختفي بحجة أنها تذهب لمعاودة جدتها التي تعالج بإحدى المنتجعات الصحية في قرية خاملة الذكر علي الحدود الفنلندية.

وتوالت الأعوام وقد حططت رحالي هذه المرة "بلندن" عاصمة الضباب, وأنا أتجول في صباح يوم مشمس نضير رأيتها فجأة أمامي تعبر شارع "بوند ستريت" هي بلحمها وشحمها لا مراء في ذلك وصرحت فرحاً "نتاشا – نتاشا" ولكنها لم تعرني التفاتة وواصلت سيرها متأبطة ذراع رجل تدل ملامحه دون ريبة بانه سوفياتي الأصل لا محالة, وخببت لألحق بها وعلى مقربة منهما سمعت أطراف حديث باللغة الروسية, حوار فيه غلظة في اللفظ ولا يخلو من ورود بعض الكلمات النابية, وفجأة استدارات نحوي حين بلغت منعطف الطريق ورمتني بابتسامة عريضة لا أدري إن كانت باهتة أو ذات معنى.



انقضت عدة أيام وأنا أقيم بفندق "بلازا" المواجه لمبنى الأمم المتحدة بنيويورك حيث كنت قد وصلتها لحضور إحدى دورات الجمعية العامة, الفندق مكتظ بأعضاء الوفود المختلفة,وأنا أسلم مفتاح غرفتي لموظف الاستقبال فإذا به يسلمني رسالة مظرفة عليها اسمي كاملاً, وفضضتها بلهفة, يا للعجب رسالة لي ممن ياترى؟ وبهت وأنا التهم كلمانها, (لقد رأيتك بقاعة الجمعية وأنت تصغي بانتباه للمداولات المطروحة وعجبت ماذا يفعل ملاح طائرات الرش في هذا المكان اللهم إلا إذا كان رواده من الحشرات, معذرة لهذه المداعبة السمجة ومعذرة مرة أخرى من عدم تمكني من إيفائك حق السلام في لندن الصيف المنصرم . كم أحن للقياك ولكنني مغادرة اليوم إذ أن غداً هو تاريخ احتفالي بعيد زواجي ولابد من البحث عن أحد ما في مثل لطفك ليشاركني بهجة احتفالي. أتذكر؟ رجاء إحرق الرسالة).

وتبخرت ذكراها من ثم كلية من مخيلتي, وانشغلت عنها بمشاغل الحياة العديدة, إلا أن مجريات الأحداث كانت تأبى ألا أن تعرضها أمامي بين الفينة والأخرى, فأنا اليوم في رومانيا أجلس عصراً بمقهى "سكانتيا" في كبد بوخارست وعلى مرمى حجر من قصر الرئيس "شاوشيسكو" حرسه يعج بالساحة وعبق النرجس والغاردينيا يعطر الأجواءوحسان الغجر يتمخترن ممشوقات الكشح وفارهات القوام , أردافهن مشدودات وخصورهن ضامرات كخصر "ناديا كومنشي"لا يتورعن عن المبادرة بالحديث مع الغرباء يتلهفن علي طلب سجائر "الكنت كنغ سايز" الناصع البياض, وأنا في خضم ذلك منكب أطالع صحيفة "السياسة" الرومانية أتطلع في عناوينها الرئيسية وأقلب صفحاتها بسأم وملل, وفجأة تسمرت عيناي أمام صورة لفتاة مكبلة, ما هذا.. إنها "نتاشا" وتحت الصورة ثمة خبر بالخط العريض "تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في موسكو علي الملازم "أولغا ناوموفسكا" بعد إدانتها بتهمة الخيانة العظمى, أذاً فقد كانت تدعى "ألغا وليست "نتاشا" ولكن لا غرو في ذلك فهي نفسها كانت تنادني باسم"سامي" كما أخبرتها, "سامي" القادم من اليمن السعيد ,ولكن ياللملعونة كيف تسنى لها معرفة أسمي الحقيقي ذاك الذي خطته علي ظرف رسالتها لي عندئذ بفندق "بلازا نيويورك" ومن خلال كل ذلك خطرت بذهني جملة كانت قد قالتها لي يوماً ونحن نجلس في أريكة خشبية بحديقة الصفصاف نتناقش في أبعاد فلسفة الموت لدى تشيخوف , عندما رنت لي بوجه كالح وصوت غائر قائلة: "يا عزيزي كم أكره الموت العادي, ذلك الشيء الذي يحدث عادة للآخرين, أنا لا أريد أن أموت في استرخاء, لا أريد أن أموت كالسوام".

Post: #2
Title: بتتقري كده
Author: tmbis
Date: 08-28-2006, 01:56 AM
Parent: #1

تعرف يا عمــاد زي الكتابات العميقة دي بتتقري كيف ؟
بعمل ليها ( برنت ) إن شاء الله كرتونة ورق .. وتكون حايمه معاي النهار كلو داخل الشنطة لحدي ما تاخد احساس انها كتاب كبير جدا بي ورق اصفر .. يعني زي مسالة السيارة السوداء الفارهة دي ..
دي وجبة دسمه لهذا المساء .. وبعدها تنضم لإرشيف سابق ليهو علاقة باللونية دي من الكتابات ..
عزااال يا عماد..

Post: #3
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: Emad Abdulla
Date: 08-28-2006, 01:56 AM
Parent: #1

Quote: عبدالله ودالبيه ذاكرة مدينة أم درمان المتقدة وواسطة عقد مجالسها ومنتدياتها وأمسياتها..
العارف بناسها وشوارعها ورموزها وحكاياتها.. يكتب مستندآ على لغة رفيعة وثقافة عالية ومعرفة لصيقة بالدقائق والناس والأحداث .
توفرت له خبرة طويلة إكتسبها من رحلاته العديدة خارج البلاد التي مكنته من معرفة شخصيات كانت لها الأثر العظيم في حياته , إنسربت تلك الشخصيات والأمكنة من ذاكرة ودالبيه العتيدة إلى الورق , كاتبآ .. بل موثقآ للناس والأمكنة والإحداث , يمكنك مطالعة ما يكتب وأنت مؤقن أن نصيب الحقيقة فيها يتجاوز نسبة الـ 80%
.. هكذا كتب أبوساندرا مقدما صديقي عبدالله ود البيه ..
و لأن أبو ساندرا شحيح ( و هي عادة أورثها بناته ) لذلك فهو يبقي عليه ما يعرف عن ود البيه - و هو كثير - لحين يحتاجه .
عبدالله ود البييه يا سادتي موسوعة في الأدب و صنوف الثقافة .. و يغيظني بأمدرمانيته التي يباهي بها .. وله في الفن و الطرب و الشعر و الفلسفة و الأدب و الدبلوماسية ..
أقرأوه معي هنا ..
و سأعود بروقة .

Post: #4
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: tmbis
Date: 08-28-2006, 02:17 AM
Parent: #3

Quote: و يغيظني بأمدرمانيته التي يباهي بها .. وله في الفن و الطرب و الشعر و الفلسفة و الأدب و الدبلوماسية ..

بس خلاص يا عماد
اطلع منهــــا ..
انا قلت ليك .. ريحة الكتابة دي ما غريبة علي
ود البيه ده ما عادي والله وابدا ما شحيح .. بس خلي الليل يجي وبنشوف المسالة دي

Post: #6
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: Emad Abdulla
Date: 08-28-2006, 02:43 AM
Parent: #4

Quote: ريحة الكتابة دي ما غريبة علي
.. .. الأخ ( شمام ) برضو ؟؟
كرهتونا يا ناس أمدرمان ..
المصيبة يا تامبا إنه ( أم العيال ) من ( عندكم ) ..
إتذكرت فيلم جوليا روبرتس ( SLEEPING WITH THE ENEMY ) ..
و أبشرك .. طبنجتي تحت المخدة ..
أي حركة و ألحقا ليك ناتاشا بتاعت ود البيه دي ..

Post: #8
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: tmbis
Date: 08-28-2006, 02:59 AM
Parent: #6

Quote: كرهتونا يا ناس أمدرمان ..
المصيبة يا تامبا إنه ( أم العيال ) من ( عندكم ) ..

وانا اقول أنت طاعم و( شمام ) وانيق كده مالك ؟؟
بلاي زمان لما كنت اجي مارق من البيت كان عندي نقطة ( تفتيش ثابته ) جمب الباب الرئيسي اخواتي الصغار بقولو لي :
أنت يا كرور مبهدل نفسك كده مالك جنك بنطالين جينز وسخانه
ما بنات امدرمان كمان ..
Quote: و أبشرك .. طبنجتي تحت المخدة ..
أي حركة و ألحقا ليك ناتاشا بتاعت ود البيه دي ..

اتحداك


Post: #7
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: ترهاقا
Date: 08-28-2006, 02:57 AM
Parent: #4

سرد فى منتهى الجمال بالرغم من إنى ما بقرا المقالات الطويلة وبحاول تأخيرها
لوقت اوسع لكن بصراحة من بديت أقرا المقال ما وقفت.

Quote: انفكت تخابرها مراراً في ساعات متأخرة من الليل من مدينة " كولون" تطول المكالمة وأنا لا أفهم مايدور من حوار,


بس إنت المقعدك لآخر الليل شنو؟ وإلا سكن بلوشى

ولك ودى

Post: #5
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: أبو ساندرا
Date: 08-28-2006, 02:36 AM
Parent: #1

Quote: هكذا كتب أبوساندرا مقدما صديقي عبدالله ود البيه ..
و لأن أبو ساندرا شحيح ( و هي عادة أورثها بناته ) لذلك فهو يبقي عليه ما يعرف عن ود البيه - و هو كثير - لحين يحتاجه .
عبدالله ود البييه يا سادتي موسوعة في الأدب و صنوف الثقافة .. و يغيظني بأمدرمانيته التي يباهي بها .. وله في الفن و الطرب و الشعر و الفلسفة و الأدب و الدبلوماسية ..
أقرأوه معي هنا ..
و سأعود بروقة .



شحيح هنا
ضنين أنا

وهناك متلاف مبذر
الم يحدثك ودالبيه عن نهار السبت
وخيوله الجامحات من بداية الدنيا

ياصديقي
تعودت بدءآ من التاسعة صباح كل سبت أدخل في طقس الإلفة الكاملة
الآن يا صديقي سبت سبتين مرن
وماسينجري موصد تمامآ
والكوة التي كنت اطل عبرها إلى عالم من الدهشة الكامنة
في كل درب وفي كل خطوة
الآن اغلقت وإنبهمت الدروب وتاهت الخطى والخطاوى والأخطاء والخطايا
روحي مجهجهة تارة في ممفيس
وأخرى في كانتربري
وثالثة الأثافي في كلورادو
والجمال حازو إنفرادو
الوسيم القلبي رادو

يا عماد
لا أراك الله فقدآ في عزيز لديك

Post: #9
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: nadus2000
Date: 08-28-2006, 05:57 AM
Parent: #5

Quote: اتحداك

بعد الشفتو أمبارح يا تمبس في عماد
بقول:

وانا برضو

Post: #10
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: فضيلي جماع
Date: 08-28-2006, 06:16 AM
Parent: #5

سلام ياعمدة ؛ وشكرا على إتحافنا برائعة ودالبيه. في زيارتي الآخيرة للدوحة كنت قد التقيت الأستاذ عبدالله ودالبيه الذي جمعتني به الظروف أول مرة -لفترة قصيرة - بصحيفة "السياسة" في العام 1988 بالخرطوم. وجدته يحتقب نفس الهدوء والقدرة على الإستماع لمحدثه. الذين عاشوا ولو لفترة قصيرة في واحدة من جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق والذين زاروا موسكو في تلك الحقبة سيجدون في هذه القصة تفاصيل لا يلم بها الآخرون..ذلك أن روسيا يومها كانت غير روسيااليوم..كانت بلدا محتقنا بشتي الإحتمالات في عالم تراه هادئا في السطح ولكنه يغلي كمرجل من الداخل (أيام الحرب الباردة). كانت روسيا- قائد المعسكر الإشتراكي- تضج بالنقائض ..حملت معها إرثا حضاريا وثقافيا ضخما؛ لكنها تحت الجلباب الماركسي اللينيني كانت تبحث عن عدالة اجتماعية تحرسها أداة الأمن القاسية والفظة. صورة ناتاشا أو الجاسوسة أولغا في هذه القصة الرائعة هي حدث مكرر لشباب روسى محبط ..لم يستوعب اشتراكية الدبابات - كما وصفها روجيه غارودي في رفضه لخريف براغ- وظن أن البراح الذي يصل حد التفسخ في الغرب الرأسمالي هو الحل. كنت أعجب إذ يسألنا بعض الشباب الروس عن بنطال جينز أو علبة سجائر "كينت" ..ولأني كنت غير مغرم بالجينز ولست ممن يدخنون فقد كنت أشعر بشفقة نحو أولئك الشباب. كنت أجهل يومها أن اشتراكية بريجنيف وفرت للإنسان الروسي المأكل والمشرب والمأوى ولكنها حرمته أهم هبات الوجود: الحرية !

في قصة ناتاشا تصوير لمرحلة عاشها إنسان روسيا بالتحديد..روسيا الخارجة من حقبة دولة الأباطرة بكل ما بلغته من ترف القصور الملكية والنبلاء و...جوع الفلاحين ..مع ازدهار الآداب والفنون : بوشكين -ليرمانتوف-دوستويفسكي- تشيخوف-بونين شايكوفسكي وغيرهم من العمالقة..وروسيا الجديدة في محاولة بناء دولة ماركسية ترفض هذا الإرث طورا وتقبله حينا آخر. وبين ماض عريق وحاضر ملىء بالتحديات ..حاضر يتحفز الغرب الرأسمالي دون شفقة للقضاء عليه.. وسط هذا العالم من التوتر كان الإنسان الروسى يعيش قدرا مرعبا ومختلفا: حبه الجنوني لروسيا الأم وما توفر له من ضرورات الحياة في عالم الإشتراكية الجديد .. لكن بانعدام الحرية الشخصية وتحت قبضة الدولة وعينها التي تراقب كل شيء وأذنها التي تدعي أنها تسمع دبيب النمل.

Post: #11
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: Mohammed Tirab
Date: 08-28-2006, 07:53 AM
Parent: #1



أناقة حروف تفوح بعق مكان

تمتاز ملامحه بالتميّز,,,

وتفوح بقوة الى صميم ذاكرة

من كان هناك ,,,,

ولجمال حظى انى كنت هناك,,,,

حينذاك,,,

يا لعبق المكان

شكرا لصاحب الريشة الانيقة الاستاذ عبدالله ود البيه

وشكرا لحامل اللوحة الى هنا,,,أنيق الذوق الاستاذ عماد ود

عبدالله...



د.محمد عبدالله تيراب
______________________
الحق يعلوا ولا يعلى عليه

Post: #12
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: Emad Abdulla
Date: 08-28-2006, 08:23 AM
Parent: #11

ود البيه ..
محيطٌٌ هو بالتفاصيل حدَّ الذاكرة الفوتوغرافية , حواسه الخمس مشحوذة لممارسة وظائفها في ( مَهَلَة ) و لذة عظيمة ..
أول ما سمعته يحكي كان عن ( شارع كاترينا ) ..
كدت أشتَمُّ رائحة دخان ( باصات الهنقاري ) و هي تصعد الأسفلت الضيق المحشور بين البيوت في طريقها لكبري المسلمية في الخرطوم - و هو ابن أمدرمان !!!! - ..
قال صلاح : لو قيض لود البيه أن يخرج ما يعرف عن خبايا دهاليز الأدب و السياسة و الفن و المجتمع في البلد لتطلب ذلك مجلدات و مجلدات .
الرجل ذاكرته مرعبة .. و ذكرياته مزيج غريب من كل شيء ..
له ذائقة ( عزّالة ) ..
كلما جلسنا يطلب أن يستمع لنوع من الغناء الدرر ..
و صلاح عبدالله يعرف كيف يجعل ود البيه يطرب ..
فيظل يدندن لابراهيم عوض و أبوداوود و عثمان حسين وكابلي .. و .. و ..
يصمت ليقفز بك فجأة و بسلاسة إلى الحديث عن الأدب ..
و مفتونٌ ود البيه بالكتابة , للغة عنده مداخلها التي يعرف ..
ينفر من غثاء اللغة و ركاكة التعبير و ضعف بنية النص ..
ومحدثٌ ولا أحلى ..
لا تمل ( ونسته ) و قفشاته و ذكاؤه المتقد ..
تاريخ من المعارف يمشي على قدمين

عبدالله ود البيه رجل بنكهة ..
و مذاق .

Post: #13
Title: Re: صديقتى "نتاشا" التي أعدمت رمياً بالرصاص
Author: tmbis
Date: 08-28-2006, 04:01 PM
Parent: #12

Quote: بعد الشفتو أمبارح يا تمبس في عماد

حالتو يا نادوس قال عندو طبنجة تحت المخدهـ .. ياخي انا خايفو يكون ( مسدس موية )اللونو اخضر داك
..
.
ياعمــدة ..
Quote: الرجل ذاكرته مرعبة .. و ذكرياته مزيج غريب من كل شيء ..
له ذائقة ( عزّالة ) ..
بعدما طبعت الحاجة دي وعملت معاي اربعة صفحات .. وزيما قلت ليك قبيل عملتها بيها اللفة الطويلة دي .. دخلت في الموضوع علي طول ، واثناء القراية كانت حروفك عن ود البيه بتتداخل معاي .. وفعلا حسيت بالذاكرة المرعبة دي من التفاصيل الدقيقة جدا والسرد الانيق في اختيار المفردات علشان ما تكون مرهقة في توصيل الفكرة ..
بعدين في حزلقة كده في الحروف لاقيته عند نوعية معينة من الكتاب .. ( الأخ زميــل والا حقاني ساكت ) ؟؟
Quote: وبداخلها جهاز بث والتقاط لم يكف عن إرسال شفرات لاسلكية متقطعة منذ لحظة مغادرتنا قاعة المطار
Quote: وكثيراً ماكنت أترجم نظراته الخرساء لي حينما يلقاني بغتة في ردهة القاعة الأرضية كمن يلح في سؤالي هامساً "ما دهاك يا بني؟".
Quote: خرجت من تحت الأرض من قطار المترو

اظنك فهمتني قاصد شنــو؟؟
ده طبعا بالاضافة للوصف الواضح جدا والدقيق ( للحاجات ) الرومانية..
بلاي يا عماد كتر لينا من ود البيه دهـ .. وما مشكلة حتى ولو في الشهر مرة واحدة