صلاح أحمد إبراهيم قنديل وشموع وجذوة إنسانية تبقى مضيئة تحت الرماد على مر الأزمان!!

صلاح أحمد إبراهيم قنديل وشموع وجذوة إنسانية تبقى مضيئة تحت الرماد على مر الأزمان!!


08-27-2006, 05:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1156696635&rn=0


Post: #1
Title: صلاح أحمد إبراهيم قنديل وشموع وجذوة إنسانية تبقى مضيئة تحت الرماد على مر الأزمان!!
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 08-27-2006, 05:37 PM

صلاح احمد ابراهيم قنديل وشموع وجذوة إنسانية تبقى مضيئة حتى تحت الرماد على مر الأزمان!!

د. ابوبكر يوسف إبراهيم

R
السلام عليك يا بيان وعلى كل الذين أدلوا بمداخلاتهم عن رسالة الراحل الصديق إلى الرئيس البشير ... عندما نويت المداخلة إستصحبت علاقة صداقة حميمة عمرها ثلاث عقود ونيف... ومعرفتي اللصيقة بالغائب الحاضر الفذ صلاح أحمد إبراهيم خلصت إلى حقيقة لا تقبل الجدل ولا المزايدة وهي أن حب صلاح أحمد إبراهيم للسودان أمر فوق كل توجه سياسي ونزعة أو ميل شخصي ,ان ه ما كان يخلط حبه للوطن بأي مزايدات سياسية... ان صلاح عاش ومات مسكون بحب السودان وترابه وإنسانه ... إن الرسالة التي بعث بها الراحل للرئيس البشير سبقتها رسالة وقتما طبق الحصار الجائر على السودان وكانت رسالة مؤثرة مرفق بها شيك مصرفي مساهمة منه في فك الضيق والخناق المضروب على السودان وما كان يحاك ضد الوطن مهدداً سلامة إنسانه ووحدة ترابه ... لم ينظر الراحل إلى توجه البشير السياسي والعقدي فهذا أمر يجب أن لا يخلط بالمسائل المصيرية... فإن كان الأمر كذلك لكانت بينهما داحس والغبراء ولكن صلاح كان كبيراً وعملاقاً وإنساناً وشاعراُ وأديباً ومناضلاً وفوق كل هذا وذاك هو مواطن سوداني صميم مسكون بحب الوطن وأهله الغبش الغلابة الشماسة ... صلاح إبن أمدرمان التي جمعت كل أطياف الأمة بمختلف ألوانها وعرقياتها وثقافاتها ومعتقداتها فإنصهر هذا الخليط في جيناته وحدد إنتمائه وهويته... صلاح قرر أن ينحاز إلى السودان الوطن الأم في وقت الشدة والضيق والحصار... صلاح قنديل وشموع ... صلاح إنسان ومواطن سوداني فريد... كنت مع صلاح في باريس قبل رحيله بشهرين وكنا على إتصال حتى بعد عودتي وكانت بيننا رسائل نادرة حتى نعاه الناعي ورثيته بثلاث قصائد نشرت في الشرق الأوسط والشرق القطرية والأنباء السودانية ... المؤسف أننا لم نبحث في ميراث وجمع ما ترك من إرث هو ملك للسودان مفخرة ... وإنني أنتهز هذه السانحة لأشكر الأخ الدكتور صلاح الرشيد والأخ فيصل فضل الله والأخ على الكرار من منتدى أمدرمان بالرياض حيث إتصلوا بي للترتيب لليلة أتحدث فيها عن صلاح... هناك جوانب إنسانية مضيئة في حياة صلاح لم يكشف عنها النقاب وهناك رسائل نادرة له تبادلناها سوياً... صلاح شاعر فريد ... أديب أريب ... وإنسان رقيق ... وروح عبقرية ... وقلباً نقياً صافياً... وحناناً وتحناناً...ونبع عاطفة لو وزعت على العالمين لفاضت
صلاح نهج وريادة ... سوداني صميم إنه ملح الأرض... إنه شهيق الأرض وزفير النيل... هو أنّة الحزانى والمحرومين ... لم يعش صلاح أبداً لنفسه حتى رحل ... عاش مسكون بحب الوطن وطينه وترابه وإنسانه ونخيله ... خلق من تراب السودان وعاد ليدفن فيه ولتتحلل ذرات جثمانه لتذوب وفاءً مع ترابه في جوف الأرض التي عشقها واهداها عمره حتى رحل منها... وهو الذي ركل منصبه الرفيع في الجزائر ليمضي للمجهول غير آبهِ بأن يعيش في ضنك بعد رغد وأمته تتضور لقمة العيش... صلاح كبرياء وكرامة...سخاء عطاء وحتى في حالات العدم كان يؤثر غيره وينام الطوى... صلاح رمز الإنسانية والصبورة .. هدوء ودماثة خلق وتواضع جم وكنوز ثقافة وعبقر شعر ... كان يمكن أن يكون صلاح شاعراً مترف ومخملياً ولكنه آثر أن ينحاز لغالبية الغبش ويكتب معبراً عن آلامهم وأحزانهم وتطلعاتهم وأمنياتهم وتعداهم إلى قارته السمراء... صلاح لحن فريد في شفاه الغلابا المحرومين والمنبوذين ... ألا رحم الله صلاح الذي شقّ عليّ فراقه وأحزنني وحزني له سميته بالحنين الأول لأنه أول حلقة في سلسلة الأحزان الثلاث التي أعيشها!!

Post: #2
Title: Re: صلاح أحمد إبراهيم قنديل وشموع وجذوة إنسانية تبقى مضيئة تحت الرماد على مر الأزمان!!
Author: kamalabas
Date: 08-27-2006, 08:32 PM
Parent: #1

شكرا د.أبوبكر يوسف
دعني أسأل هذه الاسئلة البسيطة من وحي الاقتباسات التالية
Quote:
وقتما طبق الحصار الجائر على السودان

Quote:
...... في فك الضيق والخناق المضروب على السودان وما كان يحاك ضد الوطن مهدداً سلامة إنسانه ووحدة ترابه

...
.....مالمقصود بالحصار الجائر والخناق المفروض علي السودان?
وما المتسبب في ذلك الحصار الانقاذ بشعاراتها وممارساتها وأستعدائها
للعالم الخارجي وأحتضان التنظيمات الارهابية والاصولية والتدخل في شئون
الدول الاخري والتدبير لأغتيال رؤساء الدول الاخري أم هو حصار جائر
لم تكن للانقاذ يد فيه ولم تخلق الظروف التي أفرزته?
كمال عباس

Post: #3
Title: Re: صلاح أحمد إبراهيم قنديل وشموع وجذوة إنسانية تبقى مضيئة تحت الرماد على مر الأزمان!!
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 08-29-2006, 01:09 PM
Parent: #2

الأخ العزيز كمال عباس
لنفترض أن الإنقاذ جرّت علينا داحس والغبراء فهل من العقل أن نجلس نشجب ونستكر ونرفض وندد ونترك أهلناليصبحوا هم الضحية أو الضحايا وذلك لأن ثقافة التنديد قد تأصلت فينا ... هذه الأيام تعمل الفيضانات عملها في السودان فهل نعلق دمار الفيضانات على الإنقاذ ونجلس القرفصاء أم نساعد أهلونا وقد تكرر الفيضانات في كل عهود الحكم وعلى الأقل في أيام الإنقاذ لم نمد (قرعتنا) للآخرين وعلى فكرة أنا لست إنقاذي ولكني موضوعي وعشت في السودان كل الحقب السياسية منذ الإستعمار حتى الإنقاذ وأرجو أن تكون قد عشتها معنا لتتعرف على الفروق بينها ؟ أم نلجأ للسفارات نعلن عن معارضتنا للإنقاذ ونطاب منحنا حق اللجوء السياسي؟ فلنتأسى بأكتوبر وبأبريل حين إنتفض الشعب من تلقاء نفسه ولم يلجأ بنوه إلى الأجنبي؟!!
الراحل صلاح أحمد إبراهيم تحلل من الجهويات والإنتماءآت الضيقة وهبّ بقليله لنجدت الوطن سواء كان يحكمه البشير أو الصادق المهدي... كان همه الوطن وإخوة المواطنة وهو الديبلوماسي المحترف الذي يعرف خبايا الغرب ودسائسهم ومؤامراتهم لهذا كان إشتراكياً ولم يتلون حسب مقتضيات الأمر ...صلاح كان كبيراً وشامخاً لم يجلس يندب وينعي الوطن أو يبيعه بنعيم اللجوء السياسي وحضور دورات الأجنبي ليعلمنا فن التفاوض؟ والتفاوض مع من؟
كلنا يعلم أسرار اللعبة وقد عرضت علينافرفضنا بيع الوطن بعرضٍ زائل ... فلنتعلم الفرق بين حب الوطن والإنتماء له وبين معارضتنا لنظام حاكم ... صلاح لم يبع الوطن لهذا عاش كبيراً ومات سابقاً ... [اللهم أفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين]... شكراً أخي على المداخلة الكريمة الثرة فقد تعلمت منها شيئاً جديداً هو أن نضحي بالوطن في محنه لمجرد أننا نعارض النظام!!