التكنولوجيا إلى الإيمان أم الإلحاد ؟

التكنولوجيا إلى الإيمان أم الإلحاد ؟


08-17-2006, 01:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1155775356&rn=1


Post: #1
Title: التكنولوجيا إلى الإيمان أم الإلحاد ؟
Author: عبدالماجد موسى
Date: 08-17-2006, 01:42 AM
Parent: #0

التكنولوجيا إلى الإيمان أم الإلحاد ؟

إتضح أن أهل مكة ليسو أدرى بشعابها ولا يحزنون وإلا لآمنوا برسولنا الكريم محمد ( ص ) يوم بعثه الله تعالى من بين ظهرانيهم رسولا نبيا ، إن نعمة الإيمان بالله لا تعادلها نعمة أو تضاهيها سوى النتيجة الحتمية لها وهى دخول الجنة يوم القيامة والبعد عن النار .
( أم من يأتى آمناً يوم القيامة )
( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )
( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )
فكل هذه الآيات لم تهدهم إلى الله سبيلا ، وصدق القائل :
( إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )
نحن لم نر الله ولا رسوله ولا أحد الأنبياء أو الصحابة أو التابعين ولكنا بفضل ٍ من الله آمنا به وبرسوله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر دون أن يضع أحد السيف على رقابنا ونؤمن كارهين ومرغمين أو تؤلف قلوبنا بحفنة من الدولارات ، ونسأله جل وعلا أن يثبت إيماننا ليوم لقاه .
عندما بُعث الرسول الكريم محمد ( ص ) بمعجزته الكبرى القران الكريم سخر منه عتاة الكفر والشرك فى مكة وإتهموه بالكذب وممارسة السحر وحاولوا ثنيه عن رسالته بترغيبه بالمال والسلطان والجاه وعندما أعيتهم الحيلة دبروا لقتله بمكر ٍ وخسة ولكن الله أبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، فالقران الكريم ذكر أشياءً غيبية حدثت ولا زالت وستحدث مستقبلا فأدهشهم وشل تفكيرهم وهم المنهمكون والمنقادون للذاتهم ولهوهم وشركهم ، فخاطب عقولهم التى باعوها للشيطان طائعين وناشدهم لإعمال العقل والبصر والبصيرة ولكنهم أصروا على العناد والكفر وأخذتهم العزة بالإثم فطمس الله أبصارهم وبصائرهم وتركهم فى غيهم يعمهون إلى يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون ، وقد كان القران وبما يحمله من أخبار وقصص وتشريع ونصح وإرشاد وتنبيه وتوجيه وتحذير وترهيب وترغيب وتأمل ورحمه ومغفرة وتناغم وتناسق وحقائق وبراهين وأنوار بمثابة الصدمة الحضارية لهم ولغيرهم ممن لم يؤت نعمة الإيمان ، فشككوا فى الذات الإلهية والبعث بعد الموت
وإحياء العظام وهى رميم
وكيفية رد الأرواح فى الأجساد
والنشور
وتسجيل أعمال الإنسان صغيرة كانت أو كبيرة
والجنة والنار
ولكن القران الكريم طلب من الإنسان إعمال العقل والتفكير فى خلق السموات والأرض وفى النفس وأردف ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ، وهاهو العلم القليل الذى آتانا إياه الله من تكنولوجيا نعيشها اليوم ونعايشها أثبتت أن ما كان سابع المستحيلات بالأمس من أبسط الأمور لمن عنده أبجدياتها اليوم .
هذه التكنولوجيا أو العلم القليل الذى وهبه الله للإنسان وسّعت آفاقه ومداركه وإستطاع أن يصنع أشياء عجيبة وغريبة تسهل الحياة وتجعلها أقل عناءً وتعب ، إبتداءً من السيارات والطائرات والمركبات الفضائية إلى الأقمار الإصطناعية ومروراً بالنقل الحى أو المباشر للأحداث إلى عالم الحواسيب الكبير والواسع والبقية تأتى وكل ذلك فى سنوات قليلة جداً وبالرغم من ذلك كله يقول تعالى :
وفوق كل ذى علم عليم
التكنولوجيا التى ننعم بها اليوم والتى بدأت تغزو كل صغيرة وكبيرة فى حياتنا المعاصرة ستتسارع خطواتها بصورة رهيبة ومخيفة فى السنوات القليلة القادمة ويصبح ما تم صناعته اليوم من الأشياء التى عفى عليها الزمن فى مدة وجيزة وليس عشرات السنوات كما كان فى السابق ، فقد يتم صناعة ساعة يدوية مثلاً وبها قنوات فضائية وحاسوب وكاميرا وجهاز ـ دى فى دى ـ وهاى فاى ـ ونافيقيتر ، أو صناعة نوع من المصابيح الكهربائية التى يمكن أن تضيئها أو تطفئها بواسطة الريموت كنترول بعد أن يداهمك النوم وأنت تشاهد التلفاز ، أو قد يأتنا من عنده علم من التكنولوجيا أوعلم من كتاب التكنولوجيا بشىءٍ من مكان بعيد كما فعل الذى عنده علم ٌ من الكتاب بعرش بلقيس سابقاً ولكنى أعتقد أن كل ذلك ممكن الحدوث فى يوم ٍ ما .
وقد تتغير المشاعر الإنسانية أيضاً فبدل أن توصف حرارة الأشواق للأحباب برسالة رقيقة تبث فيها لوعة المشاعر ومعناتها يمكن أن تتحول إلى إرسال عشرة غيغا بايت سلام ، أو ثلاثة ميغا بايت قبلة باردة ، أو كتابة لمحت الحبيب 20×10 بيكسل ، أو ربما يكتشف العقل البشرى جزءً من علم الله ويجرى عملية ( داون لود ) للمعلومات كما يفعلها الحاسوب ويصبح موضوع الدراسة والمدارس والجامعات وما بعدها فى خبر كان .
ترى هذه التكنولوجيا هل تؤدى بالإنسان إلى الإيمان بالله وزيادته أم إلى الكفر بالله وبنعمته ، وقال تعالى :
( سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد )
( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )

آمين