جرحي لبنانيون يرفضون المساعدة الطبية من الاردن احتجاجا علي موقفه من الحرب

جرحي لبنانيون يرفضون المساعدة الطبية من الاردن احتجاجا علي موقفه من الحرب
2006/07/29

القدس العربي

بيروت ـ من ليلي بسام:
تتلاصق الخيام الخضراء بمحاذاة بعضها البعض في احدي المناطق التجارية الراقية ببيروت كجزء من مستشفي عسكري ميداني ارسله الاردن لمعالجة الجرحي اللبنانيين الذين اصيبوا خلال 17 يوما من الحرب بين اسرائيل وحزب الله. لكن الجنود الاردنيين جلسوا تحت الاشجار التي ظللت المكان دون عمل. وفي نظرة الي داخل الخيام تبدو الاسرّة الخالية لان المصابين اللبنانيين رفضوا المساعدة من الاردن في خطوة اعتراضية علي ما يرونه عدم ممارسة الضغط لانهاء الغارات الاسرائيلية علي لبنان. وافتتح مطار بيروت الدولي الذي وقع تحت نيران الغارات الاسرائيلية المكثفة يوم الاربعاء للمرة الاولي منذ 13 تموز (يوليو) للسماح لثلاث طائرات اردنية تنقل المساعدات والمستشفي بالهبوط ونقل الجرحي. لكن الطائرات عادت فارغة كذلك عادت طائرتان محملتان بالمساعدات الانسانية من المملكة الهاشمية. وحطت طائرة اخري في مطار بيروت الجمعة. وقال وزير الصحة اللبناني محمد خليفة طلبت وبناء علي مبادرة مشكورة من الاردنيين من الجرحي السفر واستقبالهم في الاردن فرفضوا اما لانهم يشعرون ان كل شيء مؤمن لهم واما انهم لن يتركوا البلد باي ثمن .
اضاف خليفة لرويترز الجرحي قالوا لسنا افضل من الذين ماتوا واصيبوا. اذا الدول العربية تريد عمل شيء ما لنا فليستعملوا نفوذهم لايقاف العدوان علينا. هذا كان موقف مذهل لنا. حتي مبتورو الأرجل رفضوا .
وتكمن المأساة الانسانية في جنوب لبنان وليس في العاصمة لكن المستشفي الميداني الاردني لا يستطيع الوصول الي تلك المناطق بسبب خطورة المرور علي الطرقات التي تبقي هدفا للغارات الاسرائيلية. وحتي ولو ان المساعدات الاردنية استطاعت الوصول الي الجنوب فمن غير الواضح اذ كان اللبنانيون سيتسلمونها. وانحت دول عربية حليفة للولايات المتحدة باللائمة علي حزب الله في نشوء الازمة. ويقول بعض اللبنانيين ان الادانات العربية كانت خجولة جدا ولا تواكب ما ترتكبه اسرائيل من اعتداءات ولكن هذه الادانات من شأنها احتواء الشارع العربي. ويشعر البعض انه بغض النظر عن المساعدات التي ترسل الي لبنان فان العرب لم يفعلوا الا القليل جدا لانهاء الحرب. وقال احد العاملين في موقف للسيارات قرب المكان الذي وضع فيه المستشفي العسكري في منطقة فردان صار لهم ثلاثة ايام هنا ولم نر جرحي يعالجون هنا ..ليس من المعقول ان يعطوا الضوء الاخضر لضربنا وذبحنا وبعد ذلك يأتون لمعالجتنا. لا نريد حلوهم ولا مرهم .
واشار رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرأس حركة امل الشيعية والحليف الوثيق لحزب الله في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية الي امرأة جريحة رفضت الحصول علي مقعد في الطائرة الاردنية. وقال بري عرض علي امرأة مبتورة اليد ان تذهب الي الاردن لتركيب طرف لها فقالت: ذهب بيتي وذهب ابني وزوجي ماذا افعل في يدي؟ اني انتظر ان اعود علي الاقل لاقرأ الفاتحة لهم. والطائرات عادت من دون ان تحمل جريحا واحدا .
(رويترز)