عبد العزيز محمد داؤود في ذكرى رحيله الثانية والعشرين . . كون من الإبداع.. ومعمار فني متكامل

عبد العزيز محمد داؤود في ذكرى رحيله الثانية والعشرين . . كون من الإبداع.. ومعمار فني متكامل


08-11-2006, 06:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1155272967&rn=0


Post: #1
Title: عبد العزيز محمد داؤود في ذكرى رحيله الثانية والعشرين . . كون من الإبداع.. ومعمار فني متكامل
Author: خالد سند
Date: 08-11-2006, 06:09 AM

اعداد: طاهر محمد علي طاهر
همسات من ضمير الغيب تشجى مسمعى
وخيالات الأمانى رفرفت فى مضجعى
وأنا بين ضلوعى لا أعى
عادنى الوجد إلى ليلى وكأسى مترع
وسعير الحب يشقينى ويشقى مضجعى
ولهيب الشوق يدعونى فهل أنت معى؟
رغم كل السنوات التي مرت منذ تاريخ وفاته، وحتى الآن لا يزال صوت الفنان عبد العزيز محمد داؤود خالداً يعطر أمسيات الأجيال، يصادق أسماع أهل السودان الذي عاشوا زمان الغناء الأصيل، والزمن الجميل، زمان الغناء الذي لم تلوثه هوجة التردي في درك المفردات الفطيرة، والموسيقى (المشاترة)، وعبد العزيز الذي ما زال صداه يتردد كان فناناً للسهل الممتنع، يقدم الأغنية في طبق من ذهب، ويتخير من المعاني ما يزيد فنه ألقاً، ورصانة:
(بت أشكوه لنجم في الليالي لمعا.. ولغيم عندما رق لحالي دمعا)، كان صاحب صوت مؤثر في المدح يقدم القصيدة المادحة من عيون المديح، كقصائد ابن الفارض والبرعي وغيرهما مما سجل، ولعل أشهرها الميمية المعروفة (شربنا على ذكر الحبيب مدامة.. سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم).
وسر هذا النبوغ والتميز في مدحه يرجع الى حصافة شيخ الخلوة الذي قال ان صوت عبدالعزيز محمد داؤود كان جميلاً بعد ان صقلته تلاوة القرآن في ثلاثينيات القرن الماضي في بربر، سرعان ما ترتبت عليها فصله من الخلوة بعدما سمعه الشيخ يغني في ختان احد اصدقائه، فاتجه بصوته الرخيم الى الغناء بحصيلته الوافرة من غناء كبار الفنانين آنذاك مثل كرومة، وسرور، والامين، برهان، وزنقار.
في رحلة ابو داؤود وثق له حديثاً الدكتور محمد عبد الله الريح عبر مؤلفه (ابُو دَاؤُودْ كيف الحياة غير ليمك؟)، وسبقه من قبل صديقه علي المك الذي جاب حياة عبد العزيز طولاً وعرضاً عبر مؤلفه (عبد العزيز أبو داؤود) الصادر عن دار جامعة الخرطوم للنشر، الطبعة الثانية 1990، وتبعه السينمائي حسين شريف الذي كان يطمح في توثيق متكامل، وضمن مقدمة إحدى افلامه الميمية التي ذكرناها بصوت أبي داؤود، وقد سجل علي المك في كتابة رغبة شريف في التوثيق بشكل متكامل، ويذكر ذلك بقوله:
ولقد أمد شعر الخليل هذا عبد العزيز باستنباط طريقة في الانشاد استخدمها من بعد في قصائد ابن الفارض والبرعي وغيرهما مما سجل، ولعل أشهرها الميمية المعروفة (شربنا على ذكر الحبيب مدامة.. سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم).
ولعل هذه القصيدة هي التي جذبت فن الفنان المصور والمخرج السينمائي حسين مأمون شريف إلى فن عبد العزيز، فجعلها مقدمة لفيلمه التسجيلي الرائع Dislocation of Amber والذي يحكي قصة الناس والبناء وحركة الحياة في ميناء سواكن، بغموضها وسحرها، وتجارة الرقيق. هي كلمة حق يقولها المخرج باللون والحركة والصوت ثم يخلص حسين من ميمية ابن الفارض في فيلمه إلى (أنتم فروضي ونفلي، أنتم حبيبي وأهلي يا قبلتي في صلاتي إذا وقفت أصلي، الله الله). سنين بعدها ظل فن السينمائي حسين يطارد صوت عبد العزيز. والتقيا، جاءني عبد العزيز يوما في الجامعة كدأبه، وقال لي انه يريد أن يسجل شريط فيديو يقدم فيه بعض اغنياته، كان ذلك في مطالع عام 1984م، قال إنه يريد أن يعطي للناس شيئا لم يألفوه إذ هم قد سئموا أن ينظروا إلى التلفزيون يستمعون إلى مغن تعزف خلفه الأوركسترا دونما تعبير أو حركة أو تغيير، حمدت له حماسته، ثم قلت له إن الشخص الوحيد، الذي يقدر على هذا الأمر هو حسين شريف، كان حسين شريف يود عبدالعزيز ودا كثيرا، وحين مرض حسين مرة مرضا شديدا ألزمه الفراش زمانا، كان عبدالعزيز يصحبني إليه، ويصعد إلى غرفته ويغني له كل مرة أغنيته المفضلة (امتى أرجع لامدر وأعودا)، ويطرب حسين كل حين يتقافز طربه بين آلامه الموجعة. وتحمس حسين للفكرة كأنه كان ينتظرها، وكلفني أن أعد كلاما، هو بالأساس رأي عبد العزيز في أمور الفن والغناء، وجاء دور الكاميرا لتسجل له هذا الكلام، حسين إذن (قد خلف العبء علي وولى). أشركني حسين في هذا المجد، ماذا أقول، ماذا أكتب إذن؟ جاء الإلهام مرة واحدة شيدت كلامي كله الذي كتبته للفيلم الموعود من صلتي بعبد العزيز التي بلغت آنذاك بضعا وعشرين سنة، لذلك حين بدأنا التصوير، وكان في بيت أهل حسين في ودنوباوي، كان عبدالعزيز يحدث الكاميرا والمايكرفون بكلام هو خلاصة أحاديث رواها لي، قد يكون قد نسيها، ولكنها جعلت إليه تعود كلمة كلمة، بصوته الدافئ في الحديث.. كان يحدث الكاميرا يقول: (تعرف يا حسين أهلك من يوم ما ولدوك خاتين عينهم عليك، عايزنك تبقى حاجة تقوم تطلع فنان؟ بفتكروا الفن عمل صياع، لكن تحت تحت بيطربوا ويرقصوا. كرومة خلا حياة الناس بهجة، قهاوي السودان كلها تملا وتفضى بي صوتو، السباته في كل بيت عرس مليانة عشان كرومة، الناس كانت تباريه طول الليل من محل لمحل، تعبنا نحن كمان عشان نصل الإذاعة، المنافسة حادة قدامنا كان الكاشف وعبد الحميد يوسف وأحمد المصطفى، وحسن عطية والتاج، عثمان حسين والشفيع، عشان تظهر لازم تجتهد، زملاؤنا كلهم كافحوا قبلنا كفاح شديد لحد ما وصولوا، مرة كنت عملت فاصل غنائي في الإذاعة القديمة، وأنا طالع في الباب قابلت واحد يشبهني جداـ أسود زي الكحل عريض سمين، وأهم من دة كلو أصلع، كان شايل عود وداخل الإذاعة، لما شفتو ضحكت ضحك شديد. قال لي: مالك؟ قلت ليه: أوعى تكون جاي تغني، قال طبعا! قلت ليه (أسمع، أنا لما دخلت الإذاعة كان عندي شعر زي أولاد الهنود، قامت لي صلعة من الغنا، هسع انت داخل الإذاعة بي صلعة جاهزة؟ شيل شيلتك)!.
كان عبد العزيز ينتظرني بعد صلاة الفجر لنذهب إلى التصوير، لعله كان يحس دنو أجله، كان يحثنا على العمل، وسجل الأغنيات، وحين انتهى التصوير اطمأنت نفسه، وسافر حسين إلى واو وإلى كادوقلي بعدها، يعد فيلما آخر، وفي أمسية السبت الرابع من أغسطس 1984م، والمطر يحيط بكادوقلي، ويضرب على سقف الاستراحة وجدرانها، ما علموا ساعتئذ أن قطراته تنبئهم أنها دموع تذرف على العزيز الذي مات.
يقول ود الريح في شهاداته: أبوداؤود مجموعة مؤثرات كثيرة، بسطة فى الجسم، حضور دائم، بديهة حاضرة، إنشاد، غناء، مديح، ترنيم، دندنة، عبور غير محدود بزمان أو مكان نحو الآخرين، ابن مليون نكتة حفرت مفارقاتها فى ذاكرة الشعب السوداني..
أبو داؤود كبريتة تحفظ الإيقاع، وتكرار كل هذه العبقريات مرة أخرى مستحيل.. ربما يكون فى هذا الفنان شئ من أبو داؤود.. وفى ذلك أيضاً، فهو إذن مفرق على عدد كبير من الفنانين والمبدعين.
تعامل عبد العزيز محمد داؤود مع الكثير من الملحنين والشعراء الا ان اكثر من ارتبط اسم عبد العزيز به، كان الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله والاستاذ بشير عباس، عازفي العود المجيدين.

Post: #2
Title: Re: عبد العزيز محمد داؤود في ذكرى رحيله الثانية والعشرين . . كون من الإبداع.. ومعمار فني متكامل
Author: خالد سند
Date: 08-12-2006, 08:42 AM
Parent: #1




يا هذا العملاق

Post: #3
Title: Re: عبد العزيز محمد داؤود في ذكرى رحيله الثانية والعشرين . . كون من الإبداع.. ومعمار فني متكامل
Author: أحمد طه
Date: 08-12-2006, 09:02 AM
Parent: #1

الاستاذ الفنان خالد سند

تحياتى
لابأس من الاشاره الى مصدر الماده ولاسيما انت وكاتبها من اعمدة السودانى (عدد الجمعه اسبوعى )

Post: #4
Title: Re: عبد العزيز محمد داؤود في ذكرى رحيله الثانية والعشرين . . كون من الإبداع.. ومعمار فني متكامل
Author: خالد سند
Date: 08-12-2006, 09:39 AM
Parent: #3

لك التحية والعتبي جنرال احمد طه
عدد الجمعة الاسبوعي من صحيفة السوداني واحة نستظل بها ما في ذلك شك

وعن ابي داوؤد نريدك ان تحكي لنا فانت تعطي الاشياء بعدها الثالث