Post: #1
Title: السمندل ملك النهار .. الفراشة ملكة الليل !!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 08-17-2006, 01:13 AM
السمندل ملك النهار .. الفراشة ملكة الليل محمد عبد الحي شهد السودان منذ أواخر الخمسينات ـ أي في سنوات استقلاله الأولى ـ ازدهاراً ثقافياً وفنياً بلغ أوجه في أعقاب ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1964 على حكم العسكر، امتد زخمه حتى أواخر السبعينات، عندما بدأت هجرة العقول بسبب الضائقة السياسية والاقتصادية التي حلت بالبلاد على يد العسكر مجددا. وشهدت بداية الستينات، في ما شهدت، مولد تيار ثقافي عميق راح يبحث في مسألة الهوية السودانية وانتمائها الى العنصرين العربي والأفريقي في الآن نفسه. ولهذا فقد أطلق عليه اسم «الغابة والصحراء»: الغابة رمزا للأفريقية والصحراء رمزا للعروبة. وقد تجلى هذا التيار بشكل خاص في مجالين هما الشعر والفن التشكيلي. فكنت ترى المسبحة ملتفة بالقناع الأفريقي الأبنوسي في لوحة ما. وكنت تقرأ في قصيدة ما: « ـ بدوي أنت؟ ـ لا. ـ من بلاد الزنج؟ ـ لا.. .. أنا منكم. تائه عاد يغني بلسان ويصلي بلسان». هذه الأبيات للشاعر محمد عبد الحي في قصيدته شبه الملحمية «العودة الى سِنّار»، التي خصصها بأكملها للبحث في الهوية السودانية مثلما فعل في دواوين أخرى عدة، وصار بذلك من أكبر الأعمدة التي قام عليها مفهوم الغابة والصحراء. في حياته القصيرة (11 يناير (كانون الثاني) 1944 ـ 23 أغسطس (آب) 1989) نشر عبد الحي خمسة دواوين شعرية هي: «العودة الى سنار» و«معلقة الإشارات» و«السمندل يغني» و«حديقة الورد الأخيرة» و«زمن العنف»، إضافة إلى عدد من الكتب النقدية بالانجليزية أهمها «الاسطورة الاغريقية في الشعر العربي المعاصر» ـ دراسة في الادب المقارن ـ و«أقنعة القبيلة» ـ دراسة في الشعر الافريقي الحديث , و«شعراء انجليز في العربية»، و«صراع وهوية» و«في الأدب المقارن»، إضافة الى العديد من المقالات الأدبية النقدية. نال عبد الحي، المولود في الخرطوم والمتخرج في جامعتها، الماجستير في الأدب الانجليزي من جامعة ليدز والدكتوراه في المادة نفسها من جامعة اوكسفورد. وعمل محاضرا عن الشعر الانجليزي والأدب المقارن بجامعة الخرطوم، وترأس فيها شعبتي اللغة الانجليزية والترجمة. وعام 1976 انتدب لإدارة مصلحة الثقافة السودانية ورئاسة تحرير مجلة «الثقافة». وظل من الأصوات الأدبية الندية والمهمة في مسيرة الأدب السوداني حتى مماته عام 1989. * حمل السمندل* تاجه، وأمام مملكة النهار غنّى، ففتحت المدينة، بهجة، أبراجها وتلألأت في صوته الذهبي أعلام الغبار.. من ذلك الراقص فوق المجزرة يقلق أمن المقبرة؟ أقاتل أجير أم هارب قد جاء يستجير؟ أنا السمندل يعرفني الغابر والحاضر والمستقبل مغنيا مستهترا بين مغاني العالم المندثرة وزهرة دامية في بطن أنثى في الدجى منتظرة أولد تحت شملة الظلام أفحّ كالثعبان بين عَرَق الشهوة والأحلام وفي ظهيرة الكلام.. أشرف مثل الصقر في وحشته العالية المستبشرة يختار في حكمته بين خطى الفرائس المنحدرة وكم عبرت والدروع الحمر حولي والخيول المغلمة أسوار ممفيس وطروادة والأندلس المهدمة ثم انثنيت هاربا في زي شحاذ ضرير آمن في خرق الثياب ينام في مزبلة السوق مع الكلاب أسكر في الكرخ وفي دارين أو يملأ جوفي لهب السراب.. وحين تدخل في حلمك الأخير يا سمندل ماذا تراك سوف تفعل؟ أمتد بين الطين والنجمة، بين السيف والكلمة، والزهرة والزهّار خيطا خفيا من خطوط النار.. وضع السمندل تاجه، وقميصه الناري يسطع في الغبار ومشى، خفيفا واثقا، ملكا على بلد النهار مرِحا يدور مع الفصول، ويستدير مع الثمار ويسيل في عَرَق تحدر من جباه الكادحينَ في منجم الروح الأخير يحفرون وينبشونَ عن جوهر النار الغريب، ويجمعون وينقشونَ ألواحه الخضراء في حرص بأشكال البشائر (2) الفراشة ملكة الليل في نصف ليل الروح تنطلق الفراشة من سراديب العقيق في رأسها تاج من الذهب القديم، يقودها حلم ببستان الحريق جلبابها البلور يلمع في الظلام بلا بريق من أنت يا مبهمة الأنساب والغايات؟ آخر أزهار السلالات الكريمات كيف أتيت عبر غابة الدجى المشتبكة؟ أتيت مثل ملكة توجها الظلام تعرف سر الصمت تحت قمر الكلام وكل أسرار السكون في ضجيج الحركة. أعرف كيف أستحيل عاشقة قاتلة في أول الليل تغني بهجة لجسد قتيل أعرف كيف أستحيل أفعى بوجه امرأة متوّجة ومرة حمامة سوداء فوق خوذة مضرجة أعرف كيف أستحيل في آخر الليالي تابوت بلور يضيء كالقمر في عدم الجمال وحين تدخلينَ جوهرك الثمينَ ماذا تراك سوف تفعلينَ؟ اُوحّد الطاووس والحجر والنجم والينبوع والشجر والبذرة الأولى ولحم آخر الثمار ومطلق الأرض وشكل النار والعنصر الخامس بالخمرة والمخمور والخمّار في السكرة الأخيرة والحية المسحورة بالطفل. والشحاذ بالأميرة. في نصف ليل الروح رفرفت الفراشة من سراديب العقيق وعلى رماد الورد في بستان مملكة الحريق نزعت جلابيب الدجى وتلألأت عُريانة.. لتغيب في قلب البريق السمندل: حيوان خرافي بحري بري هوائي لا يحترق بالنار * شاعر سوداني نقلا عن الشرق الاوسط 16 اغسطس 2006
|
Post: #2
Title: Re: السمندل ملك النهار .. الفراشة ملكة الليل !!
Author: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
Date: 08-17-2006, 01:31 AM
Parent: #1
يصف محمد عبد الحي الشعر بأنه: ملاك وحشي ويقول: الشعر فقر والفقر إشراق والإشراق معرفة لا تدرك إلا بين النطع والسيف
فهو مسكون بالشعر حتى أخمص قدميه.
له التحية على ما غنى أغاني العودة إلى الجذور على أطلال الممالك القديم، من مروي إلى نبتة إلى سنار إلى (أجيال العبودية)، كما يسميها محمد المكي إبراهيم. لك التحية فإن محمد عبد الحي شاعر كبير، ليت قومي يعلمون!!!!!!!!!!!!!!!!
|
Post: #3
Title: Re: السمندل ملك النهار .. الفراشة ملكة الليل !!
Author: bayan
Date: 08-17-2006, 01:55 AM
Parent: #2
الاخ فيصل سلام وتحية طيبة..
سعدت جدا بهذا المقال الذي اتمنى ان تعطيني الوصلة له. لاني اجمع كل ما كتب عنه..
والتحية للشاعر السوداني العظيم محمد عبدالحي... الذي سيصادف يوم 23 اغسطس الذكرى السنوية السابعة عشر.. لرحيله المبكر عليه الرحمة..
وافيدك علما اننا سنقوم باحياء ذكراه هنا بنشر قصائده والمقالات عنه... نتمنى انت وضيوفك المشاركة..
|
Post: #4
Title: Re: السمندل ملك النهار .. الفراشة ملكة الليل !!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 08-20-2006, 01:02 AM
Parent: #3
http://www.asharqalawsat.com/ الزميلة المحترمه : بيان تحياتي : اعلاه رابط جريدة الشرق الاوسط وعند مطالعة الصفحة الاولى عليك بالنقر على المنتدى الثقافي على اليسار وستجدين السمندل اخر موضوع . وفقك الله .
|
|