مقال للاستاذ عوض محمد حول وصية عبد الخالق محجوب

هذا المقال منقول من موقع سودانايل
لست انا كاتب المقال و لكن فقط اسمه يشابه اسمه



على خط المماحكة العقلية ..

حول وصية خلفها عبد الخالق محجوب ...

عوض محمد/لندن
[email protected]

يدور منذ وقت ليس بالقصير جدل حول إرث لسكرتير الحزب الشيوعي السوداني السابق.. بدءاً لا أعتقد إن أي من الخائضين في هذا الجدل ينكر إن سكرتير الحزب قد دفع حياته تحت سياط السفاح المايوي كنتاج لوضعه الإعتباري في قمة الهرم الحزبي وبالتالي تحمل الحزب تبعات حركة يوليو 1971 بغض النظر عمن خطط لها أو من أطلق شرارتها.

السكرتير العام للحزب سقط مناضلاً وهو يدافع عن مبادئ إعتنقها وجهد نفسه لتطبيقها على أرض الواقع، وإن كان سقوطه قمة العطاء العملي لحزبه وجماهيره، فلقد خلف كذلك تراثاً نظرياً لا يزال يشكل هادياً لفعاليات العمل الحزبي والجماهيري بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمان..!

أين هي إذن المعضلة.. التي يصطرع عليها نخبة اليوم؟ والرجل لم يبخل لا بفكره ولا بجسده..!

حتى نضع الأمور في نصابها فإن المعترك على وصية السكرتير العام ما هو إلا بصراعٍ على من يحق له التصدي لقيادة الحزب بعد تغييب السكرتير العام..! ولأنا لا يمكن أن نثبت ،دون الدخول في جدل بيزنطي عقيم، وجود هذه الوصية من عدمه! فدعونا ندخل في صلب الموضوع ونحدد هل يحق للسكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني أن يكتب وصية ما..! وإن كان له هذا الحق.. فهل تشكل إلزاماً لمن يتصدون للعمل من بعده..!

أثرى عبد الخالق محجوب الحياة الحزبية والسياسية العامة بمساهمات نظرية تركت بصمات واضحة على مجمل العلاقات الإجتماعية السودانية، وأدعي بأنه كان متفرداً في ذلك وسط جيله.. أكان ذلك داخل أروقة الحزب أم في براحة المجتمع السوداني الكبير. وقد خاض عبد الخالق محجوب معارك شرسة داخل الحزب في مواجهة يسار طفولي وقوى برجوازية، وخارج الحزب في مواجهات وصلت مداها ضد سلطة سفاح مايو ..! إن كان هذا تأريخ مبتسر للرجل فما الذي يدعوه لإملاء وصية تفترض ما يحدث في غيابه..؟

الوصية في عرفنا السوداني تنحو منحاً أسرياً .. واليوم نواجه بوضع أقل ما يقال عنه بأنه غير مفهوم، حيث لم تخض أسرة عبد الخالق في هذا الجدل العالق حول وصية له.. لها فيما تحتويه حق أدبي ولربما مادي ..!

لكن دعونا نفترض إنها وصية سياسية ..! اليوم بعد ثلاثة عقود وفي سياق إنهار فيه المعسكر الإشتراكي .. أين يمكن أن يكون موقع وصية كهذه .. حتى وإن مهرت بإسم عبد الخالق محجوب !! بعضاً من الجاهدين في هذا الجدل أعلنوا من قبل حرباً لا هوادة فيها على مبدأ الديمقراطية المركزية، تحت دعوى عدم ديمقراطيتها ! والآن إن كانت الديمقراطية المركزية التي يجسدها من نراهم ونحسهم ونجادلهم لم تعد تلبي طموحات القواعد ..! فكيف يكون الحكم على وصية تطل من وراء الغيب .. أفضل ما يمكن أن تحمل توقعات لما قد يحدث ولكن قطعاً لن تلامس الحقيقة المجردة التي تمشي بين ظهرانينا ..!

يحدثنا التأريخ بأن هناك وصية ما .. للينين !! ودون الخوض في متاهات حوار عقيم آخر .. هناك أحد إحتمالين .. أن يكن ستالين قد أخذ بوصية لينين، وكان نتاج ذلك الفترة الستالينيه .. فيالهول ما كتب لينين..!! ولكان علينا أن نجد العذر لما أتى به النظام الستاليني ونحمل لينين كل خطايا الماضي والحاضر ..! أما إن مزق ستالين وصية لينين في طريق إحكام سيطرته على الحزب والدوله .. فهذا يعني إن فرداً بقامة لينين ،ورغماً عن كل ما تركه من بصمات في الفكر الماركسي "اللينيني"، قد فشل في أن يملئ على خليفته رؤيته في مقبل الصراعات الإجتماعية التي ستواجه المجتمع السوفيتي .! ودعونا ألا نضع عبد الخالق محجوب و فلادمير إليتش لينين في ذات الميزان .. .

أما إن كانت الوصية كما يراها البعض من خلف عالم الغيبيات توصي بخلافة راشدة ..! فقبل أن نبحث في طلاسمها علينا أن نقوم أداء السكرتير العام الحالي وبالتالي أداء الحزب فيما أعقب حركة يوليو 1971.. وهنا لن نستطيع سوى تقويم ما هو موجود ومحسوس دفعاً لتقييم لما هو أفضل وهو ما لن يفتح لنا باباً لإستنتاجات ترتكز على علّ ! وربما ! كان في الوصية الخلاص! الشئ الوحيد المبهج هنا إن الوصية وإن كانت حقيقة ما كان لها أن تحدث إضراراً بالقوى الماركسية اللينينية السودانية بمثلما فعل بعض المغادرين سفينة الحزب الشيوعي السوداني.

مات عبد الخالق محجوب شيوعياً سودانياً ، ولم يتجرأ حتى سفاح مايو أن يدعي غير ذلك ..! فهل دعاة التغيير اليوم يودون إيهامنا بغير ذلك من خلال وصيةٍ غيبيةٍ ..!

ما قدمه الشهيد عبد الخالق محجوب للحزب الشيوعي السوداني والحركة الماركسية اللينينية ومن قبلهم جميعاً المجتمع السوداني ، يفرض علينا أن نضعه في مصافٍ تترفع عن مماحكات سياسية أو خلافات فكرية .. وواجب على الحزب الشيوعي السوداني أن يكون أول المبادرين في هذا الإتجاه .. .

ينعقد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في أعقاب مناقشة عامة هدفها تجديد فكر وبرنامج ولائحة الحزب .. نتاج ذلك وجه جديد سيطل حتماً من خلال فعاليات العلاقات الإجتماعية السودانية .. ناضل عبد الخالق محجوب نظرياً وعملياً نحو هذا التغيير القادم، بل نقول إنه من وضع لبناته الأولى في قضايا الثورة السودانية، وإن كان للمؤتمر الخامس أن يمهر هذا التجديد، فأقل ما يمكن أن يفعله أعضاء الحزب الشيوعي السوداني أن يضعوا إسم عبد الخالق محجوب عنواناً لهذا المؤتمر المصيري، وحتى تسكت كل الأفواه التي تنبش في وصايا غيبية، حين يتضح لهم إن إرث عبد الخالق محجوب يتبدى في عضوية تمهر التغيير والتجديد الذي ناضل وضحى بجسده وروحه من أجله.

عوض محمد

لندن 1/8/2006

up

وصية الشهيدعبد الخالق محجوب

الحزب اليقظة الإقدام

وهى تعنى وجود حزب الطبقة العاملة السودانية, والانحياز للفقراء والدفاع عن الشعب السودانى وهذا باب عالى لايطالة الذين يبحثون عن كلمات تمشى بينهم مجسدة ولا يرونها
انها زوبعة ادعياء الورثة المزيفون لتاريخ إنسان ثورى مجيد خفق قلبة بحب الشعب السودانى ولم يخفى ابدا هذا الحب فكتبة وعمل من اجلة ونظر لة ودفع حياتة ثمنا لة.

لة المجد

لك الشكر والتحية الاخ عوض ولكاتب المقال السديد الاستاذ عوض محمد

ينعقد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في أعقاب مناقشة عامة هدفها تجديد فكر وبرنامج ولائحة الحزب .. نتاج ذلك وجه جديد سيطل حتماً من خلال فعاليات العلاقات الإجتماعية السودانية .. ناضل عبد الخالق محجوب نظرياً وعملياً نحو هذا التغيير القادم، بل نقول إنه من وضع لبناته الأولى في قضايا الثورة السودانية، وإن كان للمؤتمر الخامس أن يمهر هذا التجديد، فأقل ما يمكن أن يفعله أعضاء الحزب الشيوعي السوداني أن يضعوا إسم عبد الخالق محجوب عنواناً لهذا المؤتمر المصيري، وحتى تسكت كل الأفواه التي تنبش في وصايا غيبية، حين يتضح لهم إن إرث عبد الخالق محجوب يتبدى في عضوية تمهر التغيير والتجديد الذي ناضل وضحى بجسده وروحه من أجله.

up