سيلفاكير وفئران الحركة الشعبية

سيلفاكير وفئران الحركة الشعبية


07-23-2006, 02:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1153660524&rn=0


Post: #1
Title: سيلفاكير وفئران الحركة الشعبية
Author: waleed500
Date: 07-23-2006, 02:15 PM

حذر النائب الاول لرئيس الجمهورية - رئيس الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير قيادات الحركة من اللجوء إلى لعبة القط والفأر التي أنتهت بغرق المركب وسط البحر وقال سلفاكير رداً على وصف باقان أموم وياسر عرمان له بربان السفينة في أحتفال الحركة بذكرى تأسيسها في ميدان المولد بالخرطوم : (يجب أن لا يكون وضعنا كقصة »الكديس« الذي كان يقود المركب ومن خلفه الفأر وفي وسط الماء أحس الكديس بغرق ذيله ثم أكتشف أنه الفأر الذي بدأ يأكل كل القصب الذي صنعت منه المركب مما أدى إلى غرقها).
كان ذلك الخبر الذي اوردته »الرأي العام« بتاريخ 31 / 5 / 2006م كافياً لتلخيص حقيقة الاوضاع في الحركة الشعبية والعلاقة بين سلفاكير ودعاة السودان الجديد من أولاد قرنق الذين يعبثون كالفئران على حد وصف سلفاكير ويعوقون قيادة الرجل الذي لم يحدث ان تحدث في يوم من الايام عن سودان قرنق الجديد بل ان الرجل كان ولا يزال يركز على الجنوب الذي امضى فيه خلال زيارته الاخيرة اكثر من شهر قبل أن يغادر الى امريكا.
ذكرنا مراراً وتكراراً أن مصرع قرنق كان بمثابة الصدمة لامريكا التي استثمرت في الرجل كما لم تستثمر في احد غيره وتبنته ورعته منذ ايام الدراسة الجامعية حتى حصوله على درجة الدكتوراة في جامعة ايوا بامريكا وذلك حتى يقود مشروع التغيير الهيكلي للسودان وفقا لما يعرف بنظرية السودان الجديد التي تسعى إلى إنهاء الهوية العربية الاسلامية في السودان أسوة بما حدث في زنجبار التي شهدت أحدى أكبر مذابح التطهير العرقي للعرب عام1964م وكان خطب مصرع قرنق أفدح وأعظم في نفوس أبنائه الذين عولوا عليه كثيراً في أن يقود مسيرة التغيير في السودان ولعل من يقرأ »المناحة« التي أقامها ياسر عرمان في الحوار الذي أجرى معه في صحيفة السوداني الصادرة بتاريخ 18/7/2006م ويتمعن في مغزى لطم الخدود وشق الجيوب والعويل بل والتقديس الذي سكبه عرمان في ذلك الحوار الصحفي يدرك مقدار الفقد والنكبة التي حلت بأولاد قرنق جراء مصرع الرجل بل إن التقديس وصل حتى إلى والدة قرنق حيث قال عرمان وهو يتحدث عن معبوده قرنق (ذلك الانسان الكبير الذي أتى من قرية وايقلي ابن تلك المرأة العظيمية »أقاك«)!
العجيب في الامر انه طوال ذلك الحوار الذي خصص للمطالبة بتخليد قرنق من خلال تسمية بعض المنشأت باسمه في العاصمة وليس في جنوب السودان - حتى لو أفضى استفتاء تقرير المصير الى إنفصال جنوب السودان - وكذلك إقامة إحتفال ضخم في ذكرى مصرع الرجل .. اقول إن ذلك الحوار لم يرد فيه اسم سلفاكير ولو مرة واحدة بينما أحتشد الحوار بما لا يمكن أحصاؤه من ذكر قرنق والسودان الجديد ولعل المرة الوحيدة التي أشير فيها الى سلفاكير كانت عبارة عن تعريض ساخر متهكم فقد قال عرمان (وإذا استلمنا اي دولار من عائدات البترول وإذا ما اتخذنا اي قرار وفرته لنا الاتفاقية وجب علينا ان نتوجه بالشكر لدكتور جون قرنق الذي هو اكثر حضورا في غيابه من بعض الحاضرين!) وعلامة التعجب ليست من عندي وإنما من الصحيفة ولا يحتاج الامر الى توضيح!
مسيرة التشاكس بين سلفاكير وأولاد قرنق تتبدى في كل لقاء أو حوار أو مناسبة ، ففي احتفال المؤتمر الوطني بالذكرى السابعة عشر للانقاذ والذي غاب عنه سلفاكير حيث كان حينها في زيارة لجنوب السودان تلا كول ماتيانج عضو المكتب السياسي الكلمة التي القيت باسم سلفاكير والتي صاغها اولاد قرنق وفي حضور السيد رئيس الجمهورية وقال فيها (إن ما يفرق بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني هو السياسات ... الحركة تريد تحقيق اهدافها عبر فكر الدولة العلمانية والمؤتمر الوطني يريد تحقيقها عبر المشروع الحضاري) ولكن عندما تحدث سلفاكير بنفسه في احتفال الذكري 23 لإنشاء الحركة الشعبية في ميدان المولد والذي حذر فيه الفئران من العبث بالمركب التي يقودها طالب الرجل كوادر الحركة الشعبية باحترام ارادة الشمال في تحكيم الشريعة الاسلامية وهو موقف يتسق مع إتفاقية نيفاشا التي نصت على أن يحكم الشمال بالشريعة الاسلامية.
من المعلوم ان الخلاف حول التوجهات بين سلفاكير وقرنق كان قد رشح بشكل مدوٍ في مؤتمر رمبيك المنعقد في ديسمبر 2004 قبيل توقيع اتفاقية نيفاشا والذي تمكن فيه سلفاكير من بسط سيطرته على المؤتمر ولا نزال نذكر كلمات سلفاكير ود. جستن ياك حين قالا في وصف قرنق انه »لا ينسى ولا يعفو« ومعلوم ان ذلك المؤتمر والذي حضره كل القادة لم يتغيب عنه الا الجلابة »ياسر عرمان ومنصور خالد«! وهذا موضوع أخر قد أتعرض له لاحقاً.
العجيب في الامر أن أكبر أولاد قرنق في الحركة الشعبية »باقان اموم« الامين العام للحركة والذي عاد بقوة الي واجهة الاحداث بعد أن أُستبعد بعد مصرع زعيمه قرنق عاد الى هوايته القديمة حيث هدد باشتعال الحرب من جديد إذا لم يتم تنفيذ الاتفاقية بالرغم من اعترافه ،وفقاً لما اوردته الخرطوم مونتر، بان جزءاً كبيراً منها قد نفذ... لكن الرجل لم يقل لنا أين ستندلع الحرب التي هددنا باشعالها بعد أن أُخلي الجنوب من الجيش السوداني.. ؟!
حتى لا ننسى فإن باقان اموم هذا هو نذير احداث الاثنين الاسود التي ستطل علينا ذكراها المؤلمة بعد ايام قليلة ذلك ان الرجل هو الذي حذر قبل أكثر من عام من اشتعال الاحداث .. حذر من انفجار ما سماه بالحزام الاسود حول الخرطوم ومن ثورة الغاضبين والمهمشين وقد تفجرت احداث الاثنين الاسود بعد ذلك بالفعل عقب مصرع قرنق وهو الرجل الذي كان صرح لجريدة الصحافة بان اتفاقية نيفاشا ستقضي على دولة الجلابة وبما ان اموم هذا قد جربنا صدق تحذيراته فاننا لم نفهم انذاره بتجدد الحرب الا في اطار توقع أنفجار أحداث اثنين اسود جديدة خاصة وان الذكرى الاولى لتلك ا لاحداث تطل علينا خلال ايام قليلة ولا يوجد مكان تندلع فيه الحرب غير الشمال بعد انسحاب الجيش السوداني بموجب اتفاقية نيفاشا فهلا انتبهنا واستيقظنا قبل فوات الاوان؟! ونواصل

الطيب مصطفى