قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو

قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو


07-14-2006, 10:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1152868287&rn=0


Post: #1
Title: قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو
Author: بكري الصايغ
Date: 07-14-2006, 10:11 AM

الاخ العــزيـــز،
ابــو ســـــاندرا

تحــية الـود والاعــزاز، والـمودة الـصـادقة.

رجـعـت الـي ارشــيـف سـودانيـزاونلايــن القـديـم، بحـثآ عن درر الـمقالات، والـتي يمـكنها وان تسـاعد وتسـاهـم في مناسـبة الذكـري الخامسـة والثلاثـيـن عـلي احـداث 19يـــوليـو1971، ومابعدها من احداث الاعـتقالات والاعـدامات ، ومن اجـل اعــادة ذكـري الشـهداء الابـرار.

ولهـــذا قـمت، وبعــــــــد إذنـــــــك طبعــــآ، بضــــم كل ماكتبتة انت حـول موضـــوع (الســفلة الـقتـلة)،وليـكون جــزءآ هـامآ في مـوضــــوعي القـادم.
وانـا عـلي ثـقة، انك سـتفهـم لـماذا واحتاج بشــدة هذة الآيــام بالذات لـموضـوعك القــيـم.

ابــو ســاندرا.....لك شــكري ومـودتي.



18-07-2005, 01:56 م

أبو ساندرا


.

تاريخ التسجيل: 26-02-2003
مجموع المشاركات: 3762
قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو

سفاحون وقتلة مأجورين
مارسوا القتل والتعذيب والتنكيل

1- جعفر نميري :تدخل أكثر من مرة لتغيير حكم المحكمة ليصير إعدام
في محاكمة الشهيد المقدم بابكر النور رفض رئيس المحكمة الحكم بإلإعدام وفقآ لرغبة السفاح ، وكذلك رفض جميع الضباط الذين كلفوا بذلك بعد إعتذار العميد تاج السر المقبول ، وظل السفاح يردد في كل مرة رفع له فيها الحكم بالسجن قائلآ :{ ده رئيس مجلس ثورة تحاكموه كده } كان الحكم الأول السجن 12 سنة عدل بعد تدخل السفاح إلى 20سنة وفي المرة الثالثة إعتذر العميد المقبول.

وكذلك فعل السفاح في محاكمة الشهيد الملازم أحمد عثمان الحاردلو ، حيث صدر الحكم بالسجن ثلاث سنوات ولكن السفاح نميري كان مصرآ على عادة المحاكمة وإصدار حكم الإعدام ، وتم له ما أرد

وصدر الحكم على النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل ب 7سنوات وأعاد السفاح الحكم حتى عدل إلى 14سنة
-في محاكمة الملازم هاشم مبارك صدر حكم المحكمة التي ترأسها العقيد فابيان لونق غير أن الفاح نميري أعاده ثلاث مرات طالبآ تشديد الحكم

2- الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم:
3- الرائد علي حسين اليماني
4- الرائد عبدالقادر جني
5- النقيب محمد إبراهيم الشايقي

قامت هذه المجموعة بقيادة ابوالقاسم بتعذيب الشهيد الشفيع أحمد الشيخ بالسحل والطعن بالسونكي والركل بالأحذية وبكعب البنادق ،

6- العميد أحمد محمد الحسن :
ترأئس معظم المحاكمات ، ومنها محاكمة الشهيد عبدالخالق محجوب وضايق الشهيد بالإستعجال والمقاطعة ، غير أن الشهيد البطل أصر على إكمال دفاعه قائلآ للسفاح أحمد محمد الحسن :{ أنت من هنا وإلى البيت أما أنا إلى الإعدام فتمهل لأكمل دفاعي } أو مامعناه
-أشرف على التنفيذ في بعض المحاكمات وكان برفقة نميري طول الوقت
-أجهز على الشهيد أحمد جبارة بمسدسه بعد أن ظل الشهيد البطل يهتف والرصاص يلعلع

7- اللواء خالد الأمين الحاجشقيق اللواء المقبول عضو مجلس إنقلاب عبود
8-الرائد شرف الدين أحمد مالك { إستخبارات سلاح المهندسين}
9-الرائد فتحي أبوزيد
10-الرائد تاور
وحفنة من الجنود

قام اللواء خالد الحاج بالإعتداء على الملازم صلاح بشير الذي كان في سرير السلاح الطبي بعد أصابته بجرح كبير وكان الجماعة يظنونه معهم حينما نقلوه إلى السلاح الطبي ، عندما عرفوا إنه شارك في 19يوليو قام اللواء خالد بنزع الدرب الموصل بين زجاجة الدم ووريد صلاح بشير بعنف وقسوة ووجه ضربات للملازم صلاح في مكان الجرح
الرائد شرف الدين لم يشارك في حفلة التعذيب وكان متفرجآ

11- اللواء خالد حسن عباس :قام بمساعدة الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم بتعذيب الدكتور مصطفى خوجلي
الرائد فتحي أبوزيد { 9} شارك خالد وأبوالقاسم في تدذيب دكتور خوجليوكذلك صرح في وجه الملازم هاشم مبارك الذي حكم عليه بالسجن قائلآ: { كنا عايزنها إعدام }

12-النقيب { مظلات} محمد إبراهيم
شارك في معظم عمليات الإعدام وكان بادي السعادة ، شارك في تنفيذ حكم إعدام الشهيد هاشم العطا ، كان معه:
13-الملازم عبدالعزيز عوض
14-الملازم الهادي محمود جمعة
أطلقوا أكثر من 800 طلقة على الرائد القائد هاشم العطا وشاركوا في كل عمليات التعذيب والإعدام
15-الملازم كمال سعيد صبرة
حاول إستفزاز الرائد هاشم العطا وقام بتهشيم نظارة الشهيد هاشم الذي قال له وبرجولة فائقة : { شوف الرجال بيثبتو كيف }

16- المقدم صلاح عبدالعال مبروك :
حينما رفض العميد تاج السر المقبول تنفيذ رغبة السفاح بإعدام المقدم بابكر النور ، ورفض كل الضباط الذين كلفوا قام نميري بإستدعاء صلاح عبدالعال تلفونيآ فحضر وإستلم اوراق المحاكمة وحكم بإعدام الشهيد بابكر النور
17- المقدم عبدالقادر محمد احمد :
-نسف المكتب الذي واصل منه الشهيد محمد أحمد الريح المقاومة في القيادة العامة مما أدى لإستشهاد ودالريح
- شارك وبتلذذ في معظم عمليات التعذيب والإعدام
18-الملازم حسب الله نوح { المظلات }
قام وجنوده بتعذيب الشهيد معاوية عبدالحي
19- الرائد كمال خضر
حضر كل المحاكمات وقام بضرب الشهيد أحمد جبارة
20- الملازم فضل شريف:
وجه لكمات للشهيد أحمد جبارة الذي كانت يداه مقيدتان للخلف
21- الرائد عمر محقر:
تدخل في محاكمة النقيب محمد أحمد محجوب قائلآ أنه شتم مجلس الثورة المنحل وسب نميري وبسبب هذه الإفادة عدل حكم البرآة إلى السجن
عمر محقر عمل ياور للسفاح نميري ونشر بعض من مذكراته المليئة بالثقوب في جريدة البيان الأماراتية ونفى أن السفاح تدخل في المحاكمات ، الكذاب

22- العقيد عبدالوهاب البكري :
كان ممثل الإتهام في معظم المحاكمات ومن ضمنها محاكمة الشهيد عبدالخالق محجوب
نذل ووضيع طلب ملابس أحد الضباط الشهداء
يكتب في بعض الصحف السودانية
مارس مهامه بخسة ووضاعة وتشفي ومازال يفاخر بفعائله الذميمة

23-العقيد علي علي صالح :{ قائد مدرسة المدرعات }طلب النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل إستدعائه للشهادة كشاهد دفاع ، فقال له لو حضرت كشاهد دفاع فانني سوف أعجل باعدامك
24- العقيد قسم الله الحوري
25-المقدم مهدي المرضي
26-النقيب كامل مساعد
27-المقدم عبدالله الياس { ممثل الإتهام }
شاركوا في محاكمة الدكتور مصطفى خوجلي
28- الرقيب إسماعيل سعيد :شارك في حملات إعتقال الضباط المشاركين في 19يوليو

29- العقيد الطاهر محيي الدين
30- العقيد احمد يحيي عمران
في محاكمة الملازم فيصل كبلو التي ترأسها توفيق أبوكدوك { فريق لاحقآ ونائب رئيس هيئة الآركان } صدر الحكم بخمس سنوات سجن ولكن السفاح نميري هاج وطالب بتكوين محكمة أخرى بعد إعتذار أبوكدوك وشكلت المحكمة برئاسة العقيد الطاهر محيي الدين وكان العقيد عمران ممثل الإتهام وأصدرت المحكمة البديلة حكمآ بالسجن 15عامآ
31- فتحيي عبدالغفور
قام بتوجيه أساءة للملازم فيصل كبلو ومعه المقدم عبدالقادر محمد أحمد المذكور أعلاه
32- النقيب علم الهدى شريف
33-النقيب مختار زين العابدين
34-الرائد صديق السيد
35-الرائد عثمان محمد الحسن
شاركوا في ماحدث في معسكر المدرعات في الشجرة

36- العقيد محمد حسين طاهر:
في محاكمة النقيب محيي الدين ساتي ذكر ممثل الإتهام العقيد {لواء} صديق البنا بانه ليس لديه ادعاءات ولايوجد شهود إتهام ولكن رئيس المحكمة العقيد محمد حسين طاهر قرر الإدانة وعندما سأله النقيب محيي الدين كيف توصلت للإدانة ولا إدعاء ضدي ولايوجد شهود إتهام ؟ أجاب العقيد طاهر بأن الموضوع ليس في يده وطلب منه ان يدل بأي شيء يخفف عنه الحكم ورفض النقيب محيي الدين فحكم عليه ب 6سنوات وأذيع الحكم في الإذاعة وفي اليوم التالي أعلن رسميآ أن الحكم 10سنوات
وحكم العقيد طاهر على هاشم مبارك

و
37-الرائد مامون عوض أبوزيد38-الرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر
39-اللواء أحمد عبدالحليم { قائد المدرعات }
40—العميد محمد عبدالحليم { شقيق أعلاه } ووزير الخزانة وكلاهما في المخابرات المصرية
41-عميد عمر الحاج موسى { وزير الثقافة حينها وعراب نميري وحاميه }
42-مقدم قاسم موسى نوري
43-مقدم يعقوب إسماعيل

وخونة :
44- أحمد سليمان المحامي المنشق عن الحزب الشيوعي
45-معاوية إبراهيم سورج
قدما معلومات ووشايات وكان معاوية سورج شاهد إتهام ضد الشهيد الشفيع أحمد الشيخ وضد الشهيد جوزيف قرنق والدكتور مصطفى خوجلي
عاش منبوذآ وغرق في إدمان الخمر قبل موته

وخونة على مستوى:
46- الهالك انور السادات : الذي لقى جزاؤه العادل صريعآ بين جنوده
47-المعتوه الصحراوي : مازال ينتظر بعد ان إنحنى لأمريكا ودفع مال الشعب تعويضآ عن جرائمه



Post: #2
Title: Re: قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو
Author: Nasr
Date: 07-14-2006, 11:50 AM
Parent: #1

بعد تقديم فروض الإحترام لشهداء إنقلاب يوليو 1971, ألا تتفق معي يا دكتور أنه بعد كل هذه السنين يبقي الأهم: دراسة التجربة بإستخدام مناهج البحث العلمي والوصول لنتائج تعين قوي الديقراطية والتقدم والوطنيين عموما في صراعهم المرير "والمدور في هذه اللحظة" مع قوي التخلف والرجعية.
ما زال أمامنا الكثير ليقال
والتأريخ للإنقلاب ما زال قاصرا
وإذا كان التقدميون مابرحوا يتغنون بمجد زاهر "الإستيلاء السهل علي السلطة في 19 يوليو 1971," وما زالوا يقيمون مراسم العزاء "لما حدث بعد ذلك," فما الفرق بينهم وبين الرجعيين؟؟؟؟

Post: #3
Title: Re: قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو
Author: أبو ساندرا
Date: 07-15-2006, 11:52 AM
Parent: #1

العزيز / بكري الصايغ :
نثمن غاليآ إهتمامك بالموضوع
ولن ننسى القتلة
حاتجي ساعة الحساب
أو بالأحرى ، حق عليهم إحتقار الشعب
بينما للشهداء في صميم الأفئدة مكان يليق بهم
ومجد

Post: #4
Title: Re: قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو
Author: عوض محمد احمد
Date: 07-15-2006, 12:18 PM
Parent: #3

35 عاما مرت على حركة 19 يوليو1971: جذورها و مالأتها



تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة و الثلاثون على حركة 19 يوليو التي نفذها تحالف من الضباط الديمقراطيين و الشيوعيين حيث نجحت في الاستئلاء على السلطة لمدة ثلاثة أيام. ما سأتناوله في هذا المقال ليس أبدا تاريخا لهذه الحركة بل هو اقرب لرؤية عامة (بعيني طائر) لجذور و مالأت هذه الحركة.

1964 - 1971
1. كانت للحزب الشيوعي اليد الطولي في قيام ثورة أكتوبر 1964م و من ثم تخليص البلاد من الدكتاتورية العسكرية، سوءا من خلال الدور المباشر لعضويته أو من خلال النقابات و المنظمات الجماهيرية الموالية له. و أصاب القوى السياسية الفزع عند تشكيل مجلس وزراء الثورة الذي تم تشكيله من جبهة الهيئات (تجمع النقابات و المنظمات الجماهيرية الزى قاد الثورة) حيث كان الحزب يتمتع بنفوذ كبير و بالتالي حاز المناصرون له على أكثرية المقاعد.
2. في أول انتخابات جماهيرية بعد الثورة (1965م ) شكل أداء الحزب الشيوعي مفاجأة للجميع (و صدمة غير سارة لأعدائه) حيث حصد تقريبا كل مقاعد الخريجين، بل و كاد عبد الخالق محجوب ان يلحق الهزيمة بالزعيم الازهرى في إحدى دوائر أم درمان، لكنه نجح في انتخابات تكميلية في الفوز على القطب الاتحادي احمد زين العابدين بعد استقالة الازهرى لترؤسه مجلس السيادة.
3. أما في الشارع و النقابات فقد كان نفوذ الحزب طاغيا و لا منافس له. كان الإسلاميون وقتها مجموعة صفوية ضعيفة التأثير جماهيري حصرت كل جهدها في الدعوة للدستور الاسلامى و مكايدة اليسار.
4. و الحال كهذه، كان من المستحيل على القوى التقليدية (الاتحاديين و حزب الأمة) و الأخوان المسلمين السكوت على التمدد الهائل للشيوعيين فكان ان تم تدبير حادثة معهد المعلمين المعروفة و من ثم كانت مؤامرة حل الحزب في 1965 و طرد نوابه المنتخبين. تلك المؤامرة التي شارك فيها للأسف أباء الديمقراطية و مؤسسيها أمثال المحجوب و الازهرى و الصادق المهدي (الذي اعتذر بكل شجاعة فيما بعد).
5. التزم الحزب الشيوعي جانبا سلميا في الرد على الانتهاك الكبير للدستور فرفع قضية دستورية ضد قرار حله كسبها في أعلى مراحل التقاضي (فى المحكمة العليا) عام 1966م و كانت المفاجأة ان رفضت الحكومة الديمقراطية وقتها (كانت برئاسة الإمام الصادق المهدي) تنفيذ الحكم واصفا إياه بأنه "حكم تقريري غير ملزم"!! مما دفع رئيس القضاء وقتها (بابكر عوض اللة) للاستقالة من المنصب الرفيع احتجاجا على إهانة اكبر سلطة قضائية فى البلاد.
6. حتى بعد هذا الخرق الكبير للدستور التزم الحزب جانب السلم و ظل أعضاؤه يشاركون في العمل السياسي كأفراد كلما كان ذلك ممكنا.
7. من البديهي عندئذ ان يكون الحكم الحزبي في ذلك الوقت بالنسبة للحزب الشيوعي كالشجر ذو الثمار المرة بحيث لا يبالى ان لا يزود الطير عنه ( بعد ان ذاق مرارته).
8. و لم يتأخر الطير كثيرا. إذ قام ضباط برتب صغيرة (ينتمى بعضهم لتيار القوميين العرب، و بعضهم مشكوك
بصلاته مع أجهزة مخابرات إقليمية) بانقلاب مايو 1969م بمشاركة رمزية من بعض ضباط الحزب و كان موقف القيادة السياسية للحزب اقرب للحياد.
9. نجح الانقلابيون في استقطاب مجموعة من الشيوعيين في مراكز قيادية حيث حاولوا (أو أوكل لهم) تذويب الحزب في أجهزة النظام الجديد و التنسيق معه من خلف ظهره مما دفع اللجنة المركزية لفصلهم من الحزب في أغسطس 1970م.
10. ظلت العلاقة بين نظام مايو و الحزب في توتر متواصل انتهى بفصل الأعضاء المحسوبين عليه في مجلس قيادة الانقلاب في نوفمبر 1970م (بابكر النور، هاشم العطا و فاروق حمد اللة) و من وقتها تصاعد العداء و الخلاف العلني بين سلطة مايو و الشيوعيين. فوضع عبد الخالق في الاعتقال في مصنع الذخيرة و اختفى بعض أعضاء اللجنة المركزية تحت الأرض و ابعد اى وزير أو تنفيذي له صلة ما بالشيوعيين.
11. و يتصاعد العداء يوما بعد يوم لينتهي باستيلاء هاشم العطا و رفاقه على سلطة نميرى عصر يوم الاثنين التاسع عشر من يوليو 1971.


ملاحظات

1. لم يتحسب الحزب (أو الضباط الشيوعيون) في تنظيم الضباط الأحرار لخطورة الاشتراك في عملية تغيير كبرى مثل انقلاب مايو من غير ان يؤمنوا لأنفسهم مركزا قياديا مستقلا، كحزب، في السلطة الجديدة. المعروف ان الضباط الشيوعيين كان لهم تنظيمهم المستقل بجانب عضويتهم (أو تنسيقهم) مع تنظيم الضباط الأحرار. الذي أتضح فيما بعد ان تنظيم الضباط الأحرار كان مخترقا بواسطة المخابرات الناصرية التى عملت منذ أول يوم في السلطة الجديدة على تهميش الحزب الشيوعي. فلم يحظى الحزب حتى بشرف ان يختار ممثليه في مجلس وزراء الانقلاب كما تم استقطاب بعض الأعضاء في مناصب تنفيذية كبيرة بمعزل عن استشارة الحزب، جرى اختيارهم بعناية من العناصر الرخوة بحيث يختارون جانب السلطة (و المنفعة الذاتية) عند حدوث اى مفاصلة بين السلطة و الحزب (التي لم تتأخر كثيرا).
2. نتج عن هذا المخطط ان ظهر صراع (كان صامتا أول الأمر) داخل الحزب بين مجموعتين:مجموعة الحزب برئاسة عبد الخالق و مجموعة الموالين للنظام انتهى بالانشقاق الكبير في 1970. لكن جرى تحميل كل وقائع تلك الفترة (69-1971) للحزب فتحمل الحزب أفعالا ليس له دور (كحزب) فيها مثل أحداث الجزيرة أبا و المصادرات.

حركة يوليو

و قامت حركة 19 يوليو 1971م.
و نجح الرائد هاشم العطا بمنتهى السهولة في الاستيلاء على السلطة لمدة 72 ساعة.
و جرت وقائع الحركة المعروفة تماما للكل.
و قد اهر ق المؤرخون و الحزب و النظام المايوى و من يعرف و من لا يعرف حبرا كثيرا في ذكر مجريات الأيام الثلاثة. ولا أظن إننا سوف نضيف جديدا إذا أعدنا وصف ما جرى.
و للحق فان الحديث عن الفصل الختامي من هذه الحركة ليصيب المرء بالحزن و الألم الشديدين (رغم تقادم العهد) عندما يقدم مجموعة من السكارى و شذاذ الأفاق على قتل رجال مثل عبد الخالق محجوب و الشفيع احمد الشيخ و بابكر النور. و للحق فان رجال يوليو بدون استثناء اظهروا قدرا عاليا من البطولة أثناء و بعد الحركة. يكفى ان محاكمات يوليو هي الوحيدة في تاريخ الجيش السوداني التي لم يكن فيها شاهد ملك واحد (الأمر الذي لم تخلل منه حتى محاكمات ثورة 1924)

ملاحظات
1. ان الحركة تم تنفيذها ضد مجموعة استولت على الحكم بقوة السلاح و لم تحملها ديمقراطية وستمنستر لدست الحكم.
2. ان الانقلابات كوسيلة للسيطرة على السلطة كانت وسيلة معتادة في ذلك الوقت. فعلى سبيل المثال كل حكام أفريقيا (ما عدا ليبيريا و جنوب أفريقيا) وصلوا للحكم عن طريق القوة، و كذلك كل حكام العالم العربي ما عدا لبنان و كذا الحال في أسيا و بقية العالم. بل حتى القارة الأوربية لم تنج من الانقلابات (تركيا و اليونان).
3. يبدو انه لم يكن هناك التنسيق الكافي بين ضباط الحزب و الأجهزة السياسية. هل فؤجئ الحزب بما جرى؟ هل هناك خطا في تقدير قوة الحزب الجماهيرية؟ هل كان هناك ضعف في تقدير حجم الضرر الذي ألحقه المنشقون بالحزب أثناء ( تنسيقهم) غير المعلن مع أجهزة النظام (و من بينها بالطبع الأجهزة الأمنية)؟
4. هل تم التحسب الكافي لمواقف القوى الدولية و الإقليمية وقتها؟مثلا أنور السادات الذي خلف عبد الناصر 1970 جاء للحكم و في معيته مشروع امريكى لاجتثاث النفوذ و التأثير اليساري عن كامل منطقة الشرق الأوسط و قد ابتدره بالقضاء على مجموعة الناصريين (جماعة على صبري) في مايو 1971 (اى قبل شهرين فقط من الحركة). القذافى وقتها كان يرتدى دثارا دينيا و كان على عداء مع اليسار، دول الجوار الافريقى كان يحكمها أمثال الإمبراطور هيلاسيلاسى و ملتون ابوتى و فر انسوا تمبلباى و موبوتو و بوكاسا المعروفون بولائهم التام للغرب.
5. هل كان هناك خطا في الاجراءا ت الأمنية المتبعة عادة في مثل هذه الحركات؟ هل كان من الحكمة بقاء كامل الطاقم القيادي للحزب داخل البلاد؟
6. بالطبع لم يكن هناك اى مجال للحديث عن تنسيق مع القوى السياسية الأخرى. فذكريات أزمة حل الحزب 1965 ما زالت حية، كما ان تلك القوى حملت الحزب وزر الإجراءات القاسية التي اتخذتها ضدها سلطة مايو.
7. الضرر لم يكن من الإعدامات وحدها بل من الاعتقالات و التشريد الذي طال الآلاف من عضوية و أصدقاء الحزب و بالتالي اثر هذا على عطائهم لحزبهم.
8. على المستوى الدولي تضامن مع الحزب كثيرا من القوى اليسارية و الليبرالية. جمدت الدول الاشتراكية علاقاتها مع نظام مايو. و شنت الأحزاب الشيوعية الأوربية و العربية حملات تضامن مع الحزب أدت لفرض العزلة على النظام مما اضطره حينها للارتماء بالكامل في أحضان الغرب.
9. نجح الحزب لحد كبير في ترميم صفوفه، و قد ظهر هذا خلال انتفاضة مارس 1985 الني لعب فيها دورا مقدرا.
10. يلاحظ الكثير من المراقبين ان دور الحزب الشيوعي في مقاومة حكم الإنقاذ ليس بحجم و إمكانيات الشيوعيين المعروفة و يرجحون ان يكون الحزب قد استفاد من دروس 1964 و 1969 و 1985 حيث لم يكتف الآخرون بالاستيلاء على ثمار الأشجار التي هزها الشيوعيون بل حرموهم حتى من الجلوس على ظلالها. اى ان الحزب ربما قرر ألا يشترك بجدية في إحداث تغيير لا يملك السيطرة الكافية على نتائجه فحسب، بل ربما أدى إلى سطو انتهازيي اللحظات الأخيرة المتخصصين في سرقة الثورات على نتائج التغيير (و بالتالي لا ينوب الحزب منها إلا المشانق و المعتقلات).




Post: #5
Title: Re: قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو
Author: أبو ساندرا
Date: 07-18-2006, 06:08 PM
Parent: #1

إحتفاءآ
بالذكرى ال 35
لحركة 19 يوليو المجيدة

ولا نامت أعين القتلة الجبناء

Post: #6
Title: Re: قتلة : لكي لاننسى : بمناسبة 19يوليو
Author: عمر ادريس محمد
Date: 07-18-2006, 06:57 PM
Parent: #1

Up