زهير السراج : رد على الصندوق القومي لرعاية الطلاب حول قضية إنهيار سقف داخلية الفردوس بالفاشر

رد على الصندوق!!

زهير السراج

[email protected]


* في تاريخ القضاء الإنجليزي العريق سابقة قضائية لطبيب سوداني معروف داكن البشرة، متزوج من انجليزية بيضاء، توفي في مستشفى لندني كبير بسبب نزيف في الحلق تسرب منه الدم الي الرئتين وتسبب في اختناق وموت الطبيب اثناء خلوده للنوم في غرفته بالمستشفى، بعد وقت قليل من خضوعه لعملية جراحية لاستئصال اللوزتين، فرفعت زوجة الطبيب دعوى قضائية تتهم فيها المستشفى بالإهمال وتطالب بتعويض مالي، ودفع المستشفى التهمة عن نفسه بأن النزيف وارد في مثل هذه العمليات، ولكن يتم انقاذ معظم المرضى بملاحظة تغير لون البشرة الى الأزرق الداكن، ومن ثم اجراء الإسعافات اللازمة، وبما ان الطبيب السوداني داكن البشرة، لم يتسن للمرضة المكلفة بمراقبته ملاحظة تغير لون البشرة، فتسبب النزيف في اختناقه وموته بدون ان تشعر به!
*محامي الزوجة اعتبر هذا الدفاع اقوى دليل على اهمال المستشفى وطالب بإدانتها ودفع التعويض، فوافقته المحكمة الرأي، وأدانت المستشفى وحكمت لزوجة الطبيب السوداني بتعويض مالي كبير! * يتلخص رد محامي الزوجة على دفاع المستشفى في حجة بسيطة ولكنها ذكية ومقنعة، وهي بما ان المستشفى كانت تعرف سلفاً ان النزيف يمكن ان يحدث (احياناً) في مثل تلك العمليات الجراحية ويؤدي لحدوث الاختناق، ومن ثم الوفاة، وبما ان الطبيب السوداني داكن البشرة، مما لا تسهل ملاحظة اعراض الاختناق عليه، كان الأوجب على المستشفى ان تعطي هذا المريض عناية اكبر، ومراقبة افضل، حتى اذا حدث النزيف وتسبب في الاختناق امكن انقاذ حياته وليس العكس.. بالتحجج بلون بشرته الداكن، لتبرير عدم ملاحظة اعراض الاختناق عليه، مما ادى لموته!
*وقائع تلك القضية حدثت في سبعينيات القرن الماضي، وهي موجودة في المكتبة القضائية الإنجليزية!!
* يأتي الآن الصندوق القومي للطلاب بعد مرور اكثر من ست وثلاثين عاماً.. ليبرر (بطء) استجابته لبلاغ طالبات (داخلية الفردوس) بمدينة الفاشر، عن عدم ثبات (سقف الداخلية).. بأن (التلف) الذي ابلغ عنه بسيط.. يحتاج اصلاحه الى (بضعة الواح زنك وست زوايا، بوصة وثلاثة كيلو مسامير)!!.
*هذه هي العقلية التي تعاملت بها ادارة الصندوق القومي لرعاية الطلاب بالفاشر مع البلاغ بوجود تلف في سقف الداخلية.. فإذا كان اصلاح التلف يحتاج الى عشرات الملايين من الدينارات.. كانت الاستجابة سريعة، اما اذا كان اصلاح التلف يحتاج الى (بضعة الواح زنك وست زوايا وثلاثة كيلو مسامير).. فلا يهتم احد حتى يطير السقف، ويسقط الطوب على رؤوس ثلاثمائة وخمسين طالبة، فيبث الرعب والفزع في قلوبهن في ليلة ممطرة ويصيب بعضهن بكسور وجروح متنوعة..!! هذه (اولاً).
*ثانياً.. اعترف الصندوق بأن البلاغ كان قبل سقوط الأمطار!! اذن، فالأمطار والزوابع لم تتسبب في انهيار السقف وسقوط الطوب فما هو السبب؟! اليس هو الإهمال؟!..
*ثالثاً.. اعترف الصندوق بأن تكلفة الصيانة لمدرسة الفاشر الثانوية والمدرسة الفنية قبل تحويلهما إلى داخلية.. كانت اكثر من مائة مليون جنيه، اي انها لم تكن صيانة بسيطة، وإلا لما كلفت هذا المبلغ الضخم قبل حوالي اربعة اعوام.. فلماذا سقط السقف اذن اذا كانت تكلفة الصيانة بمثل هذه الضخامة؟.. ام ان هذا المبلغ في ادبيات وميزانيات الصندوق ليس كبيراً؟!.
* يدعونا هذا بالتأكيد للتنقيب في ميزانية الصندوق للأعوام السابقة.. او مراجعة معرفتنا بلغة الأرقام.. ايهما اسهل وأدعى للاطمئنان على اموال الشعب!!.
www.alsudani.info