مـــن فيـنا الصــاح ياعبــاس ؟؟؟؟!

عباس
نشانا سويا فى تلك الجزيره المخضره دوما والوادعه والمستسلمه تماما لاحضان النيل يقسو عليها احيانا فيقتحمها كجيش غازى حاقد فيحيل منازلها الى ركام من طين ويعبث بنخيلها فينقله من خانة النبات الى خانة الجماد ويطرد اهلها الطيبين الى الضفه الاخرى بعد ان يعجزو عن التصدى له فيرفعون الرايات البيضاء ويسلمون جزيرتهم للمغتصب وينسحبون فى انكسار
ويحنو عليها فى اغلب الاحيان فيعوضها عن ايام غضبه فتخضر وتغرد طيورها وتنتج بساتينها الفواكه والخضروات وتفيض حتى يصل خيرها للعاصمه ...ويتبارى اهلها فى زراعة المزيد من شتل النخيل الذى يزيدها خضره وجمالا فتتغنى قماريهابذلك الصوت المتفردفى كل صبح والذى يترجمه اهلنا بانها تقول (احمد الله) كان للصباح طعم آخر فى جزيرتنا........

ونواصل

كان الصبح يبدأ بصوت المؤذن فى الجامع الذى يواجه بيتنا والذى ونحن فى المنزل نشاهد كل مايجرى فيه فلم يكن فى بيتنا حوش مبنى كان حوشنا عباره عن شوك يحيط بالبيت وله فتحه فى مثابة الباب مجازا وكنت بعد الاذان استمتع باصوات القمارى والطيور وبعدها اسمع حركة خالتى تتوجه نحو المراح فهناك وفى داخل بيتنا ركن خاص نربى فيه البهائم واسمع مخاطبة خالتى لبهائمه فهى تسميهم وتتحدث معهم (انت يالحميره الله يضرك) (والزريقه خلاص خرزتى نقطة لبن مافيك ) (وانت ياكبش سمنت خلاص وعجبتك نفسك بقيت تطلق الحبل ) (شوف العتود ود الحرام دا...) ويتواصل حوار خالتى مع بهائمها وهى تحلب .......

نواصل

السنجك

بعدها نستمتع بالشاى المقنن شاى بلبن النعاج التخين وونسة الصباح والشاى كبايتيت وتلاته ومرات اربعه (بلبن اسكت كب) وكنت افتقد ابى فى هذه الجلسه العائليه الحلوه ...فقد سافر ابى لبلاد فوق وبلاد فوق تبدأ من عطبره وانت متجه جنوبا وتطلق على المدن اما الجزيره فيطلق عليها الصعيد فقد كان الطيانه عندنا يذهبون للصعيد لعدة شهور وياتوت محملين مثل المغتربين ليقضوا الشهور ثم يغادرون مره اخرى وهناك مجموعات هاجرت لتعمل فى الحكومه فى السكه الحديد والبوليس وغيرها وكان هؤلا ء مميزين فالشرطى بهندامه الرسمى وسلطته ودائما مايجى البلد لابس رسمى تذكيرا بالسلطه والميرى الذى يتمرمق فيه ...كان للوظيفه قيمتها ...وكان ابى من الذين سافروا فوق وكنت اتذكره كثيرا بطوله الفاره وحديثه الذى اصبح فيه لكنه مختلفه عن حيث ناس البلد وملابسه النظيفه مقارنه بالترابله


ونواصل

السنجك

وكانت الونسه حول الشاى تتركز حول البلد ومايجرى فيها والبهائم والزراعه وقد يتمدد للمنطق اللصيقه ببلدنا ..... وبعد يذهب الاهل نحو الجروف والبعض يحضر المويه للبحر واذهب للخلوه حيث كنت القاك ياعباس فى خلوة شيخنا حيث نقرأ ونكتب فى اللوح ..وكان شيخنا رجل طيب لايضرب وكان اذا غضب من احدنا كان يقول له يامسينيح .... وكنا نقرأ القرآن واللغه العربيه بيجا بالف وبيجى بياء ... وبعد ان ننتهى من الخلوه ياعباس لو تذكر كنا نلعب سويا ونذهب لنعوم فى البحر رغم تحذيرات الاهل ...
ونواصل



السنجك