تحية كبيرة ليك الفريد تعبان

هي فرصة ربما لا تتاح لصحفي مثلنا من ما تسمي بدول العالم الثالث إلا نادرا .

عشرون دقيقة بالتمام والكمال امضاها مع الرئيس الامريكي جورج بوش الصحفي السوداني الزميل الفرد تعبان رئيس مجلس ادارة صحيفة خرطوم منيتور الناطقة باللغة الانجليزية مراسل القسم الافريقي بهيئة الاذاعة البريطانية والذي حاز هذا العام علي جائزة تمنحها سنويا احدي المؤسسات الامريكية حول الحريات ونشر الديمقراطية في العالم بمشاركة ناشطين اخرين احدهما من سيراليون تدعي زينب بنقارة والثاني من زمبابوي يدعي رقينالد متشابا هوف .

اذا لم تخني الذاكرة فإن ألفرد تعبان هو ثاني صحفي سوداني يلتقي الرئيس بوش فالاول كان الزميل لقمان احمد مراسل قناة العربية الفضائية بالعاصمة الامريكية واشنطون الذي اجري لقاءا مطولا مع بوش بثته قناة العربية في وقت سابق لكن الفرق بين اللقائين فإن بوش كان مصدر معلومات للصحفي لقمان اما في اللقاء الثاني فإن ألفرد تعبان كان مصدر معلومات للرئيس بوش.

ما قاله الفرد تعبان بعضمه لسانه في حوار اجراه معه نهاية الاسبوع الماضي القسم الافريقي بهيئة الاذاعة البريطانية ان الرئيس جورج بوش اصابته حاله من الذهول عندما ابلغته ان الحكومة السودانية لم تنفذ حتي الان اتفاق السلام الشامل الذي وقعته مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل 18 شهر لانهاء الحرب الاهلية التي استمرت في جنوب السودان لنحو عقدين او يزد قليلا حيث كان رد الرئيس بوش بعد ان زالت منه الدهشة هذه ليست المعلومات التي بحوزتي عن سير تطبيق اتفاق السلام في السودان وطلب من معاونيه علي الفور اعطائه مزيدا من المعلومات حول هذا الامر.

القسم الافريقي بهيئة الاذاعة البريطانية قال في موقعه علي شبكة الانترنت الخميس الماضي ان مراسلنا في الخرطوم والموجود الان في واشنطون رد علي اسئلة الرئيس بوش عن تطبيق اتفاق السلام والوضع في السودان خلال لقائهما الذي امتد لعشرين دقيقة.

الفرد تعبان قال عن اللقاء سألني بوش عن سير تطبيق اتفاق السلام الشامل في السودان فأجبت علي سؤاله قائلا: السيد الرئيس تنفيذ اتفاق السلام لا يسير علي ما يرام واضاف: رد الفعل المباشر من الرئيس بوش كان (هذه ليست المعلومات المتوفرة لدي عن سير تطبيق الاتفاق).

وقالت هيئة الاذاعة البريطانية ان مراسها قال للرئيس بوش لتبديد الحالة التي انتابته : حسنا مهما كانت المعلومات التي بحوزتك فإن (الحكومة في الخرطوم) لم تطبق اتفاق السلام الشامل حتي الان ومضي الفرد تعبان قائلا : شعب جنوب السودان لا زال في انتظار تحويل اتفاق السلام الي واقع معاش في حياتهم فسكان مدينة جوبا عاصمة الجنوب لم ينعموا حتي الان بخدمات الكهرباء ولاخدمات المياه بل لا يوجد شئ اطلاقا بالمدينة.

ورغم حديث مراسلها للرئيس بوش فإن الاذاعة البريطانية تصف اتفاق السلام بأنه منح جنوب السودان حكما ذاتيا واسعا ويقول محللون ان ما طبق من الاتفاق حتي الان لا تخطئه العين.

وخلال اللقاء طبقا للاذاعة البريطانية فإن الرئيس بوش الذي اخذ حديث مراسلها بالخرطوم علي محمل الجد طلب من معاونيه تزويده بمزيد من المعلومات عن سير تطبيق اتفاق السلام في جنوب السودان.

وردا علي سؤال حول اجواء اللقاء قال تعبان اللقاء بالنسبة لي كان دافئا وان ترحيب بوش كان حارا رغم الرهبة التي تولدت لدي.

بوش وفي تصريح عقب اللقاء وطبقا لنشرة صادرة عن البيت الابيض الثلاثاء الماضي اشاد بالفرد تعبان وزميليه الافريقيين الاخرين لحصولهم علي جائزة نشر الديمقراطية لهذا العام .

ويبقي القول ان الفرد تعبان ليس هو اول صحفي سوداني ينال جائزة دوليه فقد سبقه الاستاذ محجوب محمد صالح رئيس ترحرير الزميلة الايام الذي نال جائزة القلم الذهبي في احتفال ضخم في سيول العام الماضي حضره الرئيس الكوري الجنوبي روه موه هيون خلال فعاليات فعاليات الدورة الـ 58 لمؤتمر الصحف العالمية، والمنتدى العالمي للمحررين الـ 12، اللذين نظمتهما هيئة الصحف العالمية وجائزة القلم الذهبي هي تكريم يتم سنويا لشخصية صحافية برزت خلال العام في الدفاع عن حرية التعبيروقد تم اختيار محجوب محمد صالح بناء على توصية مجلس الأمناء في الهيئة بعد أن تم ترشيح أكثر من شخصية حول العالم لهم. ومن قبل فازت الزميلة امال عباس بجائزة الصحافية الشجاعة والتي نالتها في الولايات المتحدة الامريكية وان لم يتيسر لها اللقاء بالرئيس جورج بوش

الاخ الفرد تعبان يستحق تحية وتقدير لانه رغم مايتعرض له من مضايقات واعتقالات وتهديدات من قبل نظام الانقاذ لما يقوم به من فضح النظام وممارساته اللانساية وتجاوزاته لحقوق الانسان........عالميآومحليآ, الا انه لم يغير مبدئه او يبيع صدقه......ولو باللجوء او الهجرة
فالتحية له ولك محمد الامين محمد علي هذه اللفتة
حكمة اليوم
من يستحق التحية فلنحيه

فوق

الأخ محمد الأمين ،

شكرا لك على إيراد هذا الخبر . إن فوزالأستاذ آلفريد تابان بهذه الجائزة مع زميلين آخرين من قارتنا الأفريقية يعني أن سلطة القلم الحر تأخذ حيزها المأمول كل يوم في عالمنا الثالث المغلوب على أمره، وأن ماكينة القمع في بلادنا في طريقها إلى مزبلة التاريخ مهما بدا في الظاهر من جبروت زائف.

ما زلت أذكر كيف تتناهي إلينا في المنافي بين حين وآخر أخبار مصادرة وإغلاق "خرطوم مونيتور" واعتقال محررها الشجاع آلفريد تابان أو حبسه لساعات طوال في مكاتب جهاز أمن الدولة (سيئ السمعة). وفي كل مرة كان هذا الصحافي المؤمن بقضيته وبحرية الكلمة يخرج من المعركة أصلب عودا وأقوى مراسا.

نقطة ضعف الأنظمة الإستبدادية مجتمعة أنها تقرأ التاريخ معكوسا..لذا ينتهي بها حكم التاريخ دائما إلى سلة مهملاته مهما طالت "كنكشتها" في كرسي السلطة ، ومهما فعلت فعلها في مصادرة الكلمة وكسر الأقلام!

كلمة أخيرة لصديقنا آلفريد: هذه الجائزة تكريم لنا جميعا، ونحن فخورون بك.

الفريد تعبان سوداني فخم...
يستحق كل التقدير والاحترام...
قبل شهر شهدت له بموقف بطولي كبير جدا علي الصعيد الاجتماعي... إحترمت الرجل...وعندما سمعت بنيله تلك الجائزة..قلت في نفسي..من غيرك يستحقها...
له التجلة والتقدير...
والرجل عاني ما عاني ليقل كلمته ...اقفلت صحيفته مرات ومرات...في زمن ترتع بعض الصحف في مراعي الدولة
ومزيدا من التقدم