الناخبون الجدد ... لمن يصوتون؟

الناخبون الجدد ... لمن يصوتون؟


07-13-2006, 01:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1152750103&rn=0


Post: #1
Title: الناخبون الجدد ... لمن يصوتون؟
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 07-13-2006, 01:21 AM

Quote: لم يختبروا بعد
الناخبون الجدد.. لمن يصوتون؟
بقلم: البدوي يوسف
يزور البلاد هذه الايام فيكتور بتلر مستشار الامم المتحدة الخاص بمتابعة الانتخابات المقبلة ، المقرر ‏استكمالها على جميع مستويات الحكم بحلول نهاية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية 9/7/2008 ‏حسب اتفاقية نيفاشا.وتقتصر مهمة بتلر حسب المتحدث الرسمي لبعثة الامم المتحدة بالسودان بهاء ‏الدين القوصي في الاعداد وتقديم التوصيات لاجراء انتخابات حرة ونزيهة ومتفقة مع المعايير ‏الدولية،والحوار مع القوى السياسية كافة حول الانتخابات القادمة ؛واستهل بتلر مهمته بلقاء رئيس ‏حزب الامة القومي الصادق المهدي الاسبوع الفائت وبحث معه التحضيرات الجارية للانتخابات، على ‏حد بيان صادر عن الحزب.واكد القوصي ان قسم سيادة القانون بالبعثة الاممية يعمل بجدية من اجل ‏انتخابات نزيهة وسيادة حكم القانون.‏
ورغم انه لا يعرف على وجه الدقة متى تجرى الانتخابات المرتقبة في ظل مرونة النص الذي يعطي ‏شريكي نيفاشا (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) حق تحديد الموعد شريطة الا يتجاوز نهاية السنة ‏الثالثة ،الا ان المؤتمر الوطني اعلن اخيراً على لسان الرئيس عمر البشيرـ في حفل انضمام احد ‏القيادات الاتحادية للمؤتمر الوطني ـ استعداده لاجراء الانتخابات في اية لحظة واكتساحها، ثم جاءت ‏الحركة الشعبية واكدت استعدادها لانتخابات مبكرة ،ومن المقرر ان تبحث الحركة في اجتماعها ‏الاسبوع القادم بمدينة رمبيك استراتيجيتها لخوض الانتخابات ،لكن الحركة عادت ورهنت مشاركتها في ‏الانتخابات القادمة باكتمال بنائها، على حد تعبير نائب امينها العام ياسر عرمان، الذي نبه الى حاجة ‏اي حزب سياسي يفوز بالانتخابات القادمة الى الحركة بسبب عملية الاستفتاء على تقرير المصير. ‏
وتزامن اعلان المؤتمر الوطني جاهزيته لخوض الانتخابات وكسبها مع حملة لاستقطاب قيادات الاحزاب ‏التقليدية ذات النفوذ المالي والقبلي قبل ان ينخرط في جولات ولائية لكسب مزيد من الاتباع ، فاصبح ‏لا يمر أسبوع الا ويخاطب نائب رئيس الحزب نافع علي نافع لقاء جماهيريا في احدى الولايات، مع ‏ملاحظة ان خطاباته تركز في الاساس على مهاجمة قادة الاحزاب وتجريدها من اي انجاز خلال العقود ‏الماضية .‏
وفيما ينشط المؤتمر الوطني في حملات الاستقطاب وتسويق نفسه بانه الحزب الاكثر اهتماما بقضايا ‏الجماهير، والاكثر قدرة على تقديم الخدمات ،تبدو الاحزاب التقليدية مشلولة اليد (بعضها بسبب الفاقة ‏واخرى بسبب الشح) معقودة اللسان بعد ان اعياها داء الانقسام ولا يلوح في الافق ما يشي بانها ‏الى شفاء او توحد في يوم ما في ظل الفجور في الخصومة والغمز واللمز والاشتراطات القاسية التي ‏يضعها اي فصيل للتوحد مع الآخر .‏
فعلى سبيل المثال انقسم حزب الامة- اكبر الاحزاب بحسابات آخر انتخابات ديمقراطية عام 1986- ‏اليوم الي عدة احزاب (الامة القومي ،الاصلاح والتجديد، القيادة الجماعية ، الفيدرالي ،المؤتمر ‏الاستثنائي ( وسط شكوك كبيرة بعودة الفروع للاصل ، وفي ظل الهمس الدائر عن قرب اندماج احد ‏الفروع في المؤتمر الوطني ان لم يكن قد اندمج بالفعل ، وتفضيل آخر خيار الالتحاق بحركة تحرير ‏السودان فصيل مني اركوي .‏
اما الاتحادي الذي حل ثانياً في انتخابات 1986 ،فهو الآخر انقسم الى خمسة اجنحة حتى كتابة هذه ‏السطور، وتبدو مشكلة الاتحاديين اكثر استعصاء على الحل، بسبب وجود الميرغني خارج البلاد، ‏وعدم تحديد تاريخ معين لعودته وتعامله مع الامور بـ (مهلة) ، وتوهان مجموعة (الهيئة العامة) التي ‏انشقت الي جناحين (هيئة عامة ,مؤتمر استثنائي) قبل ان تقدم نفسها للرأي العام ،والحديث عن ‏ذوبان جناح الهندي في المؤتمر الوطني وهو امر غير مستبعد في ظل التناغم الواضح بين خطاب ‏الحزبين. ومن المفارقات ان هذا الجناح احتفل بفصل احد قادته في مأتم محمد الازهري احد دعاة ‏وحدة الاتحاديين... فكيف يتوحدون؟
بقي ان نقول ان الانتخابات على الابواب ومن لم يستعد منذ اليوم لن يحصد غير السراب خاصة في ظل ‏وجود منافس يعتلي سدة السلطة ويملك المال ،وهما عاملان اساسيان لكسب اي انتخابات، مع ‏ملاحظة ان الجيل الذي ولد مع الانقاذ في العام 1989 يصبح بحلول العام القادم مؤهلاً للتصويت في ‏الانتخابات القادمة ، وهو جيل لم ير الميرغني ولم يشاهد الصادق وخبر الانقاذ بخيرها وشرها ولم تختبر ‏ولاءاته بعد
‏* البدوي يوسف عضو بالبورد ، ومدير تحرير الرأي العام ، وعمل بصحيفة الراية القطرية ، ومحلل سياسي ‏لقضايا السودان واستعانت به فضائيات ، وهو متخصص في الصحافة ، ومن جيل الشباب النابهين . 12 يوليو ‏‏2006 ‏