عندما تقول طفلة في التاسعة من العمر.. إغتصبني جيش مني اركو ................................!!

عندما تقول طفلة في التاسعة من العمر قد اغتصبني جيش/ مني اركو.... ماذا تعني……?!

اذكر إنني قد قلت ناصحا متواضعا لاخوين لي بموقع سودانيز اون لاين عندما اشتبكا الكترونيا احدهما يناصر اتفاق ابوجا والاخر يناهضها – قلت لهما: ( وقعوا او امتنعوا ثم هاتوا مبرراتكم والحكم هنا ليس الاتحاد الافريقي ولا الامم المتحدة ولا الولايات المتحدة وبالطبع ليست الحكومة السودانية انما الحكم هو ساكن المعسكرات – وحتى ذالكم الحين لا يسب بعضكم البعض لان ذلك سوف يجعل ثغر الاقطاعي الدامي باسما فيخيفني منظره.) – وما ذلت على نصحي المتواضع.

صمت الكثيرون من ابناء دارفور على ما جرى بابوجا حرصا منهم على وحدة الخط والكفاح الثوريين واملا منهم بعودة الموقعيين او لحاق الممتنعين اذا ما توفرت ارضية مناسبة لذلك . باعتبار انه لم يخلو اي حركة جماهيرية ثورية في التاريخ من الانشقاق لان الذي تسبب في ميلاد تلك الحركة او الثورة هو الذي يدفعها الي التشرذم والانشقاق.
في احد السمينارات التي كانت تقيمها منظمة الامم المتحدة بولايات دارفور بغية تعريف المسؤلين و النظاميين بخطورة الاغتصاب – وكان احد الوزراء الولائيين حاضرا وقد قال معلقا( ان عدد ضحايا العنف الجنسي بدارفور ليس بعدد مهول كما يزعم) وكانت محاولة يائسة منه لتبرير جرائم الاغتصاب. لكن ردت المقدمة وهي فرنسية الجنسية قائلة: ( حدوث حالة واحدة تعتبر كارثة بالنسبة لي وللعالم اجمع). فسكت الوزير....!!

ربما لانني قد عملت بها موظفا متواضعا و ربما لسبب لا اعرفه لكن الذي استطيع قوله أن الامم المتحدة من الصعب أن تأتي بخبر دون التدقيق والتمحيص لذا ما جاء على لسان المنظمة الدولية يجب التوقف عنده طويلا. قنوات نقل الخبر واسلوب التقارير بها ليست بهذه البساطة التي يعتقدها البعض انما مسألة معقدة للغاية و دقيقة للغاية ايضا. ولا تتحمل ادنى شك في صحتها. كما ان ليست هنالك مصلحة للمنظمة الدولية في اتهام طرف اصيل في الاتفاقية وخاصة انها أي المنظمة سعت و بشق النفس لتلك الاتفاقية – ان كان هنالك قصد واستهداف من قبل الامم المتحدة تجاه أي فصيل من فصائل حركات دارفور لكانت حركة العدل والمساواة او فصيل السيد/ عبدالواحد محمد نور وليس من المنطق والعقل ان يكون ذلك فصيل السيد/ اركو.لذا فرضية استهداف عناصر من المنظمة الدولية لفصيل ادعاء غير متماسك.

الاقتتال الداخلي الذي حزرنا كنا نتوقع حدوثه في اي وقت لان المعطيات توحي بذلك لكن ان يصل الامر الي هذا الحد ليس لنا الحق في توقعه ناهيك عن تحمله. دعم قوات النظام لفصيل اركو مقبول تكتيكيا وعسكريا من طرف الحكومة السودانية ولكن مرفوض نضاليا واخلاقيا ومنافيا لدماء الشهداء.

عندما ينتصر قائد ما فانه لم يكن قد قاتل لوحده انما وراء ذلك النصر جنود مجهولين وكذا الهزيمة – أي ان كل ما يقوم به جنود قائد ما يتم اما باذن منه او برضاء منه او بغض الطرف وفي كل تلك الاحوال يكون القائد مسؤلا مسؤولية مباشرة عن فظائع و محاسن جنده. أي انه اذا ثبت التقرير الاممي ( ولا يراودني ادنى شك في صحته) يكون السيد/ مني مسؤلا عن اغتصاب قاصرات ونساء دارفور نيابة عن الجانجويد.و اليه شخصيا تنسب الفعلة الشنيعة.
النساء وقاصرات دارفور الائي أوجعن الضمير الانساني العالمي باغتصابهن من قبل الجانجويد ان يتعرضن ثانية الي الاغتصاب و من قبل من هذه المرة ..؟؟ من اشقائهن الذين حملوا السلاح من اجلهن...... امر يقطع اوصالي اربا اربا.

أن يتقاتل الثوار فيما بينهم امر حتى أن لم يكن طبيعيا يمكن تقبله لانه هنالك اقطاعي قاتل يسعى إلي ذلك لكن أن يصل الامر إلي طفلة في التاسعة من العمر تقول قد اغتصبني جيش مني اركو... ماذا يعني.........!!
يعني كارثة ....... وبؤس شديد.......... و الم مديد........................................!!

د.حامد برقو عبد الرحمن
[email protected]

*