زهير السرّاج يكتب عن مأساة مواطنين فقراء بأمدرمان دمّرت الجرّارات الحكومية بيوتهم

زهير السرّاج يكتب عن مأساة مواطنين فقراء بأمدرمان دمّرت الجرّارات الحكومية بيوتهم


06-26-2006, 03:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1151288612&rn=0


Post: #1
Title: زهير السرّاج يكتب عن مأساة مواطنين فقراء بأمدرمان دمّرت الجرّارات الحكومية بيوتهم
Author: مكي النور
Date: 06-26-2006, 03:23 AM

مناظير
سؤال للعملاء!!

زهير السراج




الصورة التي إلتقطتها (عين) زميلنا المصور الصحافي البارع عباس عزت، ونُشرت على صدر الصفحة الأولى أمس، وهي لبائعة شاي من قرية القلعة بمنطقة الجموعية بالريف الجنوبي لأم درمان، تبكي بحرقة شديدة وأسى وحسرة على منزلها الذي سوته الجرارات الحكومية بالأرض قبل أن يؤويها هي وأبناءها التيامى.. وقد صرفت في بنائه وتشييده كل ما جمعته من بيع الشاي، (حوالى 15 مليون جنيه)، وكانت تأمل أن يرحمها من غول الإيجارات وعيون الناس.. إلا أن (جهة مجهولة)، تابعة لحكومة ولاية الخرطوم أبت إلا أن تجهض أحلامها، وتقتلها باليأس والهم والحسرة. هي وعشرون أسرة أخرى دكت الجرارات منازلهم دكاً دكاً.. وسوتها بالأرض، وجعلتهم يهيمون في الشوارع، يرفعون الأكف إلى الله، يدعون على من ظلمهم ويريه في الدنيا قبل الآخرة!! هذه الصورة الرائعة المحزنة، والتحقيق الخبري القصير للزميلتين النابهتين هالة حمزة وإبتهاج متوكل عن مأساة المواطنين بحي القلعة جنوب ام درمان، الذين ابتلع الغول الحكومي المسعور منازلهم بحجة (عدم التخطيط)، وهي حجة واهية وكاذبة وظالمة، إذ أن معظم المواطنين يقيمون بالمنطقة منذ عهد الجدود.. وهذه الصور توضح بجلاء شديد مدى الإستهتار الحكومي بالمواطن، ونظرته الإستعلائية له، واستعداده لدكه بالأرض واجهاض أحلامه وقتله بالغيظ والحسرة.. متى ما رغب، وأنى شاء!! ويزيد الإستهتار الحكومي، وينحط المواطن في نظره أكثر.. كلما كان فقيراً أو بسيطاً... في حاجة إلى العون والمساعدة!! لم تكلف السلطات الحكومية الولائية نفسها حتى مجرد عبء إخطار المواطنين، حسبما جاء في التحقيق الصحفي الذي نشر بالأمس، بنيتها في إزالة مساكنهم، دعك من الدخول معهم في حوار حول مشروعية إقامتهم بالمنطقة، أو ترحيلهم إلى مكان آخر، بل انتظرت خروجهم من منازلهم إلى أعمالهم البسيطة التي تحميهم من مذلة السؤال، وتوفر لهم لقمة العيش الكريمة، وبعض مصاريف العلاج والدراسة لأبنائهم التي امتنعت الحكومة عن توفيرها، فغدرت بهم وجاءت بجراراتها لتسوي منازلهم مع الأرض، وتحرق قلوبهم، وتشردهم في الشوارع وتتركهم غرقى في الدموع والأحزان! نفس هذه الحكومة، وسدنتها وزبانيتها، يدبجون الآن بيانات الحرب، وينشرونها كإعلانات تجارية في الصحف بملايين الجنيهات.. يتوعدون فيها القوات الدولية وعملاءها بالداخل بالعذاب والموت، ويطلبون من المواطنين الإستعداد للجهاد والإستشهاد ويطالبونهم بالخروج في مسيرات الرفض والردع والوقوف خلف القيادة؟! مثل هذه البيانات والمطالبات من يستجيب لها.. الجائعون أم الرضى، أم المشردون أم المفصولون أم اليائسون أم المغدورون، أم الذين سوت الجرارات منازلهم بالأرض، وملأت حياتهم بالدموع والأحزان؟! اسألوا أي عميل من هؤلاء.. ستجدون لديه الإجابة التي تقيكم مذلة السؤال؟!
www.alsudani.info