القلب النابض ... تعالى إلى كلمة سواء فى أمر مذبحة بيت الضيافة !

القلب النابض : تحية واحتراماً

ما حدث فى قصر الضيافة جريمة بشع بحق كوكبة من الضباط العزل . وحتى هذه اللحظة لم يتم تحديد الجانى أو الجناة الحقيقيين بشكل قاطع . لذلك يتعين توخى الموضوعية والحذر والتحرى الدقيق "حتى لا تصيبوا قوماً بجهالة ، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ." (قرآن كريم ) .

قاضى المحكمة العليا آنذاك ، حسن علوب أعد تقريراً بشأن كل الملابسات سبقت وأعقبت إنقلاب يوليو . هذا التقرير قدم إلى نميرى الذى أصدر أوامرهً بأن لا ينشر . وتحفظ على النسخ التى سلمت إليه . وقيل أنه وقف على "إعدامها" حرقاً . بالرغم من ذلك إستطاع أحد الأصدقاء الأوفياء ممن إطلعوا على التقرير فى ذلك الوقت ، أن ينقل بخط اليد نحو 150 من التقرير المضيع . والسؤال الذى يتبادر إلى ذهن المراقب المنصف : لماذا لم يتم نشر ذلك التقرير؟
فى الأجزاء التى إطلعت عليها لم ترد أى إشارة فى أمر التكليف أو فى صلب التقرير عن "مذبحة بيت الضيافة" . وقد توسلت فى مناسبات عديدة عبر الصحف السودانية ومواقع إلكترونية عديدة للقاضى الجليل الدكتور حسن علوب (الذى يقيم منذ عشرات السنين فى إحدى بلدان الخليج العربى ) أن يوف ضميره القضائى حقه ، بفض الأسرار العصية التى أحاطت بذلك الحدث على وجه التحديد . وى هذا السياق أرجو منك أن تضمى صوتك إلى مناشدتى لمولانا علوب أن يتقدم بشهادته للتاريخ ولأجيال الشباب من أمثالك وللباحثين عن الحقيقة المجردة من أمثالى وأمثالك . خاصة وأن جل وربما كل أعضاء لجنة التحقيق قد توفاهم الله . ونتمنى طول العمر والسلامة لمن هم على قيد الحياة .

وحقيقة ، وبدون مداهنة ، أنا أعتقد بأن مذبحة بيت الضيافة قد أصابت المجتمع السودانى بكل فئاته وطوائفه وأحزابه بخيبة أمل كبيرة فى النخوة السودانية والغدر بحق رفقاء السلاح العزل وأقدامهم على إرتكاب المؤامرة المخزية . ولا أشك فى صدق مسعاك لثبر أغوار الحقيقة . فالأمر هنا يتعدى الملاسنة و"الضرب تحت الحزام" للخصوم السياسيين . ولا أعتد أنه من الشهامة فى شىء أن نستخف بأمر شهداء بيت الضيافة ، ومشاعر أهلهم ورفقائهم ، وننغمس فى إستخدام محنتهم كمؤنة للتحريض السياسى المتهافت . وتحويل المحنة إلى "قميص عثمان" جديد .

وبدون إدعاء أو تعدى على حقك فى التفكير والتعبير ، أنا على أتم الإستعداد إلى الأخذ والرد معك (بعيداً عن لدد الخصومة) حتى نقف على المعلومات المتاحة حول ذلك الحدث . فتعالى إلى كلمة سواء! ولنتذكر معاً قول الحلاج بأن "الحقيقة دقيقة ، طرقها مضيقة ، فيها نيران شهيقة ، ودونهامفازة عريضة ..!"

فلنبدأ بأمر تكوين لجنة التحقبق لندفع المناقشة فى وجهة أجدى للقارىء المتطلع إلى الحقيقة . وفى نظرى أن أمر التكوين هو أحد المداخل القيمة للوقوف على حقيقة ما حدث فى بيت الضيافة :


نص القرار بتكوين واختصاصات لجنة التحقيق فى ملابسات إنقلاب 19/7/1971

الموضوع : الإجتماع 98 بتاريخ 10/8/1971 ، الرقم 1814 "موقف الأمن فى البلاد بناء على التقارير التى عرضها على المجلس كل من السيد الرئيس والسيد وزير الداخلية والسيد رئيس جهاز الأمن القومى :
1 . أخذ مجلس الوزراء علماً بموقف الأمن فى البلاد عقب مؤامرة الإنقلاب الخاسر . وقرر فى ضوء ذلك تشكيل لجنة برئاسة قاض تحت قانون لجان التحقيق لسنة 1971 ، لإجراء تحقيق شامل بغرض معرفة طبيعة التآمر ودوافعه وظروفه إلى غير ذلك من الظروف والملابسات التى واكبته . وعلى وزارة العدل إعداد الأمر القانونى اللازم بتشكيل وصلاحيات اللجنة . (ملف رقم 37 . ص . 10) .

2 . نص الأمر بتكوين لجنة تحت قانون لجان التحقيق لسنة 1954 . بما أنه قد ثبت من الأحداث الأخيرة فى (19/7/ 1971) أن المؤامرة كانت بتدبير من الحزب الشيوعى السودانى المنحل ، وفقاً لقرار لجنته المركزية الصادر فى 30 /5/1971 .

وبما أن الأحداث الأخيرة قد واكبها ما يوحى بأن الحزب المشار إليه كان يلقى المساعدة والدعم للقيام بتلك المؤامرة من عدة جهات أجنبية ،
وما أن هدف الحزب الشيوعى المنحل ومن وقفوا خلفه كان إجرء تغير فى السلطة عن طريق القوة ،
وبما أنه نتيجة لتلاحم الشعب مع قواته المسلحة قد تم فى 22/7/1971 دحر الفئة المارقة ، وبما أن ماحدث فى الثلاثة أيام التى إستولت فيها تلك الفئة على السلطة يستوجب .... (غير واضح)

إجراء تقرير شامل فيما يلى :

1 . طبيعة التآمر ودوافعه وأطرافه
2 . المساعدات التى كان يتلقاها أو يتوقعها أطراف التآمر
3 . الظروف والملابسات الأخرى التى واكبت التآمر وعملت على فشله
4 . الأضرار المادية والمعنوية التى أصابت البلاد نتيجة لذلك التآمر

فاننى بموافقة مجلس الوزراء واستناداً على المادة 53 من قانون لجان التحقيق لسنة 1954 أصدر هذا الأمر بتعيين لجنة للتحقيق فى المسائل المذكورة أعلاه مكونة من :

1 . القاضى الدكتور حسن علوب – رئيساً
2 . ممثل لقوات الشعب المسلحة - عضواً (عميد عبدالرحمن محمود الفكى)
3 . ممثل لوزارة الداخلية – عضواً (عثمان عفان)
4 . ممثل لجهاز الأمن القومى – عضواً (محمد جمال .... بقية الإسم غير واضحة)
5 . ممثل لوزارة العدل – عضواً (مكاوى .... بقية الإسم غير واضحة)

على أن تمارس اللجنة كل الصلاحيات التى يبيحها قانون لجان التحقيق لعام 1954 وأن تتقدم بتقريرها فى ظرف .... (غير واضح) شهور من تاريخ هذا الأمر

صدر بتوقيعى فى يوم 31/8/1971
لواء أ . ح . جعفر محمد نميرى
رئيس مجلس الوزراء
(إنتهى)

ملاحظاتى الأولية :

1 . هذا التقرير تسلمه نميرى وأمر باعدامه . والنسخة المشار إليها تحصل عليها صديق لنا فى مجلس الوزراء ، على مقربة من مكتب جعفر نميرى ، ولم يتمكن إلا من نقل نحو مائة وخمسين صفحة . وقد أفاد بأن التقرير إشتمل على أكثر من مائتين صفحة .

2 . الأمر الجمهور بجانب صياغته اللغوية الركيكة ، إفتقر إلى الصياغة القانونية الدقيقة . يشير فى إحد الفقرات " بما أنه قد ثبت من الأحداث الأخيرة فى (19/7/ 1971) أن المؤامرة كانت بتدبير من الحزب الشيوعى السودانى المنحل..." (إنتهى) . فاذا ثبتت الإدانة فما جدوى التحقيق ؟

3 . رغم هول ماحدث فى بيت الضيافة فان أمر التكوين لم يتطرق لها . وقد تحولت فيما بعد إلى مادة لدرء الإدانة العالمية للمحاكمات الجائرة التى إفتقرت إلى مقومات العدالة المتعارفة . الصحفيون المصريون (إنيس منصور) هم الذين روجوا لمسئولية ضباط 19 يوليو فى إرتكاب مذبحة بيت الضيافة . علماً بأن صحفياً سودانياً واحداً لم يسمح له بتغطية الأحداث التى وقعت فى أرضهم وفى دائرةإختصاصهم ومقتضيات مهنتهم . وتحولوا طواعية إلى متلقين للمعلومات من صحيفة "الأخبار" المصرية . (تمكن الأستاذ إدريس حسن ، الذى حضر بصحبة مندوب صحيفة النهار البيروتية ، فؤاد مطرمن حضور جزء من محاكمة الأستاذ عبد الخالق محجوب . وقد ظنه العساكر المكلفون بالحراسة بأنه أحد موظفى وزارة الأعلام ، المكلفين بمرافقة الصحفيين الأجانب)

4 . فى الأجزاء التى تثنى الإطلاع عليها من تقرير قطران لم يرد إسم شاهد واحد من المدنيين أو العسكريين للإدلاء بافادات تتعلق بمذبحة بيت الضيافة ، ولم يتم عرض التقارير طبية المتوفرة أنذاك ، باعتبارها أحد عناصر الإثبات أو النفى التى يعتد بها .

إكتفى بهذا القدر الآن . وأكرر محبتى واحترامى !

أيه الرجل الشفيف دكتور بوب سوف نكون من المتابعين لهذا البوست والذى لا شك سوف يوثق لمرحلة عصيبة مرت على تاريخ السودان السياسيى وكما قال دكتور منصور خالد لو لا مذبحة قصر الضيافة لما كانت هنالك اغتيالات ومزابح فى عرف السودانيين السياسى.
اقترح ان يقوم اى سودانى من يعرفون الاسماء التى وردت فى هذا السرد وخاصة دكتور علوب ان يتحاورو معهم ليدلو بدلوهم فى هذا الموضوع، كما اتمنى من الباشمهمدس بكرى ابوبكر ان يساعد فى هذا الامر بعلاقاته وحتى لو ادى الامر لان يذهب لهم بصورة شخصية نسبة لاهمية الموضوع.

أخي عبد الماجد بوب

سلام عليكم

أشكرك جدا على اهتمامك

وعذراً لم أرى البوست إلا الآن

أولاً ما أود توضيحه

أنا مهتمة بشهداء قصر الضيافة كقضية اسرية لأن أحدهم هو عمي شقيق أبي الأصغر ..

والكثيرين روجوا اشاعة اهتمامي بها بالكيد السياسي ولم اشأ أن ابرر لهم لهم لأنهم لا يسمعون إلا

صرير أقلامهم أو الأقلام التي توافق هوى في أنفسهم .. ولا يهمني ذلك كثيراً ..

ولكن قناعاتي لم أجد ما يبددها حتى الآن ..

ولا يمكن لحزب سياسي قائم على السرية أن يعترف بجريمه كهذه...

هنالك اشياء بالمنطق ...

ما الذي يضمن لي أن الذي نقل التقرير صادق ..

الإنقلاب الي قام به الشيوعيون هو الإنقلاب الذي قام بتصفة هؤلاء الضباط وبمبررات مختلفة ..

ما الذي يجعلني أصدق رواية الشيوعيين وأكذب روايات الآخرين من الأسرة والصحافة وبعض

الشهود ..الذين يؤمنون بأن الشيوعيين هم الذين فعلوها..

ولو أعترف الشيوعيون لهذه الجريمة لما كانوا الشيوعيين الذين نعرفهم..

لا تقل لي تقرير الحزب الشيوعي الذي كان في التسعينات..

على أية حال قل ما عندك للتاريخ ..

Quote: وكما قال دكتور منصور خالد لو لا مذبحة قصر الضيافة لما كانت هنالك اغتيالات ومذابح فى عرف السودانيين السياسى.

شكرا اخي سيف جبريل لحديثك ..

شكرا دكتور عبد الماجد بوب
فكل يوم نحس بقيمة انضمامك لهذا المنبر...
نرجو ان تستمر فى الكتابة وكما قلت للتاريخ ولأجيال الشباب وللباحثين عن الحقيقة.
شكرا مرة اخرى.