الحاج ورّاق: سياسة عبد الرحيم حمدي هدفت تحويل المال الي المعبود الأوحد في البلاد أي تحطيم القيم

الحاج ورّاق: سياسة عبد الرحيم حمدي هدفت تحويل المال الي المعبود الأوحد في البلاد أي تحطيم القيم


07-22-2006, 04:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1153539513&rn=3


Post: #1
Title: الحاج ورّاق: سياسة عبد الرحيم حمدي هدفت تحويل المال الي المعبود الأوحد في البلاد أي تحطيم القيم
Author: مكي النور
Date: 07-22-2006, 04:38 AM
Parent: #0

الإنقاذ وتليين الدفاعات!

الحاج وراق




* (تليين الدفاعات) من مصطلحات الحرب الحديثة، ويعني جملة العمليات العسكرية والنفسية ما قبل الاجتياح النهائي، أي ان القوات الغازية وقبل هجومها البري تقصف بالطائرات والصواريخ وبالمدفعية الثقيلة اهم التحصينات ومراكز القيادة والتحكم والبنيات الأساسية، اضافة إلى (القصف) الدعائي فيما يسمى بالحرب النفسية لشل ارادة الخصم ودفعه الى الاستسلام، وهكذا فإن الجيش الغازي حين يتقدم لاحتلال الارض تكون معظم اهدافه قد سبق وتم تحقيقها دون ان يتكبد خسائر عالية في الارواح أو المعدات!
* وقد ظلت بلادنا، تتعرض ومنذ سنوات، لجملة من العمليات، أدت الى تحقيق هدفها في (تليين الدفاعات)!
* واستهدفت أول صلية من صليات الصواريخ في تليين دفاعاتنا الوطنية أهم التحصينات - أي النسيج الاخلاقي في البلاد. وقد اعطيت هذه العملية اسماً كودياً (تحرير الاقتصاد!)، وقادها بمهارة وكفاءة عبد الرحيم حمدي وطاقمه من الانقاذيين، وكان هدفها، وما يزال، تحويل المال إلى المعبود الأوحد في البلاد، أي تحطيم القيم المجتمعية والأخلاقية والانسانية، وتحويل كل قيمة - بما في ذلك القيم الدينية والوطنية - إلى قيم سوقية قابلة للبيع والشراء!
واستخدمت هذه العملية أسلحة شريرة، لكن في غاية الفاعلية، اسلحة تخلى الدولة عن مسؤولياتها الاجتماعية، وتحطيم نظم الحماية والرعاية الاجتماعية، وتحطيم مؤسسات التعليم والصحة الحكومية، وبالنتيجة افقار غالبية الشعب، وكذلك تجريدهم بصورة منهاجية من أية مؤسسات للدفاع عن حقوقهم، خصوصاً تجريدهم من النقابات الحرة، اضافة الى اسلحة الاحالة للصالح العام، وتحطيم النظم المحاسبية والمالية في مؤسسات الدولة، وهذه اضافة الى آثار الحرب والنزوح، ادت الى تهتك النسيج القيمي والاخلاقي للبلاد، فتم نشر وتعميم قيم الفساد والتسول والرشوة والاحتيال والكذب وخيانة الامانة والدعارة والانانية الطفيلية واللامبالاة تجاه مصائر الآخرين ومصائر المجتمع!
* وفي المركز من هذه العملية تحويل البلاد كلها - باقتصادها ومجتمعها وسياستها واخلاقها ودينها - الى سوق كبير، تحويل السياسة بالقمع والرشاوى إلى سوق نخاسة (في البداية كمنافقة طرحت شعاراتها العملية (دعوني اعيش ومن اجل أبنائي)، ثم تحولت الى سياسة منهاجية اسميت تارة بالسلام من الداخل وتارة بالتوالي وظل محتواها واحداً وهو الذي عبر عنه د. نافع - المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني - حين قال: (الداير الوزارة إجي المؤتمر الوطني - (أو يتوالى معه)! .. ومن الفهلوة المسماة شطارة في (دعوني اعيش) مروراً بطلب الوزارة كشطارة، اخذت سياسة (التمكين) في النهاية اطارها النظري تحت شعار (اقتسام السلطة والثروة) - أي اقتسامها بين (الاخوان) ومع (الحبان) المتوالين ومع نخب الاطراف الذين يعاد تسكينهم ضمن معادلات المركز (القديم) نفسه!!
* هذا في السياسة، واما في الاجتماع والاخلاق فان (القنبلة) التي اصابت النسيج القيمي والاجتماعي لتعادل (هيروشيما) اخلاقية! أترى مصادفة انه بعد سبعة عشر عاماً من الانقاذ فإن الاغنية المفضلة في حفلات الأعراس أغنية (راجل المرة حلو حلاة)! تغنيها وتطرب لها النساء! انها التتويج الاخلاقي لسياسات (النهب) و(الانتزاع) و(التعدي الطفيلي)! التعدي الطفيلي دون ان يرف جفن، بل مع تلمظ الفاه بالأغاني والاهازيج! التعدي الطفيلي حتى تجاه الشريكات في الوضعية وفي المأساة، أي الشريكات في النوع (الجندر) نفسه!!
لقد نجحت الانقاذ في ان تجعل من (الدينار) صنماً يُعبد! ولكن إذ يتحول المال الى معبود، فإن الفارق بين (الدينار) و(الدولار) فرق مقدار! والدولار أقوى من الدينار، وهو القادم كي ينصب كعبته الجديدة في السودان!!
* وأما الموجة الأخرى في هجمات (تليين الدفاعات) فقد تكفلت بها الاجهزة الامنية العسكرية، وتختص بتعبئة (الغبائن) في قلوب السودانيين، تعبئتها في (بيوت الاشباح) بالممارسات التي يقشعر لها وجدان كل شريف، وبالانفلات الهمجي للجنجويد - باستهداف الابرياء وحملات القتل بالهوية وحرق القرى والتهجير القسري والاغتصابات الجماعية، وبالنتيجة اضطر الشرفاء للبحث عن حلفاء حتى ولو قاربوا التحول الى عملاء!
.. وفي ظلام الليل البهيم من المرارات والغبائن، اذ عز النصير، وانبهمت الرؤية، زاغت الابصار، حتى أبصار الديمقراطيين، فصاروا يرون الذئاب حملاناً وديعة ، ويصدقون بأن الجزار (جون بولتون) ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة والذي سبق وألهم ودعم وشجع (فرق الموت) والجزارين في امريكا اللاتينية، هذا الجزار يمكن ان يتحول بين عشية وضحاها الى حامي حمى المدنيين في دارفور!!
ومرة أخرى فان البلاد التي يوقن اهلها بانهم مذبحون مذبحون، فانهم لا يبالون بأي سكين وبأي لون تكون يد الجلاد! واذا كانت السيادة هي الاطار الموضوعي لممارسة الحرية، فان الحرية هي ما يجعل السيادة قيمة تستحق الدفاع عنها، ولكن (الاخوان) اذ حولوا السيادة من سيادة الشعب الى سيادتهم هم فقد افرغوها من كل مضمون، وبذلك فقد لعبوا عمليا دور الطابور الخامس لما هو قادم من هيمنة (الامريكان)!!
* واما الموجة الثالثة في (تليين الدفاعات) فهي مزيج الابادة القاتل المكون من سياسة (التمكين) والاحالة للصالح العام، وهو يعني أن (البلد بلدنا ونحنا اسيادا) مما يؤدي الى اللامبالاة تجاه مصائر الوطن - فمادامت البلد بلدكم وحدكم فدافعوا عنها وحدكم! ولكن، واضافة الى ذلك، فقد أدى الى تحطيم مؤسسات الخدمة العامة، حيث ازاح الكفاءات ونصب مكانها قليلي الخبرة ومتوسطي القدرات،وهؤلاء غيرمؤهلين للحفاظ على مقدرات البلاد ولا لحراسة بواباتها وحدودها، والنتيجة واضحة، لخصتها حادثة انهيار بنايات جامعة الرباط، فالبلاد التي تنهار بنايات شرطتها بسبب انعدام الكفاءة والفساد حتماً سينهار أمنها!!
* وأما الضلع الرابع في مربع احكام الخناق ففتح البلاد لرأس المال الاجنبي، فرغم كل العنتريات فقد انتقلت مفاتيح اقتصاد البلاد ومؤسساتها الحاكمة جميعها الآن الى يد رأس المال الاجنبي! ولم يتم ذلك بناء على احتياجات الاستثمار والتنمية وحدهما، وانما كذلك بدوافع العمولات والسمسرة، وبالتالي فان كثيرا من رؤوس الاموال هذه قد دخلت خصما على معايير الامن الاقتصادي، والمصالح الوطنية، ومصالح العاملين، بل والسيادة الوطنية! ولا يحتاج المآل الى كثير مقال، فالبلاد التي لا تملك مفاتيح اقتصادها لا تملك قرارها ، وبالتالي فلن تملك قرارات امنها الوطني، ولذا ليس غريبا ان تأتي القوات الأجنبية لحراسة رؤوس اموالها الاجنبية في السودان!!
وهكذا، سواء، اقتصاديا، او سياسيا، او اجتماعيا واخلاقيا فان (التتمة) الطبيعية لسياسات اليمين من (الاخوان) انما قدوم اليمين الجديد من (الأمريكان)!!
وطال الزمن اوقصر، ستزول (غباشة) الرؤية، سيتضح بان اليمين واحد، وان اختلف اختلاف مقدار، وكما كافح اهل السودان سياسة (الاخوان) سيواصلون كفاحهم ضد(الامريكان)! وبالطبع لا يمكن ان يتقدمهم في كفاحهم القادم الطابور الخامس الذي مهد للاجتياح!!

www.alsahafa.info

Post: #2
Title: Re: الحاج ورّاق: سياسة عبد الرحيم حمدي هدفت تحويل المال الي المعبود الأوحد في البلاد أي تحطيم ا
Author: مكي النور
Date: 07-23-2006, 05:07 AM
Parent: #1

....

Post: #3
Title: Re: الحاج ورّاق: سياسة عبد الرحيم حمدي هدفت تحويل المال الي المعبود الأوحد في البلاد أي تحطيم ا
Author: خالد خليل محمد بحر
Date: 07-23-2006, 05:58 AM
Parent: #2

شكرا مكى النور
والحاج وراق قدم قراءه موضوعيه ولكن من يسمع

Post: #4
Title: Re: الحاج ورّاق: سياسة عبد الرحيم حمدي هدفت تحويل المال الي المعبود الأوحد في البلاد أي تحطيم ا
Author: مكي النور
Date: 07-24-2006, 09:58 AM
Parent: #1

شكرا ليك يا خالد ومرحب بك في سودانيزاولاين.
وكما قلت:

Quote: والحاج وراق قدم قراءه موضوعيه ولكن من يسمع


لك التحية.