|
عندما يتحدث القائد..
|
إلى الناس للناس الطيبين الصامدين في قراهم ومدنهم، وللنازحين قهرا عنها، للصابرين المحتسبين، للواثقين بالنصر، للذين أدهشوا العالم بصبرهم وصمودهم وثقتهم وتماسكهم، للشيوخ الكبار، والنساء والأطفال والمرضى، للعائلات التي تفترش الأرض وتلتحف السماء دون أن ينال ذلك من إرادتها، وشهامتها وشجاعتها، ماذا أقول لكم، وهل هناك قول يفي لكم بعض حقكم ومقامكم؟ أقول لكم أنا وإخواني فداؤكم أرواحنا ودماؤنا وأنفسنا، فداء لدموعكم وجراحكم وصمودكم وشموخكم، أيها الأحبة، ستعودون إلى الديار، هاماتكم مرفوعة أعزاء كما كنتم وكما أنتم وكما ستبقون، ليس عندنا سوى الوعد بالنصر الذي تحبون، والقول لكم جزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس.
إلى الجنود أما للمجاهدين فأقول لهم وصلتني رسالتكم، وسمعت مقالتكم، وأنتم والله كما قلتم، نعم، أنتم الوعد الصادق، وأنتم النصر الآتي بإذن الله، أنتم الحرية للأسرى، والتحرير للأرض، والحمى للوطن، وللعرض وللشرف، يا إخواني، أنتم أصالة تاريخ هذه الأمة، وأنتم خلاصة روحها، أنتم حضارتها وثقافتها وقيمها وعشقها وعرفانها، أنتم عنوان رجولتها، أنتم خلود الأرز في قممنا، وتواضع سنابل القمح في ودياننا، أنتم الشموخ كجبال لبنان الشامخة، العاتية على العاتي، والعالية على المستعلي، انتم بعد الله تعالى الأمل والرهان، كنتم وما زلتم وستبقون الأمل والرهان. أقبل رؤوسكم التي أعلنت كل رأس، وأقبل أياديكم القابضة على الزناد، يرمي بها الله تعالى قتلة أنبيائه وعباده والمفسدين في أرضه، وأقبل أقدامكم المنغرسة في الأرض، فلا ترتجف ولا تزول من مقامها ولو زالت الجبال، يا إخواني يا من أعرتم لله جماجمكم ونظرتم إلى أقصى القوم، جوابي لكم هو شكر لكم إذ قبلتموني واحدا منكم وأخا لكم لأنكم أنتم القادة وأنتم السادة وأنت تاج الرؤوس ومفخرة الأمة ورجال الله الذين بهم ننتصر.
إلى العدو وللعدو وللعالم كله أقول، مهما طالت الحرب نحن أهلها، ومهما عظمت التضحيات، فنحن لم نولد إلا من رحمها، وفي معركة الإرادة، لن ننكسر، ولن نهزم. لبوش وأولمرت وكل طاغية معتد أقول، فاسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا، ولن تميت وحينا، فما جمعك إلا بدد، ولا أيامك إلا عدد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
من كلمة حسن نصر الله التي بثت اليوم
|
|
|
|
|
|