Post: #1
Title: خـطابات الـبشـيـر المـرتجلة والمكتوبة، من يكتـبهـا لـة?
Author: بكري الصايغ
Date: 08-13-2006, 01:44 PM
خـطابات الـبشـيـر المـرتجلة والمكتوبة، من يكتـبهـا لـة?
قـامـت الـصـحفيـة،لـبابة جـفـون مـن جـريـدة( الـرآي الـعام) السـودانيـة، بـكتابـة مـقـال حــول من بكـتب حقـيقـة خـطابات البشــيـر، ومـن هــو صــاحـب الفـضـل فـي (تـثقـيـف) الـمـشـيـر وتـآهـيـلة لـيـقف ويـرتجــل فـي الاواسط السـيـاسـيةالـمتعـددة (داخـليـآ وخـارجـيـآ) خـطابات رزيـنة ومـليـئة بلغـة عـالـية، فـيـبدو الـمـشـيـر فــي نـظـر ( الـمـاعـارفــيـن) بالـمثـقـف الـمطـلـع.....ولـكـن لســـان حـال الاخـريــن يقــول " الـخيــل يـجـقـلـب...والشـكـر لـحــمـاد)!!!!.
مـوضــوع الاخــت ااـصـحـفيــة لـيـس جـديــدآعــلـي السـاحـةالاعــلاميـة، فقـــد ســبـق وان قـامـت ( ســودانــيـز اونلايــن مـن قـبـل وفــتــح هــذا الـمـوضـوع بـعـد ان كـثــرت بشــدة آخــطـاء و.....جـلـطـات البــشـيـر الـخـطابيـة محـلـيآ ودولـيآ)!!!.
من يتولى الإعداد ؟!!
خطابات الرئيس البشير المرتجلة والمكتوبة
إعداد : لبابة جفون
صورة الرئيس الامريكي بوش تصدرت غلاف دورية النيوزويك (News week) الاسبوع قبل الماضي، حيث أفردت المجلة ملفاً متكاملاً عن طريقة جورج بوش الابن في ادارة ما أسمته المجلة بأزمة الشرق الاوسط . واضعة صورة للرئيس الامريكي وهو يهاتف الامير عبد الله ملك الاردن، بينما وزيرة خارجيته كونداليزا رايس وستيف هادلي مستشارة الامن يشاركانه التصنت على المكالمة عبر هاتفين مجاورين على ذات المنضدة. واستطردت المجلة في توصيف بوش الابن وهو يتدرب على ما يحتاج قوله لملك الاردن عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة .. بحضور طاقمه الاستشاري المتخصص وإن كان بوش الابن قد أصابه حظ وافر من السخط في استطلاعات الرأي العام الامريكي والرؤساء الذين مروا علي البيت الابيض.
العديد من الطُرف الشعبية راجت في أزمنة متفاوتة جراء سوء الاعداد وعدم اطلاع الرئيس على الخطاب الا في المنصة ومن بينها الطرفتان ذائعتا الصيت: «نشكر المواطن على حسن سلوكه» و«الحرب كر وفر» المنسوبتان تباعاً للرئيس الاسبق جعفر نميري ورأس الدولة السابق السيد أحمد الميرغني.
هيكل وناصر والاهتمام بخطاب الرئيس في جميع حالات الخطابات المرتجلة والمقروءة ، يبقى اهتماماً عالمياً مشتركاً يحفظ فيه التاريخ الحديث عدة مشاهد واحداث أشهرها تجربة الزعيم العربي جمال عبد الناصر مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل الذي كان يتولى إعداد وتنسيق خطابات الزعيم الثائر وكانت العبارات التي انتقاها هيكل لخطاب عبد الناصر بعد النكسة وهو يعلن عن تنحيه تأثيراً داوياً أخرج الشعب المصري عشرات الآلاف الى الشوارع هاتفاً بحياة الزعيم ناصر. الذي تجاوز عبره الموقف العصيب يومها.
الإعلامي المخضرم محمد خير البدوي تحدث لـ «الرأي العام» عن تجربته مع الزعيم اسماعيل الازهري وعبد الله خليل واصفاً تعاملهما مع الاعلام بالشفافية، وأوضح أن وزير الاعلام وقتها كان هو المستشار الاعلامي للرئيس مضيفاً بأنهما كانا يتعاملان بسياسة الباب المفتوح مع جميع الاعلاميين في كل زمان ومكان..
أما الاكاديمي الاعلامي د. مرتضى الغالي فيضع لخطاب الرئيس أشكالاً مختلفة بعضها يرتبط بالازمات أو الاعياد القومية أو بنهاية دورة حكومية أو تقديم إنجازات وكذلك ما يرتبط بالمخاطبات الشعبية المعدة أو المرتجلة، وبرأي الغالي فإن جميع مخاطبات الرئيس تترتب عليها تبعات معينة واعلان قرارات لا يمكن الاعتذار عنها بفعل الحماسة او بواقع الحشد القائم او الظروف الآنية.
ويذهب الغالي إلى القول بأن أي تصريحات للرئيس حتى في نطاقه الحزبي الداخلي تصل إلى وسائل الاعلام المحلي والعالمي وتؤخذ كرأي للدولة على أعلى المستويات.
خطابات البشير وبينما تخلو مكاتب المستشارية الاعلامية والصحفية في القصر الجمهوري هذه الايام من موظفيها بفعل أعمال الصيانة واسعة النطاق التي تجرى بداخله فإن الرئيس البشير مازال يبدأ يومه بتصفح جميع الصحف السياسية باكراً في صالونه الداخلي بمنزله الرئاسي. وتبقى الهواتف خطاً ساخناً بين المشرفين على العمل الاعلامي بمكتبه ومن بينهم الشاب الملتحي الناحل الذي يتردد أنه يتشارك مع الوزير سبدرات والدكتور أمين حسن عمر. ود. غازي صلاح الدين والاستاذ علي عثمان.
وضع ملامح خطابات الرئيس البشير وبرأي كثير من المراقبين فإن تقاليد السياسة السودانية لا تحبذ كثيراً الشفافية في الاعلان عن الشخصيات المسئولة خلف الكواليس.
ويشير البعض الى ثلاثة اجهزة صحفية داخل القصر تتمثل في المستشار الصحفي الاستاذ عباس النور واللواء شرطة معاش محيي الدين محمد علي مدير المكتب الصحفي والذي يعمل به عدد من المترجمين والصحافيين، إضافة إلى السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية محجوب فضل بدري. تتولى هذه المكاتب مهمة متابعة خطابات الرئيس الاعلامية وتنسيقها.
وبحسب السكرتير الصحفي لمكتب الرئيس البشير الاستاذ محجوب فضل بدري. فإن هذه المكاتب تختص برسم السياسات الاعلامية العامة والترويج لها. وأضاف موضحاً لـ «الرأي العام» : نعني بشدة بما يرد في الصحف من أخبار وأعمدة ومقالات لتصل إلى كل مؤسسة الرئاسة وليس الرئيس وحده. إضافة الى الملخصات والرصد. كذلك نحن نحرص على تنوير الرأي العام بما يحدث في مراكز صنع القرار. ونرتب كذلك للقاءات الاعلامية مع القيادة التنفيذية.وكذلك الاهتمام بالعلاقات الانسانية والاجتماعية مع الاعلاميين والمبدعين. وحول دور تلك المكاتب في صياغة واعداد خطاب رئيس الجمهورية . أوضح السكرتير الصحفي بأن كل مناسبة تقدر بقدرها ويتم صياغة موجهات الخطاب داخل المؤسسات المعنية بذلك. وهناك من يناقض وجهة نظر بدري، حيث ترى الدكتورة مريم الصادق المهدي إبنة «الامام» ذي المقدرات الخطابية المتميزة، ترى مريم بانه لا يوجد مختصون في العمل الاعلامي يشرفون على إعداد خطابات الرئيس الا الخطابات الاساسية (عيد الانقاذ- الاستقلال) حيث يظهر الاتقان والبراعة في خطابات تلك المناسبات، أما الخطابات أثناء الازمات فإنها تتضارب فيما بينها ولا تأتي قوية ومدروسة.
وباستفسارنا لها عمن كان يعد خطابات والدها «المطولة» اثناء رئاسته لمجلس الوزراء أجابت مريم بأن الاجابة ربما كانت لدي سكرتيره الدائم منذ ستينات القرن الماضي ابراهيم على.
المحلل السياسي محمد لطيف والذي فتح فوهات النيران أجاب (الرأي العام) ساخطاً: اختيار المستشارين يتم من غير أي معايير لا علمية ولا مهنية ولا سياسية.
وخطاب الرئيس يشي بأن من حوله غير مؤهل للقيام بهذا الدور.
وبحسب محمد لطيف فإن المستشار الاعلامي في مؤسسة الرئاسة يجب ان تتوافر لديه المعرفة بالجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والجغرافية والتاريخية ويجب ان تكون لديه الخبرة التي تؤهله للقيام بمهمتين أساسيتين. أولاً إسداء النصح اللازم في الوقت المناسب للرئيس، وثانياً مد وسائل الاعلام بالخطاب المطلوب في الوقت المناسب.
أما أستاذ الاعلام د. مرتضى الغالي فيضيف : لا أعتقد أن الرئيس البشير محاط بمستشارين مختصين في الاعلام بالصورة المطلوبة يختصون بتحديد مواقيت واماكن اعلان القرار وتحديد المجالات والخلفيات للجمهور.
ويشير مدير المركز السوداني للخدمات الصحفية المهندس عبدالرحمن ابراهيم الى ما يعرف بـ (لجنة الازمة) والتي تتولى المعالجة الاعلامية لاية أزمة وطريق تناولها في وسائل الاعلام.
الا أن المحلل والكاتب الصحفي محمد لطيف يشير إلى خلل يراه جوهرياً فيما يختص بعمل المستشارية الاعلامية حيث وصفها بأنها (عرجاء) لأنها تسير بلغة واحدة هي اللغة العربية. فمن المطلوب أن تتولى المستشارية مهمة فهم واستيعاب ما يقوله العالم وكذلك القدرة على مخاطبته باللغة التي يفهمها.
الخروج على النص وفي تاريخ السياسة السودانية يحفظ للرئيس الاسبق نميري إصداره لكتابيه (النهج الاسلامي لماذا) (والنهج الاسلامي كيف) اللذين مهدا لقوانين سبتمبر، وقد شاع حينها أن مستشاره الاعلامي محمد محجوب سليمان هو الذي تولى كتابتهما قبل أن ينتهي به الامر الى طلب اللجوء السياسي بمصر. هذا عن الخطابات المعدة، اما الارتجال فاخطاؤه عديدة ، فالرئيس نميري وفي إحدى أشهر حالات الخروج عن النص اعلن في إحدى مخاطباته عن تطبيق قوانين سبتمبر قائلا : «أيوه نحن حننط البيوت وحنطبق القانون دا وحنعمل أي حاجة»!!
|
|