السودان: عكاظ الشر البترولي الجديد

السودان: عكاظ الشر البترولي الجديد


08-24-2006, 01:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1156423964&rn=1


Post: #1
Title: السودان: عكاظ الشر البترولي الجديد
Author: Dr.Ahmed Boasch
Date: 08-24-2006, 01:52 PM
Parent: #0

لم نقل اننا بدأنا نعلق جراحنا ... جرح الهزمية وجرح الكبرياء ... منذ ان حدثونا طويلا عن وجه آخر لنا دفناه خلف ظلال الذاكرة ووطأته اقدامهم الغبراء بلا رأفة.
لم نقل انهم حدثونا وخدعونا طويلا عن الفجر يوم كانت امتنا السودانية كلها من اقصاها الى اقصاها تبحث عن لقمة عيش وهوية ضائعة وامل تعيس ....وعندما كانت فيروز تغني "رحلت في الغياب مرتين" كان جسرنا الخشبي يسبح في انهار الانتظار.... .. كانت عيوننا ترحل في مسام الوطن الكبير تبحث عن وجودها "و ستر الحال" واشارات الطريق الحمراء تسد كل المعابر والمنافذ والدروب.
كان نبت الامل ينمو سامقا كالنخيل .. لكنهم دائما يعتسفون رغبات الفرح ويبصقون على اقدامنا عندما يمدون احذيتهم اللامعة داخل صالونات ودهاليز السياسة ليرسمو الموازنة المالية الهباب ويعلنون عجزها وهو عجزهم وفشلهم الدائم ومجافاتهم للحق "وانحيازا للغبش الذين يسعون خلف رزق اليوم باليوم".
كلما فتحنا بابا لشعاع الرجاء فتحوا الف باب وباب من الاذلال والقتل الجماعي ليعصف بلهب الترجي الخفيض وساقونا كالنعاج الى بوابات الموت اللارحيم باعلانهم للزيادات في اسعار السكر و المحروقات نعم كالنعاج.
صادروا ضوء القمم في البيادر سرقوا رحيق الازاهر ومزقوا ورق المواعيد الاكيدة للحلم والانتصار.
ضاع الحلم بالحياة الرخوة بعد السلام تبدد كالدخان ذلك المشتهى النبيل وصارت بيوتنا صامتة الجدران والافواه والقلوب وتسلل وباء وطاعون غلاء المعيشة ومكابدة مايسد الرمق اليومي الى اجسادنا المتعبة الراقدة على ارصفة الفرح المهاجر والوهم الكبير وصوت المغني يعود
حنبنيه البنحلم بيه يوماتي
وطن شامخ وطن عاتي
لا بنينا حلمنا ولا الدخان" الانقاذي" اتاح لنا ان نري الشمس ولا ايدينا القصيرة تنال رضاها.
اجبرونا ان ندخل توابيتنا وننصب خيامنا فوق مقابرنا وصادروا عروقنا واطفاؤا بريق عيوننا وباعونا في مساومات الميزانيات وفرق الاسعار قبل ان يكون السودان هو "عكاظ الشر البترولي الجديد" في هذا الزمان الموبوء بالقروح والدمامل وانسدادات الطريق.
وبقي على اهل هذه الزيادات الجديدة ان يحصنوا منها الضياء فان العواصف القادمة لا ترحم اجل انها لا ترحم

احمد بوش