سجان سجن سنجة

ما تذكر العصامية في السودان والا تبادر للذهن عبد الله رجب اغبش صاحب جريدة الصراحة ومحمد احمد السلمابى رحمهما الله ..عندما زار الرئيس الروماني نيكولاى شاوسيسكو حظيرة ألد ندر كان عمنا عبد الله رجب من ضمن الوفد الصحفي المرافق له وكانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها عمنا عبد الله اغبش حدثنا ابن رجب عن سنجة حديثا يطرب الأذن ويسر البال ومن ضمن ما ذكره لنا قصة تجربة أول محامى يعمل بالمدينة ..فقد كان هذا المحامى يتردد على سجن النساء في سنجة بحكم عمله ليترافع عنهن ..كانت هناك مأمورة سجن نطوى صفحا عن اسمها في غاية القبح والدمامة إلا إنها شقفت حبا بالمحامى الشاب وأخذت تطارده كلما حضر للسجن والظاهر أنها كانت تفتعل القضايا وتختلقها لتأتي به إلى مكتبها وتراوده عن نفسه كلما اجتازت قدماه عتبة السجن وجد الست الفاضلة في انتظاره ..كاد أن يهجر مهنة المحاماة بسببها ولكنه اكتفى في الأخير بتحاشي التوكل عن أي سجينة معتقلة عندها ..فقد كان يجلس وهو يدخن السيجارة عقب السيجارة ويدندن ويلعن حظه العاثر كلما عاد من سجن النساء ..ومرت أيام مع الأيام .مرت الأيام كالخيال أحلام ومرت الأعوام وإذا به يسمع من صديقه قاضى المديرية أن تلك المرآة قد تزوجت فلا خوف عليه من العودة لاعمال السجن والتوكل عن السجينات وزف له القاضي الخبر قائلا....
تزوجت إلى سقر ولت وبئس المستقر
فاجابه المحامى فرحا مستبشرا وكاد يطير من الفرح
تزوجت كيف ومن هذا الذي بها انتحر
جرى عليه قدر فيا لقسوة القدر
مسكين من ورطه بمثلها وما شعر
أأمه أم أخته أم بعض نسوان أخر
أم أنها دلالة قد خدعته بالصور
أم انه السحر الذي يعمى من الناس البصر
أم إنها مكيدة قد دبرت في مؤتمر
وسرح المحامى دون ان يشعر ماضيا في وصف هذه المرأة..
طرطبة منظرها يثير في النفس الضجر
ثرثارة لسانها كأنه وخز الإبر
إن عبرت في شارع تسب كل من عبر
أو حضرت في محفل تعض كل من حضر
إبليس لو مر بها لفر منها واستتر
أو شامها في بلد شد الرحال للسفر
ولاستعاذ بالذي في خلقها له نظر..
وفجأة أفاق المحامى من حلمه يهزا مشككا في صحة الخبر وما سمعه من صديقه قاضى المديرية فعاد يلح في السؤال عليه..
تزوجت أين ومن بالله حققوا الخبر
لعلها دعابة أطلقها بعض الغجر
يا سادتي تزوجت اقسم بالبيت الأغر
وبالنبي المصطفى محمد خير البشر ..فلا تخافوا بعدها على أخيكم من ضرر..اصبح ربيعا عيشه وكان له صفر..


احمد حماد إدريس –الدمام..

هلا