أميريكا وإسرائيل لا تحسنان القراءة !

أميريكا وإسرائيل لا تحسنان القراءة !


08-14-2006, 09:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1155542872&rn=0


Post: #1
Title: أميريكا وإسرائيل لا تحسنان القراءة !
Author: عبدالماجد موسى
Date: 08-14-2006, 09:07 AM

أميريكا وإسرائيل لا تحسنان القراءة !

يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تحسنان قراءة التاريخ ولا المنطقة والأحداث ولا حتى نفسيهما وإلا لفكرا وأعادا التفكير وأعملاه جيداً قبل التهور الذى إرتكباه فى هذه المغامرة الغير محسوبة وغير عقلانية ولا تستند على منطق وإلا كيف يبرر الرئيس الأميريكى بوش بأن أسر الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله هو سبب العنف كما قال ، ثم يعطى الأخيرة ضوءً شديد الإخضرار عندما زارت رايس المنطقة وتناست تفجر الدماء فى العراق وإختناق الفلسطينيين وإحتضار أفغانستان والكارثة الموقوتة فى إيران وسوريا .
فمنذ بداية الحرب هددت إسرائيل بإرجاع لبنان إلى عشرين عاماً خلت وقبـِل حزب الله التحدى ورد بأن لبنان الأمس ليس هو لبنان اليوم وهاهى النتيجة بعد شهر من القصف والتدمير الطائش والعشوائى بالدبابات والصورايخ والبوارج والقوات البرية والقوات المنزلة لم تستطع إسرائيل المكوث فى شريط ضيق مطمئنة لمدة أربع وعشرين ساعة وبدعم أميريكى ناهيك عن إحتلال الجنوب أو رد الجنديين المأسورين من قبل حزب الله بل وربما تؤدى هذه المغامرة الغير محسوبة من أولمرت ووزير دفاعه إلى سقوطهم فى أول منحنى إنتخابى بعد أن تضع الحرب أوزارها ويتم جرد الحساب .
إتضح مما تقوم به الولايات المتحدة من مساندتها لإسرائيل والأنظمة القمعية فى الوطن العربى وغيره أنها لا تحب الديمقراطية ولا تريدها على الأقل خارج حدودها لأنها تعلم تمام العلم أن هذه الشعوب إن وجدت الديمقراطية الحقة هى الأقدر على تحجيمها وإعادتها إلى صوابها وإعادة التوازن بكل أشكاله على الإطلاق .
فالولايات المتحدة وبما تمارسه من حسابات الربح والخسارة سواء فى المنطقة العربية أو فى مناطق أخرى تدفع الأطراف الأخرى المناهضة لسياساتها وغطرستها لإنشاء تنظيمات متحدة مع بعضها البعض وبذا يصبح الأمر أكثر خطورة وتعقيدا .
لا أدرى هل تستغل أميريكا إسرائيل لتصرف النظر ولو مؤقتاً على فشلها المزرى فى العراق وفشل الحكومة التى عينتها والتى إتضح أنها لا تستطيع جلب الأمن لنفسها ناهيك عن الشعب العراقى ، أم أن إسرائيل هى التى تستغل أميريكا لإرتكاب مزيد ٍ من القتل والتشريد وشد الحبل حول رقاب الفلسطينيين والتى إتضح لها أنهم يبعثون فى كل يوم ٍ مرة أو مرتين أم أنهما يستغلان العالم العربى والإسلامى لفرض ما يريدون على أن تتغاضى هى عما يحدث داخل تلك الدول من إنتهاكات وقمع وفساد وديكتاتورية .
أما الدول الغربية لا تستطيع أن تنبس ببنت شفة فى وجه إسرائيل إلا وتخرسها الأخيرة بأنكم آمنون فى بلادكم ونحن نواجه الإرهاب من كل الأطراف فى كل يوم وساعة ثم تصفعهم بقضية الهولوكوست وتكيل لهم الإتهامات من كل حدبٍ وصوب على أنهم صمتوا وغضوا الطرف عندما كانت النازية تمارس إبادتها عليهم وتلقى باللوم والمسؤولية التأريخية والأخلاقية والجنائية عليهم وتحاصرهم بأنهم ضد السامية وأمام هذه التهم تنصرف الدول أو الدولة عن الموضوع وكأنها تقر بجرمها وجرم أجدادها فى الأمر ، فى حين أن ليبيا العظمى لم تستطع أخذ فلس واحد من الإيطاليين على عيون الليبيين التى فقعوها عندما كانوا يستعمرون بلادهم .
إن المنطق الأمروإسرائيلى الذى تمارسه الدولتان فى المنطقة العربية غريب جداً ولا يمكن أن يستمر لأن منطق التاريخ يقول ذلك ، ويجب عليهما أن ترعويا وتعودا إلى رشديهما من قبل أن يفلت الأمر ، فهذا الكبت والإحتقان الذى مُورس على الشعوب من قِـبل حكامها أولاً والولايات المتحدة وإسرائيل ثانياً سيولد و بمرور الزمن قوة مضادة لا قِبل للجميع بالوقوف فى وجهها إبتداءً من الحكام العرب و مروراً بإسرائيل وإنتهاءً بأميريكا .