Post: #1
Title: دليل المسلم الحزين..إهداء للصديقة ميسون والصديق صبري الشريف، وإلى جميع من استمسك بالحوار.
Author: nadus2000
Date: 08-16-2006, 07:38 AM
إلى الصديقة ميسون النجومي وإلى الصديق صبري الشريف وإلى الصديق كمال عباس وإلى الغائب الحاضر سلطان وإلى جميع من استمسك بالحوار والجدل كوسيلة لنشر افكاره، أولئك الذين يملكون القدرة على احترام اختلافنا معهم، والى الذين بسطوا الحوار لا القمع الموضوعية لا الشخصنة. وأهديه أهديه لمن هو خارج هذه دائرة المذكورين أعلاه مصحوباً بدعواتنا لهم بالهداية.

|
Post: #2
Title: Re: دليل المسلم الحزين..إهداء للصديقة ميسون والصديق صبري الشريف، وإلى جميع من استمسك بالحوار.
Author: nadus2000
Date: 08-16-2006, 09:41 AM
Parent: #1
البعض يرى في الغلام رجلاً لم يكتمل، والبعض ـ كالشاعر وردز ورث ـ يراه أبًا للرجل. والقليلون هم الذين يرونه إنسانًا في حد ذاته.
و"دليل المسلم الحزين" كهذا الغلام؛ هو أول كتاب لي تلته كتابات لقيت حماسًا هنا، واستهجانًا هناك؛ فانعكس عليه هذا الاستحسان وذلك الاستهجان وصفه المتحمسون لكتاباتي التالية بأنه حذر أكثر مما ينبغي، وليس به نفس القدر من الجرأة الملموسة فيما سطرته بعده، وأمَّا مَنْ أعجبهم الكتاب وقت صدوره، ثم أثارت كتاباتي التالية ثائرتهم، فما عادوا يمتدحون الكتاب، بل وندم مَنْ كان منهم من النقاد أو الكُتَّاب على ما سطروه من ثناء عليه عند نشره، ومنهم مَنْ اعتذر في الصحف عن صدور الثناء منه، واعترف بأنه كان مخدوعًا فيه، وأنه كان الأولى به أن يتبين في ذلك الكتاب إرهاصًا بما هو آتٍ، وبذور الابتداع وطلائع الفتنة.
ثم فريق ثالث من الناس هم اليوم عند رأيهم في الكتاب وقت صدوره.
ومنهم مؤلفه الذي لا يرى فارقًا بين "دليل المسلم الحزين" وما تلاه. أكثر من الفارق بين الخطوة الأولى والخطوة الثانية في نفس الاتجاه.
* * *
في قديم الزمان،كان البحارة متى أحدقت بسفينتهم المتاعب، وأسقط في يد الربان إذ يرى اضطراب البحر وصخب الأمواج والريح، هتفوا صائحين: "لابد أن ثمة جثة قد أخفيت في أحد صناديق البضائع المشحونة على ظهر السفينة"! ثم إذا بهم يشرعون في البحث عنها للتخلص منها؛ مؤمنين بأنها سبب محنتهم، وبأن التخلص منها بإلقائها في البحر كفيل بأن يرفع عنهم ما حلَّ بهم من بلاء ولعنة.
وقد بدا لي منذ سنوات أن أحذو حذو هؤلاء ـ وقد عصفت بأقطار العالم الإسلامي الرياح، واضطربت الأمور واختلت الأوضاع ـ فأبحث عن الجثة المسئولة في حمولة السفينة، وبالرغم من أن البحث كشف عن عدة جثث لا جثة واحدة. فإن إحداها كانت قد بلغت من الضخامة والتعفن درجة لم تدع عندي مجالاً للشك في أنها المسئولة الأولى عما أصاب سفينة العالم الإسلامي من نقمة؛ ألا وهي استعداد أبناء الأمة لتمكين يد الماضي الميتة من أن تقبض على أعناقهم، وتمسك بخناقهم، وأن تتحكم قيم هذا الماضي ومعتقداته في حاضرهم ومستقبلهم. كذلك بدا لي أنه على ضوء اتساع المعارف وتقدم العلوم، وتزايد الصلات بين أقطار الدنيا وأتباع الديانات والمذاهب المختلفة، قد أضحى الواجب الأول على علماء المسلمين في عصرنا هذا، كما على علماء الأديان الأخرى، أن يتصدوا لمهمة بيان الأساسيات والجوهري من تراثهم الديني، وتخليصها من كافة الشوائب وما علق بها عبر القرون من إضافات غير أساسية، وغير جوهرية.
إننا نجابه الآن من التحديات الجسيمة التي تهدد كياننا ذاته، والتي تثير التساؤل حول حقنا في البقاء، ما يجعل من مهمة فصل الجوهري الخالد الصالح لكل زمان ومكان، عن العرضي الزائل الذي يثقل كاهلنا، ويقيد خطواتنا، ويعمينا عن الطريق، مهمة حيوية، ما لم ننهض بها نكون قد خنا الأمانة، وتنكرنا لواجبنا تجاه ديننا.
أدركت وقتها أن الكثير مما نخاله من الدين هو من نتاج اعتبارات تاريخية واجتماعية معينة، ومن إضافات بشر من حقب متعاقبة، وأنه قد كان من شأن هذه الاعتبارات والإضافات أن أسدلت حجابًا كثيفًا على جوهر الدين وحقائقه الأساسية الخالدة، كما أدركت أن الدين لا ينشأ في فراغ، وإنما يظهر في مجتمع معين وزمن معين، فتتلوَّن تعاليمه بالضرورة بظروف ذلك المجتمع ومقتضيات ذلك الزمان وتراعيها. فالدين حقيقة مطلقة وردت في إطار تاريخي، وظهرت في بيئة اجتماعية انعكست معالمها عليه، وذلك من أجل أن يلقى القبول، ويحظى بفهم الغالبية، ويضمن الانتشار، ليس هذا فحسب، وإنما يمرُّ الدين بعد ذلك بحقب تاريخية متتالية، وينتشر في مجتمعات متباينة؛ فيتراكم عليه المزيد فالمزيد مما هو محلي محض، وعارض مؤقت، ناهيك عما يخضع له من تأثيرات أجنبية، حضارية كانت أم دينية، هي غريبة عليه. وبوسع العالم المؤرخ أن يرد كل هذه التراكمات إلى مصادرها وزمنها، وأن يفرق بين الأصلي والدخيل، بل أن يبين ما كان في الأصلي نفسه من تعاليم راعت ظروف المجتمع الذي ظهر فيه الدين أول ما ظهر، وظروف العصر، والمستوى الذهني والروحي والخلقي عند أهله، كما بوسعه أن يثبت أن هذا الدخيل وهذه التراكمات والتعاليم المحلية العارضة، هي من صنع التطوُّر التاريخي، وليست من صميم الدين ولا صلة لها بجوهره.
إنه كما يستحيل على المرء أن يحمل الماء إلا في إناء، أو يحتفظ بعنصر كيميائي غازي إلا إن خلطه بعنصر غريب يحوله إلى أقراص صلبة، فإن الرسالة الدينية بحقائقها العالمية والخالدة لا يمكن إلا أن تبلغ لمجتمع معين في حقبة تاريخية محددة؛ وهو ما يجعل من المحتم أن تدفع الرسالة ثمن ذلك في صورة الدخيل المؤقت، العارض المحلي، غير الجوهري وغير الأساسي. فلو أن الرسالة الخالدة لم تراعِ جهاز الاستقبال لدى مَنْ تسعى إلى مخاطبته والوصول إليه لضاعت في الأثير واستحال التقاطها، أمَّا ضمان التقاطها واستقبالها فيقتضي تغليف الرسالة بما ليس من صلبها، وترجمة المحتوى العالمي الخالد إلى لهجة محلية، ومراعاة غلظ الأذهان، وضعف المستوى الثقافي والحضاري، والتشبث العنيد بالمفاهيم المو######## والتقاليد، فإن أصرت الرسالة على أن تحتفظ بنقائها فلا تتلوَّن بالظروف المحلية والتاريخية لضاعت هدرًا ولم يقبلها أحد، ولو أن الرسالة تلوَّنت عند تبليغها بالمحلي التاريخي، ثم أصرَّت بعد ذلك على البقاء على ما هي عليه رغم انتشارها إلى بيئات اجتماعية جديدة، ومرور الحقب التاريخية عليها، وأبت أن تتشكل بظروف تلك البيئات الجديدة، ومقتضيات العصر تلو العصر، لاستحال عليها أن تلبي الاحتياجات الروحية لأهل المجتمعات والعصور الجديدة بنفس الفعالية التي لبَّت بها احتياجات أهل المجتمع والعصر اللذين جاءت الرسالة فيهما، فإن أصرَّ أهل المجتمعات والعصور الجديدة على التمسك بشكل الرسالة كما قبلها أهل المجتمع القديم والعصر القديم، كان من المؤكد أن تصبح الرسالة قيدًا ثقيلاً يشلُّ قدرتهم على التطوُّر والتقدُّم في مضمار الحضارة والعلوم، وعائقًا خطيرًا دون انتشار الدين في البقاع التي لم يصل إليها.
ذاك ما توصلت إلى استيعابه وقت الشروع في كتابة "دليل المسلم الحزين"، وذاك ما واصلت الحديث فيه في كتاباتي الإسلامية اللاحقة، لا فارق بين هذا وتلك غير بعض الحدة والعنف في الحديث عن جماعات تتعزز قوتها بمرور الأيام، لم يرضها مدى تمكن الماضي من أنفسنا، وأصرَّت على أن تكون لهذا الماضي الهيمنة الكاملة على سلوكنا ومعتقداتنا ومقدراتنا، قاصرة حق التفكير على الأموات، وآبية على نفسها وعلى الغير حق التجديد والابتداع.
وقد لامني البعض على هذا الموقف "بالغ القسوة" من هذه الجماعات.. دون أدنى محاولة لفهم البواعث الكامنة وراء فكرها وسلوكها.. واستشهد بقولة مدام دوستال الشهيرة: "إن فهم كل شيء يؤدي إلى العفو عن كل شيء"..
وكنت أجيبه بقولي إنني وإن كنت راغبًا في فهم البواعث، فلا أنا بالراغب في العفو ولا بالمؤمن بضرورته ولا بالقادر عليه. فكيف يسعني أن أصفح وأغتفر إذ أرى فريقًا قويًا من متخلفي العقول، يقودهم أفراد من المرتزقة الخبثاء أو من المجانين، يسعى في نجاح إلى الرجوع بالأمة الإسلامية مئات السنين إلى الوراء، وإلى وأد كل فكر حر، وكل بحث مخلص عن الحقيقة، وكل محاولة جادة لربط أقطارنا المتخلفة بواقع العصر الذي نعيش فيه، ومقتضيات الحياة والسلوك في القرن العشرين؟ وهل كان من المغتفر يا تُرَى أن يغفر الناس جرائم النازية أو جرائم التتر، أو جرائم الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، أو جرائم الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية وفيتنام، نتيجة "فهم البواعث الكامنة وراء ذلك الفكر أو هذا السلوك"؟.
الاغتفار هنا ـ في رأيي ـ حماقة ترقى إلى مستوى الجريمة، وكذا سكوت مثقفينا وإحجامهم عن التصدي لخطر هذه الجماعات المتطرفة وهم يرونها تعبث بمقدرات أمتنا، وتدفعها دفعًا إلى الهاوية، وإلى أبغض صور الفاشية وأظلمها.
|
Post: #3
Title: Re: دليل المسلم الحزين..إهداء للصديقة ميسون والصديق صبري الشريف، وإلى جميع من استمسك بالحوار.
Author: EMU إيمو
Date: 08-16-2006, 10:24 AM
Parent: #1
نادوس لك سلامي لا أدري لسوء أو لحسن أن يوصلنا قطار القدر إلى محطة الحق الضائع زمن تجد فيه جثث البشر واللابشر في جزارة الشوارع زمن لا يعرف فيه مقتول من قتله ومتى قتله زمن كثرة فيه الذئاب التي تشتهي لحم الفريسة
|
Post: #4
Title: Re: دليل المسلم الحزين..إهداء للصديقة ميسون والصديق صبري الشريف، وإلى جميع من استمسك بالحوار.
Author: Sabri Elshareef
Date: 08-16-2006, 05:00 PM
Parent: #1
الاخ الاكبر / عبد الجليل
لك تحياتي ولليلي والعيال
اشكرك كثيرا ولابد من فتح كوه في هذا الديس المهضلم
سنين ونتمني ان نتمتع بالبصر والبصيرة لن ندخل ميدان المدنية
الا باحترام وجهات النظر المختلفة ةاستقرار الديمقراطية هو المخرج
وفصل الدين عن الدولة يساعد في اتساع الرؤي والاتفاق في جميع
انحاء الكون لان لكل مذهيه ولكل فكره .
ازدياد ظاهرة الهوس الديني تحتاج الي وقفة قوية لمساعدة المتطرف وانفسنا
تغيير المناهج التي ادت للنطرف اهم ما يمكن الضغط لكي يصبح امرا واقعا
لقد ارهقنا الوعي والوعي الزائف
دمت صديقا واخا اعتز بمعرفته وارشادي الي ما انا عليه كلنا نعتز بان
الخطوات هذه يفصل الله وفضلكم
|
Post: #5
Title: Re: دليل المسلم الحزين..إهداء للصديقة ميسون والصديق صبري الشريف، وإلى جميع من استمسك بالحوار.
Author: Sabri Elshareef
Date: 08-18-2006, 07:06 PM
Parent: #1
وكنت أجيبه بقولي إنني وإن كنت راغبًا في فهم البواعث، فلا أنا بالراغب في العفو ولا بالمؤمن بضرورته ولا بالقادر عليه. فكيف يسعني أن أصفح وأغتفر إذ أرى فريقًا قويًا من متخلفي العقول، يقودهم أفراد من المرتزقة الخبثاء أو من المجانين، يسعى في نجاح إلى الرجوع بالأمة الإسلامية مئات السنين إلى الوراء، وإلى وأد كل فكر حر، وكل بحث مخلص عن الحقيقة، وكل محاولة جادة لربط أقطارنا المتخلفة بواقع العصر الذي نعيش فيه، ومقتضيات الحياة والسلوك في القرن العشرين؟
المفكر حسين احمد امين مفكر اسهم في ترقية وعينا
لك عبد الجليل وله الوقفة والتجلة
|
Post: #6
Title: Re: دليل المسلم الحزين..إهداء للصديقة ميسون والصديق صبري الشريف، وإلى جميع من استمسك بالحوار.
Author: kamalabas
Date: 08-18-2006, 07:17 PM
Parent: #1
شكرا نادوس وأرجو أن تجد وقتا لتتطلع علي هذا الخيط ففيه وما أنتهي عليه ضلع اعوج ودين ناقص واثنتان تعدلان واحد!!!!!!!!!!!!! كمال
|
|