و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا

و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا


08-05-2006, 08:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1154762756&rn=6


Post: #1
Title: و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا
Author: ابو جهينة
Date: 08-05-2006, 08:25 AM
Parent: #0

و عادت لنا أم عطية بعد طول غياب.
عادت و قد خط الزمن على جبينها مزيداً من تجاعيده.
و لكن روحها وقفتْ صامدة رغم أن ما مرتْ به في السودان يهز كيان بعض الرجال ..
أم عطية شجرة الجميز العتيقة.. التي تعيش عصراً غير عصرها و لكنها متشبثة بأهدابه تحاول أن تجاري كل هذا الذي فاتها أيام زمان.
و بهذه المناسبة أعيد بعض سيرتها ثم نواصل حياتها في الرياض :

***

كظل شجرة وارفة الظلال ، نهرع للإحتماء بظل فكاهة أم عطية ، لنتقي هجير الغربة و نتكيء إتكاءة ندري في دواخلنا أنها ( زى ضل الضحا ) ، و لكن الكحة ولا صمة الخشم.

فاجأتني كعادتها ، فهي لا تعرف المقدمات ، فقد يسبق هجومها العاصف هدوء ترحابك بها :
يا جنا قالوا لي حكيت عني للناس ، الكلام دة صحي ؟
فقلت لها و أنا أحاول تحاشي غضبها الذي يأتي كأعصار ( النينو ) و لكنه سرعان ما يتبدد :
أيوة يا حاجة. لاكين كلو كلام كويس.
يعني شكرتني ولا قلت دي ولية خشمها ما بينقفل ؟ قول الجد.
لا و الله يا حاجة كلام زى العسل.
قالت و هي ( تجضمني تجضيمة خفيفة ) : إنت العسل يا يابا. دحين أنا بقيت مشهورة زى شاكورا ؟ ( تقصد شاكيرا ).
قلت لها مصححا : شاكيرا.
قالت و هي تعطيني ظهرها و تحاول تقليد حركات شاكيرا اللولبية : حقو يسموها بشكيرة ، البنية بالله أتقول فتلة لمبة مبلولة جاز.
***
إبنها ، كلما أحكي له قصة عن أمه ، يضحك و يتحفني بإحدى نوادرها. قال :
شهر رمضان الفائت ، و بعد أن صلت الوالدة صلاة العصر ، وجدتها تضع سفة ماكنة و هي ما زالت تتمتم بأدعية ما بعد الصلاة ، قال فقلت لها :
يمة ، إنت نسيتي إنك صايمة ؟
قالت : أنسى كيفن يا الغبيان. صايمة و لله الحمد.
قال : طيب إنت سافة ليه؟
قالت و سلطان الكيف يبدد نعاسها : شن جاب الصعوط مع الصوم ؟بطل الفلفسة الفارغة دي.
يمة ، الصعوط من المكيفات ، و دة بيبطل الصوم.
شوف يا جنا ، أنا بصوم قبال أعرس أبوك ، أمي و حبوبتي كانن بسفن و هن صايمات. بعدين ربنا ما ذكر الصعوط في القرآن ، قال الأكل و الشراب ، و بس.

قال ، حاولت أن أشرح لها المزيد ، فقالت و هي ترفع سبابتها :
هوى يا ولد ، عروق راسي بينتحن زى وتر الطمبور ، خلي السفة التسوي المفعول حقها ، روح شوف لك شغلة كان عندك.
قال فأخبرت كل من جاء لزيارتنا ، فكان ردها للجميع :
كدي واحد فيكم يجيب لي آية ولا حديث واحد. الصعوط لا بنبلع لا بنشرب ، بالعكس ، أنا ممكن أصومن شهرين ورا بعض مادام المكيف شغال و السفة جوة الراس. وحاتكم إنتو ، زمان رمضان يجي في عز الصيف و الشمس تقول إندلت مترين لاتحت ، و نحن بنحش في اللوبيا ، و السفة الماكنة في الخشم ، بالله تنزلق تنزل براها من الشلوفة من شدة العطش و الهجير، إلا نرفعا و نرجعا تاني بيد المنجل.

****
زوجة إبنها ، تحب أن تمازحها كثيرا ، فطلبت منها أم عطية أن تصبغ لها شعرها بالحنة ، فقالت لها زوجة إبنها أن هناك حنة في السوق مخلوطة جاهزة ، و بدلا من الحنة ، صبغت لها شعرها بصبغة سوداء و منعمة للشعر في نفس الوقت ، فإنسابت خصلات أم عطية البيضاء سوداء حريرية ، نظرت إلى المرآة ، فصالت و جالت ، و أرغت و أزبدت ، و نظرت إلى المرآة و جفلت و هي تصرخ :
دة شنو دة يا المجنونة ؟ الناس حسه كدي ما حتاكل وشي.
ثم تنظر للمراية و تعاود الهجوم ، و رويدا رويدا خفت حدة هجومها و قالت و هي تدندن و تتحسس شعرها : شعرك ليل يا بت بليل ، شعرك حريري يا ست الملك الماهو ميري ، جمالك أصيل يا بت ست الجيل ، جمالك أصلو ما معقول يا أم فاطنة و بتول.
و أطلقت زغرودة مخنوقة و هي ترمي شبالا يمنة و يسرة.
ثم قالت و هي لا زالت تحتضن المراية : أريتو أبو عطية كان عايش . الأيام دي الكانت أيام العجن و الدلال كنت حأخليهو يشرب ما يروى. و الله يوم عرسي شعري ما كان كدي ، الله يخدر إيدك يا بتي.
طوال اليوم و المراية في يدها و هي تدندن بأغاني ( شي من راسا و شي من أغاني الحقيبة ).
***
تتحلق حولها الشابات في حفلات الأعراس :
أم عطية ، إنت مشيتي شهر عسل ؟
يا بتي أيام العرس العسل في الصحن ما شفتو. بعدين العسل دة هو شهر كامل ؟ بعد عشرة أيام الضبابين يهشوها باللسان يا بنات أمي.
و تتعالى ضحكات البنات و هي في نصهن تتربع بعد رشوتها بشوكولاتة إسنكرز للإستزادة منها. أم عطية تعشق بعد الصعوط : الآيسكريم و الشوكولاتة.
تقول و هي تلتهم الشوكولاتة : جنس دة وين كان زمان ؟ زمان الداير يحلي إلا كان يلخبط ليهو سكر مع سمن بلدي و يلحسو.
سألتها إحداهن في إحدى الحفلات :
أم عطية ، يعني إنتي ما قضيتي شهر عسل ؟
تقول : عليك أمان الله ، بعد خمستاشر يوم جاني و أنا خاتة دلكتي و كركاري و قال لي : قومي رضعي العجل داك البكورك من صباحة ربنا. بالله العجل دة أتقول أنا الوالداهو. هو ذاتو شكلو ما كان شكل عرسان ، الدلكة السووها ليهو محل ما راحت ما بعرف ، و بقى أغبش و شنباتو الكانن زى كليقة البرسيم ، بقن لاتحت زى كرعين البنبر المكسور. و أنا ذاتي من يومتا ، إيدي من كترة الشغل بقت زى مبرد الحديد ، وكت أخيط حاجة، أغز الإبرة في بطن إيدي ، أخلص شغلي و أمرق الإبرة و أخيط.

تلح أم عطية على ولدها لتذهب للسودان و ترجع بعد الدميرة ، و أنا متردد بين إقناع إبنها بضرورة ذهابها للتنفيس ، و بين إفتقادنا لها ، فهي ملح غربتنا ، و عسله و فاكهته. هل أدعها تسافر ؟

Post: #2
Title: Re: و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا
Author: bayan
Date: 08-05-2006, 11:33 AM
Parent: #1

ابو جهينة العزيز

عاينت للصفحة الاولى..
ضحكت ساخرة من عناوين بوستات تحمل اسمي..

الى ان تثبت نظري في عنوان بوستك هذا
علت ابتسامة على شفتي
حتى قبل ان افتح البوست
والان انا اضحك سعيدة للغاية بعودة ام عطية..
بها عاد للبورد رونقه...
فهي حقا فاكهة البورد...

محبة لا حدود لها لها ولك يا ملك..

Post: #3
Title: Re: و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا
Author: نادية عثمان
Date: 08-05-2006, 12:58 PM
Parent: #2

Quote: هل أدعها تسافر ؟


قلنا ماممكن تسافر !!

فليبقى هذا الصرح الشاهق جمالا فى الاعالى دوما !!

شكرا ايها الرجل الفنان جدا

وكن بالف خير

Post: #4
Title: Re: و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا
Author: ابو جهينة
Date: 08-06-2006, 01:27 AM
Parent: #2

أختي العزيزة بيان

تحية و تقدير

بعد عودتي من السودان .. إسترجعت حديثك عن أم عطية .. و عن قصة الشريط .. ثم قررت أن أهديهما لك .. فأرسلت الشريط إلى مجلة أوراق و ستنشر في عدد 15/8
و هنا أنزلت أم عطية لنفس الغرض الذي شعرت أنت به بعد قراءة القصة.


Quote: علت ابتسامة على شفتي
حتى قبل ان افتح البوست
والان انا اضحك سعيدة للغاية بعودة ام عطية..
بها عاد للبورد رونقه...
فهي حقا فاكهة البورد...

محبة لا حدود لها لها ولك يا ملك..


لذا أنا سعيد ... لأنك وجدت ما يجعلك تبتسمين ...
تحياتي للأسرة

Post: #5
Title: Re: و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا
Author: ابو جهينة
Date: 08-06-2006, 04:17 AM
Parent: #4

أختي العزيزة و بت كابتود الفنجرية

سلام كبير

للأسف لم أستطع الذهاب إلى تلكم الأصقاع الهادئة. و لكنني قابلت الأهل الذين أتوا يحملون التمر و التركين و العجوة تتقدمهم محبتهم و حميميتهم.. فكأنني ذهبت إلى هناك.
سعدت بمقابلتك لأم عطية هنا ..
و لنا معهاموعد قريب .. ففي جعبتها الكثير.

أرقدي عافية

Post: #6
Title: Re: و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا
Author: حمد فتح الرحمن
Date: 08-06-2006, 09:56 AM
Parent: #1

Quote: للأسف لم أستطع الذهاب إلى تلكم الأصقاع الهادئة. و لكنني قابلت الأهل الذين أتوا يحملون التمر و التركين و العجوة تتقدمهم محبتهم و حميميتهم.. فكأنني ذهبت إلى هناك.

و التركين دا حينطبخ متين كدا لو ربنا سهل ؟
يا ابن عمي عزومة عرس البنية بنخلصا تركين ان شاء الله لو ترسلو بي دي اتش ال.
Quote: قالت و سلطان الكيف يبدد نعاسها : شن جاب الصعوط مع الصوم ؟بطل الفلفسة الفارغة دي.

زكرتني هيتي

Post: #7
Title: Re: و عادت أم عطية ... فاكهة غربتنا
Author: ابو جهينة
Date: 08-07-2006, 00:50 AM

إبن عمي حمد

تحياتي و مودتي

Quote: التركين دا حينطبخ متين كدا لو ربنا سهل ؟
يا ابن عمي عزومة عرس البنية بنخلصا تركين ان شاء الله لو ترسلو بي دي اتش ال.



غايتو الباقي منو حسع إلا أرسلو ليك بالإيميل أو بالماسنجر الداخلي.
غايتو لو جيت الأسبوع دة يمكن تلحق ليك لقمة لقمتين


قالت و سلطان الكيف يبدد نعاسها : شن جاب الصعوط مع الصوم ؟بطل الفلفسة الفارغة دي.

Quote: زكرتني هيتي


نفس الجينات و الشبه

أرقد عافية