زهير السرّاج: دموع للبيع !!

مناظير
دموع للبيع!!

زهير السراج

[email protected]


* دولة ظالمة ومظلمة وبائسة تلك التي تنفق مليار ونصف المليار جنيه (ما يزيد عن سبعمائة ألف دولار أمريكي) لإقامة حفل استقبال (لمتمرد سابق).. لا يعرف أحد أين وكيف انفقت، بينما تتمزق أحشاء أم وتنهمر دموع أب كالسيل وهما يريان طفلتهما الوحيدة التي انجباها بعد أحد عشر عاماً من الزواج تضيع من أيديهما بسبب مبلغ متواضع لا يزيد عن ثلاثة ملايين جنيه (أكثر قليلاً من الألف دولار أمريكي)!!.
*أيهما أكثر قبولاً عند الله.. وأكثر تحقيقاً لمبادئ الإسلام والعدل والانصاف، أن تنفق الدولة لادخال البهجة في قلب حاكم، أم لانقاذ طفلة مريضة وتجفيف دموع والديها؟!. *لا يحتاج هذا السؤال لاجابة، ولكن للأسف الشديد فإن هذه الدولة تفضل أن تنفق مليار ونصف المليار جنيه على مساعد رئيس الجمهورية (مني اركو مناوي).. بينما تبخل على (طفلة) مريضة بمبلغ أقل بخمسمائة مرة!!.
* كيف تزعم هذه الدولة أنها تطبق شرع الله، وتعمل بكتابه وسنة رسوله، بينما تترك طفلة تتعذب من المرض وتقيم الاحتفالات الباهظة لمقدم حكامها؟!.
* لماذا يقبل هذا الحاكم الجديد (المناضل السابق) أن تنفق الدولة على الاحتفال بمقدمه هذا المبلغ الضخم.. وملايين الأطفال الذين ناضل من أجلهم.. ودخل القصر الجمهوري من أجلهم أيضاً.. مشردون في معسكرات اللجوء والنزوح تتهددهم الهجمات والأمراض، وتفتك بأجسامهم النحيلة لسعات البرد القارصة، أو اشعة الشمس الحارقة؟!.
*هل هذا (القبول) عنوان لـ(كتابه) في الحكم.. في دولة المشروع الحضاري، إن كان له كتاب؟!.
* أيها الناس، أيها (الحكام) أيها المهللون بالليل والنهار، هنالك (طفلة تتمزق).. وأسرتها تتعذب وتتقلب في نيران الظلم وقسوة الدولة، بسبب تكلفة فحوصات طبية لا تزيد عن ستمائة وخمسين ألف جنيه، وتكلفة عملية جراحية ضعف هذا المبلغ.. وحقنتان يومياً بمائة ألف جنيه، بينما الدولة تنفق على حفل استقبال مساعد رئيس الجمهورية مليار ونصف المليار جنيه!!.
* أيها الأب المعذب.. أيتها الأم (محروقة الحشا).. أيها المعذبون في الأرض... انتم من فرطتم في حقكم.. ولم تتمردوا، ولم تحملوا السلاح.. ولم تقتلوا أحداً، لذلك فإنكم تستحقون كل ما يحدث لكم.
* آه.. ومليون آه.. على (دولة) (ترعى) الحكام و(تعري) الأطفال وتتركهم بلا لقمة أو جرعة دواء.. أو مأوى!!.
* إلى الأب الذي حضر إلى مكتبي ودموعه تتساقط كمطر الخريف، ترسم على الأرض لوحة السودان الكئيب، ليس لدي ما اعطيك له، غير (قلمي) العاجر أناشد به أهل المروءة لانقاذ طفلتك البريئة، ودعوة اتمنى أن تجد الباب مفتوحاً إلى السماء (حسبي الله ونعم الوكيل).. فيك يا حكومة السودان!!.
*من يشتري دموع اب.. لا يجد حرجاً في بيعها بأبخس الأثمان؟!.
www.alsudani.info

كلام حلو ، بليغ ، جميل
و منطقي .. أوعى بس يقوموا
يوقفوا (السوداني) من الصدور
زي ما عملوها مع عثمان ميرغني!!

شكرا محمد.

سيف مجلس الصحافة يبقي فوق رؤوس كل من يحمل قلما جادا ويقول كلمة حق.


وذاك يبقي أضعف ايمانهم...

ما دام الزمن لم يعد يسمح بافتتاح مزيد من بيوت الاشباح!

وما جدوي بيوت اشباح؟

ان كان الوطن نفسه يصبح بيت أشباح كبير!