Post: #1
Title: ما الذي يجري بين واشنطون وجوبا؟!
Author: waleed500
Date: 07-23-2006, 00:07 AM
{ كل المؤشرات تقول بأنّ هناك سيناريو ما أعده السينارست الأمريكي بوش حول ترتيبات أمريكية جديدة في منطقة القرن الإفريقي يبدأ تنفيذها من السودان وعبر البوابة الجنوبية حيث يشكل جنوب السودان حجر الزاوية للمشروع الأمريكي المزمع تنفيذه في بلد المليون ميل مربع. { وفيما يبدو أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تريد في المرحلة المقبلة أن يكون لها تواجد مكثف في السودان حماية لمصالحها الإقتصادية العليا وأن هذا التواجد تريده أن يتم عبر نافذة الحركة الشعبية الشريك الرئيسي للمؤتمر الوطني- الحزب الحاكم وما يؤكد ذلك الزيارات المتعددة التي قام بها عدد من قيادات الحركة الشعبية خلال الفترة الماضية وكانت أبرزها زيارة روبيكا زوجة الراحل د. جون قرنق القائد السابق للحركة الشعبية وقد كانت زيارة روبيكا مثاراً للدهشة السياسية حيث كانت في ضيافة البيت الأبيض وركزت وسائل الإعلام الأمريكية على روبيكا ونشاطاتها خلال الزيارة وتعمدت روبيكا تهميش سفارة السودان بواشنطون وعدم إشراكها أو اطلاعها على تفاصيل برنامج زيارتها. وزار سلفاكير بعدها واشنطون وسار على ذات المنوال واليوم يزور سلفاكير واشنطون ويقابله بوش في البيت الأبيض بحفاوة بالغة وبابتسامة كابتسامة الثعلب تعكس بين ثنايها »المكر الأمريكي السيىء..« وزيارة الفريق سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب الى واشنطون يكتنفها الكثير من الغموض وتتخللها الكثير من الإزدواجية لكنها تشير في دلالاتها إلى تحالف استراتيجي بين واشنطون وجوبا يأتي في سياق السيناريو الأمريكي الذي أشرنا إليه آنفاً والذي تبحث أمريكا عن مُخرج من الطراز المميز لإخراجه وأنها الآن تفاضل ما بين المخرجين الذين إختارتهم لهذا السيناريو وجميعهم من جنوب السودان وتحديداً من الحركة الشعبية وأنّ أقوى المرشحين لإخراج السيناريو الأمريكي هما روبيكا وسلفاكير فالبيت الأبيض يفاضل الآن ما بين روبيكا وسلفاكير ليختار من بينهما المخرج الذي سيخرج السيناريو الأمريكي في السودان. فالبيت الأبيض تجاهل صفة النائب الأول لرئيس جمهورية السودان وتعامل مع سلفاكير بوصفه رئيس حكومة الجنوب لذا جاء من هنا إهمال السفارة السودانية في واشنطون وعدم اطلاعها بروتكولياً على تفاصيل الزيارة وهنا يكمن مربط الفرس للإزدواجية الدستورية التي يتمتع بها سلفاكير فيغلِّب شق رئيس حكومة الجنوب على الشق الآخر »النائب الأول« كما يستغل هذه الإزدواجية في تمرير الكثير من أجندة الحركة الشعبية خلال زيارته الخارجية ومن ضمنها زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية.. ولم يعرف بعد عن أن زيارة سلفاكير لواشنطون تأتي بصفته رئيساً لحكومة الجنوب وقائداً للحركة الشعبية أم بصفته النائب الأول لرئيس الجمهورية فالصورة تبدو قاتمة وغير واضحة مما يجعل هذه الزيارة يشتم منها رائحة المؤامرة وربما تكون المؤامرة ضد السودان »الشمالي« بأسره لأنّ الجنوب أصبح يلعب لصالح ورقه في كل شىء بل في كل تحركاته الداخلية والخارجية. وتكمن هذه المؤامرة الأمريكية في تمرير موضوع نشر القوات الدولية في دارفور وعبر بوابة الحركة الشعبية التى أكدت في عدة مرات أنها مع نشر قوات دولية في دارفور.. فيما أكد المشير البشير رئيس الجمهورية أنّ المواجهة مع المجتمع الدولي أفضل من القبول بنشر قوات أممية في دارفور..تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة بما يعني الاحتلال العسكري مثلما حدث في العراق وافغانستان، فالمؤامرة التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإنفاذها بالتعاون مع قائد الحركة الشعبية الفريق سلفاكير الذي يزور واشنطون حالياً هي إجهاض موقف المشير البشير ونسف تصريحاته الرافضة للقبول بدخول قوات أممية في دارفور، وسحب البساط من تحت أقدامه كرئيس للدولة ورمز لسيادتها الوطنية وكرامتها ومن ثم إفساح المجال »للفئران« لكي تثقب سفينة الإنقاذ فتغرقها في عرض البحر ولتقيم على أنقاضها مشروع السودان الجديد أو السودان الجديد فالسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجري بين واشنطون وجوبا في الأضابير الأمريكية؟! هذا ما ستشكف عنه الأيام المقبلة بعد أن ينكشف المستور من باب: ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد!. عمر احمد الحاج
|
|