الأمل في حضن شط تحبه ينتجر

الأمل في حضن شط تحبه ينتجر


07-26-2006, 06:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1153935113&rn=0


Post: #1
Title: الأمل في حضن شط تحبه ينتجر
Author: ادم الهلباوى
Date: 07-26-2006, 06:31 PM





الأمل في حضن شط تحبه ينتحر




بسم الله الرحمن الرحيم


زوبعة في فنجان هذا الصوت الهادر والوهم القاتل والفكر الضحل الذي تحلل فذاب وأندثر اضمحل هذا الوهوج الفرايحى، فاختلت الموازين واهتزت الصور، فصارت باهتة تؤثر على النظر ، هذا الكتاب وقصصه الفاترة التي تشعرك بالسأم والرتابة والضجر، ما عادت تشفى غليل الظامى المتكدر، خنجر مسموم غرز في خاصرة دارفور، هم الذين يقولون الذي في يده المنقاش يعرف كيف يخرج ما شاكه ، في ذات الوقت يقولون ألما بعرف ما تعطيه يغرف يكسر الكأس ويحير الناس ، نعم احتار الكثيرون في هذا الشكل اللولبي الرهيف ، الذي إذا حاولت تقيمه انكسر وانشطر ، وإن تركته تزداد حيرة ، تلك هي مشيئته ، تدور عجلتها عكس عقارب الساعة فيكون الحظ كالسكر الذي تشتت والأمل الذي تبدد ، ما اطلعنا عليه في هذا الكتاب قد رسموه من قبل آخرون ومشوا على صراطه بوحدوية وانفراد لكن لم يصب أهدافه ولن يحقق إستراتيجيته ، إذا لابد من مآب وليس في ذلك عتاب ، فالكل في عصر فن الممكن الذي لا يعطى إلا بعد أن يأخذ فكرة هذا الكتاب وفنونه عصارة مظالم ومآسي حزينة جامعة ليست بوحدوية وانفراد ، لكنها ممنهجه الفرد للمجموعة والمجموعة للفرد ، إذا أنى للوحدوية والتفرد أن تحقق الغايات ؟ لذا لا تكون كبندول الساعة الذي يروح جيئة وذهابا وليس له من الإثارة إلا تك .. تك ولا تكون له قيمة سوى أنه ضابط لتلك الأرقام ، فالذي يأتى فردا لا يزداد قيمة إلا بالإجماع ، الذي يأتى فردا يذوب ويتلاشى وسط هذا الخضم المتلاطم الأهواء والأهوال وما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع ، ويا للحسرة والندامة بطل قصة كتابنا هذا يخرج من كل مغامراته بمحض الصدفة ولكن ما يؤسف له حقا بدأ يطارد ويطارد مستندا في ذلك على الوهم ومتكئ على الأحلام الوردية ، فإذا أتى ذلك الصيف يتطلع الكل إلى المطر ، إذا فلندع التأويل جانبا ونعيش الواقع المرير بحقائقه وكل معطياته ونتطلع إلى ما هو جامع ومفيد لتتحقق الوحدة ويعم الاستقرار الذي يؤدى بدورة إلى الفكر الحر المتطور الذى يجود آليات الحوار، حتى إذا ما جاء المطر نجد كل شئ نضر يسر، بحيث لا يكون هنالك هما ولا حزنا ولا قلبا منفطر . هذه الجموع وهذه الكيانات وهذه العصبة المتفتتة التي تدعى المعرفة فتسبح في آفاق الوهم ، أنى لدارفور أن تعيش آمنة مستقرة وهذه الجلاميد الصخرية المتحجرة تعثر الخطى فتحول دون ذلك ، فتعيق كل متطلع إلى عزة وكرامة ، حيث ما عاد الناس يفرزون ما بين الصافي والعكر ، هي أصلا قصة قديمة فصولها متعددة وفيها الكثير من العبر فبرغم هذه الأهوال والانحدار الخطر ، طريقها شوك وجمر مستعر ، قيل قديما من يكن ذا فم مر مريض يذق به مرا الماء الزلال ، فشتان ما بين المستنقعات النجسة والماء الطهور .