أشهر تابوت هذا العام.. وزيارة سلفا لأمريكا

❊ التابوت الذي خرج من منطقة نيوسايت في الاسبوع الماضي كانت الدموع الحارة التي تتبعه تعلن أن الميت العزيز هو أحد الأوروبيين العاملين هناك..
❊ والدموع التي تحرص (بشدة) على أن الميت أجنبي عظيم كان حرصها يحذر من الاقتراب من التابوت..
❊ يحذر تحذيراً غريباً.
❊ لكن جندياً غبياً في الحدود جهة »ياي« يصر على فتح الصندوق..
❊ والجندي يفتح التابوت ليجد أن عيونه تحدق في أغرب جثة في الوجود..
❊ الميت المحمول إلى يوغندا كان (اكواماً هائلة من الدولارات)..
❊ ومدن وقرى جنوب السودان تغلي بالحديث منذ الاسبوع الماضي عن التابوت العظيم.
❊ وفي بعض مدن الجنوب الموظفون الذين يفشلون للشهر الثالث في الحصول على مرتباتهم تجعلهم الحكايات هذه يبحثون عمن يغرسون اسنانهم فيه..
❊ والمثقفون يتساءلون = ليس عن الجهة التي كانت تستقبل التابوت العزيز.. بل يتساءلون عن الجهة التي انطلق منها التابوت العزيز=
❊ وعما إذا كانت هي الحكومة.. أم (بعض) الحكومة .. ام منظمة.. أم افراد.. أم شركات.. أم .. أم !!
❊ وعما إذا كانت الحكومة البريئة جهازاً يحمل من البراءة في عيونه ما يجعل العيون هذه تغفل عن تهريب مئات الملايين من الدولارات.. ما يساوي نصف دخل الدولة..
❊ والأحاديث تسأل عن الجبهة الثرية.. الشديدة الثراء = التي تقوم بتهريب مئات الملايين من الدولارات =
❊ وبعض العقول السياسية.. تتساءل عما إذا كانت الملايين هذه حكومية تقصد إلى باب السيد كوني!! أم هي حكومة ذاهبة لشراء شيء ما.. شيء لا يشتري إلا من السوق الأسود جداً لدرجة دفع الثمن في كفن الموتى.. أم هي أموال ذاهبة إلى يوغندا لشراء مودة ما.. أم هي جزء من شيء آخر يشتري النعيم لبعض الجهات..
❊ والسؤال يبدأ وينتهي عن نسب المال هذا.. وما إذا كان ينسب إلى الدم الحكومي أم غيره..!!
❊ والحكومة = تقول الأحاديث = تغلق الأبواب الأن بعنف وتتحدث من تحت أضراسها..
❊ لعلها تحقق ..!!
»٢«
❊ لكن أبواب الحركة الشعبية تهمس منذ أسبوعين عن شيء آخر..
❊ فالسيد (فلان) الذي يقدم استقالة شهرية في الأسابيع الماضية كان يقدمها مكتوبة على ظهر قائمة حكومة الخرطوم.. والتي كان السيد »فلان« ينتظر أن يحصل فيها على وزارة الحكم المحلي .. الوزارة ذات الوسامة الخاصة..
❊ وعند الفشل السيد يذهب ليعقد مؤتمراً صحفياً يعلن فيه انسلاخه من حركة لا تدفع الثمن..!! لكن السيد منصور خالد يدخل من الباب وباقان يدخل من الباب وياسر و..
❊ والحركة = أو حبيب يهرع لانقاذ الحركة = ولإطفاء المعركة يجعل الحزب الشيوعي يهمس للحركة.. حتى تكف عما يخدم المؤتمر الوطني.. وحده فقط..
❊ وصحافة الحزب الشيوعي والصحافة الصديقة كلها ينطلق في حملة تمجيد السيد المستقيل الذي يعدل عن استقالته في ما بعد..
❊ لكن من يدخل من الباب ويدير كل شيء كان هو السيد برونك الذي ينهي الخلاف هذا بغضب.. باعتباره لا يخدم إلا الشمال.
❊ وإطلاق الدخان لابتلاع كل شيء هو الذي يجعل أحاديث الحركة الشعبية عن (عدم المشاركة في شورى القوات الدولية) احاديث تغطي كل شيء.. الآن..!!
❊ لكن واشنطن ترسل اشارة لا يتوقف عندها إلا القليل..
❊ فالتغطية الإعلامية الهائلة للقاء تعبان للرئيس بوش لم تكن اكثر من اشارة امريكية تجعل تعبان يعلن »أن الوطني غير حريص على نيفاشا« الكلمات الامريكية تضعها الحكومة الامريكية على لسان تعبان.. الكلمات ذاتها التي اطلقها أحد قادة الحركة قبل شهور في واشنطن يعاد انتاجها لحشو مدفعية امريكا ضد الانقاذ
❊ ثم الأمر يبلغ الحد الأقصى حين تتوقع الدوائر هنا وهناك هبوط السيد سلفاكير في واشنطن للحديث عن »السلوك الجديد للمؤتمر الوطني.. الشريك المخالف«..
َ❊ بعد أيام قليلة..
❊ والوطني يطلق رصاصاته في المعركة الغربية رداً محسوباً.. بالإسلوب الجديد القوى..
❊ ونمضي في الحديث..
❊ وأفتح التابوت لتفسير الأخبار..
اسحق احمد فضل الله