الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا

الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا


08-13-2006, 04:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1155481932&rn=4


Post: #1
Title: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: سعدية عبد الرحيم الخليفة
Date: 08-13-2006, 04:12 PM
Parent: #0




الصراع العربى الأسرائيلى
الحزب فى مواجهة الدولة
أحمد محمود/امريـــكا


تبدو هذه اللحظة فى التاريخ العربى لحظة ذات دلالات عميقة ستؤدى الى تحولات جوهرية حول مفهوم القوى وطبيعة هذا الصراع الممتد منذ الأربيعينيات بين العرب واسرائيل. ( فالدولة) الأسرائلية منذ نشأتها استندت على رؤية الغرب فى تعميق التجزئة فى هذه المنطقة ومن ثم تحوير الأستعمار من طبيعته التقليدية للأستعمار بالوكالة، اى الدولة الوظيفية لتمرير خطط الغرب من خلال الدور الذى تقوم به اسرائيل. والمفارق هنا ان الغرب الذى قطع شوطا طويلا فى تأسيس المفهوم العلمانى وتطبيقاته يقف وراء دولة ذات بنية دينية تقوم على محو الآخر وممارسة الأرهاب عليه. على صعيد آخر فأن عوامل التجزئة داخل نطاق الأمة العربية عديدة ومن اهمها النعرات القبلية والطائفية والقطرية النامية من خلال انظمة التخلف وهى مجالات اشتغل عليها الأستعمار اولا وعمقتها الأنظمة القطرية. ولقد كانت المواجهة ضد( الدولة) الأسرائلية منذ قيامها هى قضية العرب جميعا لما تمثله هذه الدولة من تهديدات لمصير هذه المنطقة، وهذا يؤشر على ان هذه المنطقة تستهدف كمجال حيوى بغض النظر عن طبيعة الواقع القطرى ، وكذا ورغم التشخيص المذكور سابقا حول عوامل التجزئة الا ان وجود اسرائيل قد خلق هذه الوحدة النفسية لدى جميع العرب . ولقد لعب التيار القومى العربى دورا حيويا فى مواجهة هذه الدولة الأسرائلية برغم الأخفاقات العديدة التى قابلت هذا التيار من خلال التآمر الغربى الداعم لأسرائيل ولهذا فأن الحرب ضد العراق تصب فى الأتجاه الداعم لوجود هذه الدولة والتخلص من كل الأنظمة ذات الألتزام التاريخى تجاه القضية الفلسطينية والقضابا القومية عموما. ولقد سعى الغرب وفى أحوال كثيرة على دعم التيار الدينى من اجل فلسفة تنطلق من زاوية ان التيار الدينى يمكن ان يستغل ضد مفهوم الوحدة العربية ومن ثم يمكن ادغامه فى واقع التجزئة. ولكن لأن الصراع هو ذو ابعاد حضارية وتاريخية فقد تحولت بعض التيارات الدينية ضد الغرب ومنظوماته وبشكل غير منظور فيما يمثله فى هذا الأطار اسامة بن لادن وجماعته حتى قضى اسامة بن لادن كقائد شعبى لدى قطاعات كثيرة وهذا يعكس الغبن المختزن فى النفس العربية ضد الغرب من خلال تبنيه المطلق لأسرائيل. وربما المفارقة التاريخية هنا ان يصعد حزب كحزب الله والذى يوجد فى اطار دولة صغيرة الحجم وعميقة الأشكالات التى تنتظمها من طائفية ومذهبيات متعددة ويكون فى اطار اكبر مجابهة تحدث بين حزب ودولة ويبدو الحزب هنا اقوى من الدولة ليس فى اطار التسليح لكن فى أطار آخر يشتغل على مفهوم الحق عندما يتجسد كقوة. وتحليل مثل هذه الظاهرة يجب ان ينظر اليه من خلال المدلولات التالية:

المدلول الأول: الصراع العربى الأسرائيلى هو صراع الجماهير العربية ضد هيمنة الآخر ومن ثم تبقى هذه الجماهير هى القادرة على تحقيق النصر النهائى من خلال استراتيجية جديدة تعرف بأستراجية الأرادة. هذه الأستراجية استخدمها العرب المسلمون الأوائل فى تحقيق انتصاراتهم التاريخية. ولهذا فأن قراءة هذا الصراع خارج هذه الأستراجية قد يصعب فهمه. وللسلاح دوره لكن الأيمان بالقضية هو الأمر الحاسم، فاسرائيل وبرغم قوتها التسلحية الهائلة مدعومة بكل قوى الغرب وامكانياته تبدو خاسرة فى هذه الحرب الجارية وعلى الصعيد العسكرى والسياسى وحتى الأخلاقى.

المدلول الثانى: الأنظمة العربية غدت أنظمة كسيحة فى مواجهة الأخطار الخارجية ولهذا برز مفهوم المقاومة كمفهوم عميق الدلالة من اجل صيانة كيان هذه الأمة. ومنظورا الى هذه المقاومة شموليا من فلسطين مرورا بالعراق ومن ثم لبنان يتجلى لنا بعدا جديدا يتناغم مع الطاقات اللا محدودة التى تختزنها هذه الأمة. فقد استطاعت المقاومة العراقية تركيع اكبر دولة فى العالم وتفعل المقاومة الفلسطينية فعلها المتواصل ليتوجها حزب الله فى معارك بطولية اذهلت العالم والدولة العبرية. وسيكون حزب الله حزبا حقيقيا اذ استمر فى مواجهته للعدو الخارجى دون التورط فى اى صراع ينشأ داخل القطر اللبنانى وهذا هو مقياس الألتزام الوطنى والقومى.

المدلول الثالث: ان الصراع ضد اسرائيل والغرب هو صراع كافة قطاعات الجماهير العربية. ولهذا فان اية اشتراطات يجب ان تسقط هنا وتبقى القضية الكبرى فوق كل القضايا بمعانيها الطائفية والحزبية ومن ثم ضرورة وحدة كل العناصر الفاعلة فى الأمة من اجل مواجهة اسرائيل والغرب .

المدلول الرابع: لقد شكل الغرب ومن بعده اسرائيل ظاهرة تجسدت من خلال تخويف وارهاب العرب من خلال امتلاك التكنولوجيا حتى تتخلق النفسية المنكسرة والمنهزمة. المقاومة فى لبنان والعراق وفلسطين كسرت هذه الأسطورة وبدت اسرائيل والغرب ومن خلال هذه المواجهة التاريخية مجرد احصنة طروادة وتجسد لدى المواطن العادى امكانية هزيمة الغرب واسرائيل والدلائل تنوجد فى هذه الحرب الدائرة بين حزب الله واسرائيل وكذا فى العراق.

المدلول الخامس: البعد الطائفى والمعنون شيعة –سنة حسمته هذه المنازلة التاريخية التى يقودها حزب الله وتراجع هذا الصراع لتبدو كون الأمة العربية متوحدة ضد اعداءها اللهم الا بعض المرتجفين المساقين بمفهوم بعض الأنظمة العربية التى تمارس فعل الأنبطاح المذل للغرب.

المدلول السادس:ان الطرح العامل على فتح حوار بين كل التيارات فى المنطقة العربية وخصوصا التيار القومى والأسلامى طورته هذه المواجهة ليبقى كضرورة من اجل الأرتقاء بهذه المواجهة نحو التحدى التاريخى ولن يتخلق فعل النهضة طالما ظلت الأمة العربية وهى مرتهنة للغرب وللدولة العبرية. ان المطروح امام العرب هى قضية مواجهة الآخر حتى تتهيأ مواجهة الذات وحينها يمكن ان نعود لأحزابنا من أجل تطوير الواقع كل حسب مفهومه ورؤياه.

المدلول السابع: الأمة العربية لا تعرف الا حالتين وهما حالة النهضة أوحالة الأنحطاط. والحالة الراهنة تحمل بذور النهضة بمفهوم الحراك المتوثب والذى تقوده القوى الشعبية ضد تدجين الأمة وهو مؤشر الوعى بالدور التاريخى الذى يجب ان تلعبه هذه الأمة من خلال امكانيتها وقدرتها على المصادمة المرصوصة بالحق.

خاتمة: ان التيارات الدينية فى المنطقة العربية تحتاج الى قراءة تجربة حزب الله وبالتالى الخروج من القوقعة الذاتية وتوجيه سلاحها ضد العدو الأساسى بدلا من تفعيل هذا السلاح ضد الأوطان والشعوب وبهذا يمكن ان ترتقى الى مستوى التحديات وتخرج من الدور الموضوع لها حتى لا تكون عامل من عوامل التجزئة كما يحب ان ينعكس ذلك على بعض الشيعة فى العراق ليقطعوا هذا الأرتباط بينهم والأحتلال ويلتحموا مع المقاومة. وحزب الله اتفقنا او اختلفنا مع تكويناته وامتداداته يبقى انه يشتغل على معانى تنسجم وعلى الأقل عبر هذه المرحلة مع تطلعات العرب نحو التحرر وعتق الذات وأنه يحفر عميقا نحو التأسيس لمواجهات شعبية ستطول وبالتالى فأنه عمليا قد تجاوز الأنظمة العربية والجيوش العربية المنبطحة ليتطلب ذلك تفعيل الدور الشعبى المسلح ضد الغرب واسرائيل وهو الفعل الوحيد المتبقى من اجل الأنتصار النهائى والعراق وفلسطين ولبنان تعد النماذج التى يجب ان تعمم.





--------------------------------------------------------------------------------

Post: #2
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: حسين يوسف احمد
Date: 08-14-2006, 08:14 AM
Parent: #1


العـزيـزة سـعديـة ..
لك التحايا والتقدير ..

وعبرك أعظم آيات الود للعزيز أحمد ..
وصلني المقال العظيم هذا ، وقمت بنشره ..
ولم ألاحظ أنك قد نشرتيه ..
لك العزر ...

والتحايا لك وللعزيز أحمد ..

الحزب فى مواجهة الدولة ـ أحمد محمود

Post: #3
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: سعدية عبد الرحيم الخليفة
Date: 08-14-2006, 10:42 PM
Parent: #2

الاخ حســين
لك الود والتحية الخالصــة

لا شك ان رسالتك قد وصلت الي الاخ احمد محمود
وهو يغريك السلام والسؤال.

الشكر موصول لنشرك هذا المقال العميق
وليس هنالك ما يستدعي الاعتذار.
لك فائق مودتي

Post: #4
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: Masoud
Date: 08-14-2006, 11:13 PM
Parent: #1

أحمد و سعدية:
شكرا على الأمل المقال!!

Post: #5
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: حسين يوسف احمد
Date: 08-15-2006, 12:40 PM


فـوق ..

Post: #6
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: سعدية عبد الرحيم الخليفة
Date: 08-17-2006, 01:33 AM
Parent: #5

الاخ احمد
آعود لاحقا للتعليق
الأخ حسين شكرا علي المرور والاضافة
لكما تحياتي

Post: #7
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: سعدية عبد الرحيم الخليفة
Date: 08-18-2006, 03:15 AM
Parent: #6

فـوق

Post: #8
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: سعدية عبد الرحيم الخليفة
Date: 08-19-2006, 09:10 PM
Parent: #7

الأ خ ا لعريز أحمد محمود

أ لف تقد ير للتناول هذا الموضوع الهام‘ في هذا الوقت الحساس والظرف الدقيق‘ لتواتر الأحداث في منطقة الشرق الأوسط‘ كموقع جغرافي وليس كحقيقة لوحدة ا قليمية أو وحدة قطرية. كما انها بؤرة صراع تأريخي‘ شهد حضارات سادت ثم با د ت‘ ومشاريع لحضارات تسعي و بمخاض عسير تكتنفه صعوبات الرفض‘ للامتثال لبرامجها‘ و تحفر صخر الواقع لتحرز نجاحا تحقق من خلاله طموحات تستند علي معاني وآليات جديدة لطبيعة الصراع التاريخي واستخدام وسائل اخري لا تري الدول العربية سببا في مساندته أو تأييده. ولا يتوقع أحد ان تعبر الدول العربية عن توجساتها التي ليست محل شك ‘ ببيان واحد أ و قرار يمكن الاتفاق عليه. سيما وأن الدول العربية تفصل بينها حدود سياسية‘ ولا يمكن عبورها الا بايراد تأشيرة د خول وحتي تلك ربما تصحبها بعض الشروط الصارمة أحيانابالرفض أوبتحديد الاقامة بشروط هي في معظم الأحيان مجحفة. و بهذا الحد الفاصل تمثل الدول العربية قلب ذلك الصراع و دائرته مرجلا يغلي بالتناقضات و الخلافات‘ التي تتصاعداباختلاف درجة حرارة المصا لح المتشابكة ‘ وهي غير ثابتة ‘ أ و راسخة لتشكل ا نسجاما ناهيك عن ان تكون وحدة.
وعندهبوط ثرمومتر العلاقات سلبا‘ عند الملمات يشتد أوار الخلافات و التلاسن‘وهي تعرب عن ان الذي يفرق بينها أكثر مما يجمع . وهي مواقف لا تنم عن توفر حسن النية علي الأقل أ و تحدث عن أمل قادم يأتي بوحدة مرتقبة لتكون ازلية وسرمد ية تشد من أزر‘ "خير أمة اخرجت للناس" وتجعلها قوة تسترد ما سلب منها بالقوة بالمثل. بوازع من ضمير أ مة تدرك منقلبها وتتحصن وتستند علي ارث و تاريخ تتسلسل داخله احداث جسام و مواقف تؤهلها لارتيادحياض تغنم من خلالها ما يرد اليها كرامتها و عزتها بدلا من التزلف الي غيرها في رد اعتبارات بالاستجارة الي الأمة العربية الضائعة بين الابقاء علي الهوية أ و الانتماء بالتجنس الي غيرها كلما ادلهم خطب أ وأ لم با لجسد العربي امر يستد عيها الي السهر و اليقظة لاجلاء المضارب و تحريرها من خطر اختراق وحدة الصف وتجنيبها هزات أو زلازل تشرخها و تحدث اخاد يد تباعد ا لهوة بهوة أعمق منها.
و لنافي تاريخ العرب الجاهلي‘ أ و فجر الاسلام ‘ ضحاه أو عصره سجل حافل بأمجاد و انجازات يجدها القاري بين صحائف التاريخ. لكني اضع اليوم‘ الذي اعتلت فيه الاستانة متن ذلك التاريخ وتبدلت أدوار‘اذ لم يعد لعرب المنطقة ما بين المحيط الي الخليج‘ بقارتي آ سيا و ا فريقيا قوة ‘بل دان الأمر الي ما يعرف بأسيا الصغري‘ لتحتل مركز الدائرة و تضيف اليها كل الدول العربية جملة و تنتقل تلك الدول من ثم الي سيطرة من هو غير عربي أو حتي لا ينطق بلغتها.
لتكون الامبراطورية العثمانية أول مسمار د ق في نعش مسقبل الأمة العربية التي ذاقت جميعها وشربت بل تجرعت سم ذلك الاستعمار الذ ي هد ها وأضرم فتيل النار تحت رماد الأ حداث التي قاومتها شعوب المنطقة ولا أقول الأمة العربية التي خفتت جذوتها وبدا نجمها في الأفول . أن الحديث عن وجود أ مة عربية نتوقع ان تتحرك في الغد القريب تحت بند ان التاريخ سوف يعيد نفسه لهي امنية لا يسندها واقع الحال ولا مجريات الأوضاع في المنطقة أ و في ظل سياسات دولية اختل ميزانها ‘ و منظمات دولية و اقليمية لم تعد ذات وزن أو فعالية لتلعب دور الوسيط في تخفيف الهيمنة من القوة الكبري الوحيدة التي تنفرد باتخاذ القرارت التي تتعلق بشؤون البلاد والعباد في هذا الكون .
مجمل ا لقول ان الصراع الدائر الآن داخل الوطن العربي الكبير و بالأحري في نفس المكان الذي ظل دوما بؤرة اشتعال لم يحرك ساكنا ولم يدفع الدول العربية لتقرر امرا مشتركا ذلك لحساسيتة و دقته بالنسبة لعلاقات معظمها بحلفائها و هم من غير الدول العربية. و ثالثة الأثافي ان القوي التي تقود الحرب القائمة ا لآن لا تمثل الرؤي او تتجانس مع معظم الدول العربية لما يصحب المقاومة‘ التي تحمل بين طياتها مجمل اسباب لاتؤهلها لكسب تأييد أ و مساندة الدول العربية لاسباب ساتناولها لاحقا.



Post: #9
Title: Re: الصراع العربي الاسرائيلي ‘ الحزب في مواجهة الدولة/ أحمد محمود أمريــكا
Author: سعدية عبد الرحيم الخليفة
Date: 08-21-2006, 01:03 AM
Parent: #8

فـــوق