الاحتفال بالفشل

الاحتفال بالفشل

قال رجل لابنه: اذهب للمسجد وادع المصلين لوجبة العشاء اليوم عندنا.
فذهب الابن وجاء بثلاثة فقط منهم!
فسألة الاب: لم لم يحضر الباقون؟
فاجابه الابن: سألتهم فرداً فرداً بأي سورة صلى الامام؟.. فلم يتذكر اي منهم إلا ثلاثة، واعتقد يا ابي انهم هم المصلون.
وعلى غرار ذلك فلنعتقد ان الذين يحتلفون دائماً في كل المناسبات لا يعرفون شيئاً عن العريس او المحتفى به وانما يغني وكل على هواه.
قد نحتفي بالسلام ونحن نفتقده و»نهيص« على حساب الارواح التي احتسبناها ثمناً للسلام الجائر حتى ان من الذين يشاركونا الاحتفالات من فقدوا ذويهم جوراً ويرقصون في الحفل حسرة على اخفاقهم في الحصول على تعويضات للممتلكات او ديات.
ونحتفل بالتعليم ونسبة الامية وسط المتعلمين كبيرة والبطالة اكبر. فالاحتفال هنا بالكم والكم في الحقيقة صفر. ذلك ان الاهداف الاستراتيجية للتعليم تكمن في تنمية الموارد البشرية والاجتماعية واذا لم يتحقق ذلك فالاحتفال »جبانة وهايصة« او»ساقية جحا«.
نحتفل بتبديد الطاقات واهدار الموارد والزمن وقد نحتفل بآبار :»عيش يا حمار« لمن تقوم النجيلة.
اصبحت مجرد كلمة بترول تثير الاشمئزاز وطمام البطن لدى المواطن الذي لا يستطيع ان يفرغها فهي خاوية. المواطن غلبان وغلبان والمواطن توأمان بحضور ابنهم »البار« بترول!
زمان كان بعض الذين يتعاطون المحرمات والعياذ بالله يختلقون الاحتفالات ويعشقون المناسبات حتى التافهة. فصادف ان شلة منهم لم تجد اي مناسبة فاحتفلت بمناسبة اللا مناسبة!
في الحالة دي فقط الغلط صاح نحتفل بمناسبة اللامناسبة ونستثمر العطالة في المتعلمين الخريجين ونحتفل بالسلام ترويحاً ونسياناً لما وجده الذين دفعوا ثمناً السلام!
وان غلبك سدها وسع قدها!

محمد علي التوم من الله